ليس غريباً القول من المالكي: (ان العراق من بين الدول الـ10 الاكثر نمواً في العالم)! من دون ان يلتفت إلى لغة الأرقام التي تظهر عكس ذلك، فالعراق شهد في العام الماضي وحده 15000 هجوم مسلح مع تنامي العنف فيه بنسبة 150% فوضعه في المرتبة 16 من أصل 177 دولة من ناحية الفساد الأداري حسب منظمة الشفافية الدولية، فهل يمكن توقع نمو في هذا البلد، اللهم إلا نمو القتل والعنف والدمار والخراب..الخ؟. لكن الغريب حقاً زعم جهة دولية بأن العراق لا يندرج في قائمة البلدان المنتهكة لحرية الصحافة في عام 2014! ففي هذا العام الذي هو في بدايته، أغلق مكتب صحيفة الشرق الاوسط ببغداد وجرى تفجير جزء من مبنى صحيفة (الصباح الجديد) العراقية لنشرها رسماً كاريكاتيرياً لعلي خامنئي. وفي مستهل هذا العام أيضاً أدانت منظمة مراسلون بلا حدود القاء القبض على الصحفي سرمد الطائي بسبب نشره أراء ومعلومات أغضبت الحكومة! ودعت المنظمة هذه الى أجراء محاكمات عادلة للصحفيين والتحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهم وقالت، أن الحكومة العراقية تستخدم قوانين موروثة من النظام السابق في حكمها على الصحفيين ناهيكم عن تعرضهم الى أعتقالات عشوائية ومحاكمات مزيفة، فعراقيل يواجهونها للحد من نشاطاتهم الأعلامية، ووجهت (مراسلون بلا حدود) مع مرصد الحريات الصحفية في العراق رسائل الى رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئاسة محكمة الاستئناف في بغداد وقاضي محكمة قضايا النشر والاعلام، عبرت عن قلقهما حيال ما يسلط على الصحفيين من ظلم. عدا ذلك فان رابطة الصحفيين العراقيين دعت الصحفيين الى عدم الاكتراث بدعاوي السياسيين ضدهم، سياسيو السلطة طبعاً (كونهم سياسيون فاسدون وفاشلون) حسب قولها.
وفي مطلع هذا العام ايضاً قتل الصحفي فراس محمد عطية مراسل فضائية الفلوجه وأصابة الصحفيين مؤيد ابراهيم وعبدالرحمن محمد عطية من فضائية الأنبار بجروح كما وجرح سيف طلال مراسل الشرقية TV بثلاث أطلاقات نارية بديالى.. هذا على سبيل المثال، وليس الصحفيون وحدهم يتعرضون الى انتهاكات بل معظم حملة الاقلام كذلك، ففي بابل علق أتحاد الأدباء أعماله أحتجاجاً على تهميش الحكومة له وقال الاتحاد هذا، ان الأهمال يهدد كل عقول العراق وكفاءاته.
ومن أقوى الأدلة على أضطهاد الصحفيين في العراق أعلان اليونسكو يوم 4/1/2014 باطلاق حملة لحماية الصحفيين في العراق، فهل العراق والحالة هذه من البلدان التي لا تنتهك فيها حرية الصحافة؟
مقالات اخرى للكاتب