تكتظ الساحة السياسية في العراق، بِكمٍ هائلٍ ممن أسموا أنفسهم سياسيون؛ فالجميع تسيّس دون معرفة ماهيّة السياسة وأصولها، وكيف نبني دولة ونكسب شعب.
في ظلّ الظروف الحالية، نستطيع القول: إن مايحصل على الساحة السياسية، مسرحية نصفها كوميدي والنصف الآخر تراجيدي؛ بسبب الأحداث المضحكة المبكية، التي ترافق العملية السياسية برمتها.
ينقسم السياسيون العراقيون، بين مؤدلج، منظِّر، ومجاهد يروم تسريع الحلول للوصول بالشعب العراقي إلى برّ الأمان، فبعض السياسيين تأسلم، ووضع لنفسه خارطة طريق لغاية الحصول على منافع مالية أو حزبية أو غيرذلك.
شاشات التلفزيون، فضحت الكثيرين من السياسيين؛ وبيّنت حقائقٌ ملموسة، وربما يكون "لقناة البغدادية" وبعض القنوات الأخرى على سبيل المثال، الفضل لكشف الحقائق، التي قد يجهلها المواطن، أو يعتريه الشك بشأنها، عندما نتكلم عن الفساد الإداري والسياسي، فهناك جملة من الحقائق والأدلّة على تورط بعض المسؤولين الكِبار بملفات فساد كبيرة، ومن وقاحة هؤلاء "سلاطين الفساد"؛ الخروج علناً وأمام الملأ معلنين مؤازرتهم للشعب، ودفاعهم عن حقوق الشعب!
على الإعلام المقروء والمسموع، فضح هؤلاء المفسدين؛ ليتسنى لمسيرة الإصلاح أن تستمر، وأن لا يتوانى أي إعلامي، على محاربة الفساد والمفسدين، مهما كانت وظيفتهم، العراق بحاجة الى رجال صادقين، يقولون ما يفعلون، لا أن يدّعون الوطنية والصلاح والإصلاح، وهم في طغيانهم يعمهون؛ علينا محاربة وإبعاد كل من تسول له نفسه العبث وسرقة المال العام، فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرس، وعلى رئيس الوزراء وقادة الكتل السياسية، عدم مجاملة أي مُفسد وإبعاده، فالعراق وشعبه أمانة في أعناقكم.
تخوض القوات الأمنية العراقية البطلة، مسنودةً بقوات الحشد الشعبي "أسود الشعب" معارك مصيريةٌ ضارية في هذه الأثناء، وهم بحاجة الى دعم لوجستي ومعنوي؛ لمواصلة القتال حتى النصر الكبير، في حين إن بعض السياسيين الذين يدعّون الوطنية، ويروجون بسلعتهم الكلامية عبر فضائيات عربية، يسرقون مال الشعب، ولا يأبهون ماالذي يحصل للعراق وشعبه.
بدء الشعب العراقي يعلم جيداً، من هم سلاطين الفساد، ومن هم حماة الوطن، فالتأريخ لن يرحم سُراق قوت الشعب، والشمس ستشرق قريباً لتفضح من هو السلطان ومن هو الحرامي.
مقالات اخرى للكاتب