العراق تايمز: كتب ناصر الياسري ..
أصبح مصطلح ( فقاعات ) من أولويات أدبيات رئيس الوزراء وقد دخلت ضمن قاموسه السياسي . فهو كثيرا ما يردده في خطابات وندواته ولقاءاته بحيث فكر البعض ان يجعل منه مصطلحاً سياسيا مستحدثاً مثل اللبّننه والصومله والعرقنه مضافا إليها بالطبع مصطلحه الشهير ( ما ننطيها ) وهلم جرا ! ولعل أول استعمال لهذا المصطلح في مجال الخطب السياسية لرئيس الوزراء هو اتهامه لقياديي حراك ساحات التحرير بأنهم عبارة عن ( فقاعات ) لا أكثر ! واستخدمه مرة أخرى في وصف الحراك الشعبي في ما يسمى بساحات العز والكرامة في الرمادي والحويجه والفلوجه والموصل وديالى بأنهم ( فقاعات ) تحركهم أجنده أجنبيه ! ولم يكتفي دولته الى هذا الحد بل اتهم شركائه في العملية السياسية بأنهم ( فقاعات ) لا تخيفه تحركاتهم المشبوهة المرتبطة بدول الجوار !!
ولم يسلم احد من اتهامهم با ( الفقاعات ) حتى حلفائه في الإئتلاف العراقي الموحد حين وصف تهديدات مقتدى الصدر له بأنها ( فقاعات ) وان الرجل لا يفقه في السياسة شيئاً ! بل زاد في وصف حليفه الآخر السيد الحكيم حين وصفه ومجلسه الأعلى بأنهم عبارة عن ( فقاعات ) وانه سيحول هذا المجلس الى منظمة مجتمع مدني !!
وبما ان رفاقه في الحزب غير منسجمين معه بالمرة فلقد كان يصفهم داخل مجالسه الخاصة بأنهم ( فقاعات ) حزب الدعوة وسيقضي عليهم عاجلاً أم آجلاً بعد ان تؤول إليه السلطة بشكل تام من خلال الانتخابات القادمة والذي يعول عليها كثيرا باكتساحها وتشكيل الحكومة بمفرده ان كان هذا التشكيل استحقاقا انتخابياً او بالتزوير والتهديد !
واستنادا الى كل ما ذكرناه أنفاً فمن المفترض ان من يهدد ويصف الآخرين بالفقاعات يجب عليه ان لا يكون فقاعه في يوماً ما . او يهدده خصومه بأنه ( فقاعه ) لا أكثر !! لكن الذي توصلت إليه مؤخراً ان ( مختار العصر ) كان أكبر فقاعه انفجرت في مجلس الوزراء وسيسمعها ويطلّع عليها الشعب الآن وبالوثائق الدامغة !! فكلكم يتذكر خطابه الذي ألقاء ضمن سلسلة خطاباته الأسبوعية ليوم 5 / 3 / 2004 والذي هدد وتوعد فيه مجلس النواب بأنه في حالة عدم إقرار الموازنة العامة فسيضطر الى إقرارها داخل مجلس الوزراء متجاوزا ومتحديا سلطة البرلمان وقد أمهل " دولته " البرلمان اثنان وسبعون ساعة لإقرار الميزانية وخلاف ذلك سيتصرف كونه الراعي على مصالح الشعب و يمتلك كافه السلطات التنفيذية ! وقد هلهل البعض لهذا التهديد بل خرجت مظاهرات مؤيده له صباح اليوم التالي دون ان تحصل على إذن من السلطات المعنية بأجازة تلك التظاهرات حسب الأنظمة المرعية المقررة للقيام بأي تجمع جماهيري او القيام بتظاهره سلمية !! ومضت الاثنان والسبعين ساعة.. ومثلها مضت مرة أخرى دون ان تلوح بالأفق هراوات مختار العصر التي سيجلد بها ظهور أعضاء البرلمان المتمردة على سلطاته ! ولعل من المضحك المبكي ان تلّوح في الأفق فقاعات مختار العصر وهي تتفجر بفعل إصرار أعضاء البرلمان في عدم الانصياع الى تهديدات ( المختار ) بعد ان رد مجلس الوزراء على كتاب الامانه العامة لمجلس النواب بخصوص قيام مجلس الوزراء بإقرار الميزانية بدون الرجوع الى مجلس النواب ! فكان رده عبارة عن فقاعه انفجرت في مجلس الوزراء العتيد معتبرا ما قام به المجلس هو استمرار الصرف وفق مبدأ 1 / 12 من موازنة السنة الماضية على النحو المقرر في قانون الاداره المالية والدين العام للرقم ( 95 ) لسنه 2004 . وليس ما صرح به دوله رئيس الوزراء في خطابه الأسبوعي ليوم 5 / 3 / 2004 والمتضمن إقرار الميزانية دون الرجوع لمجلس النواب!
وبهذا الرد والذين ينطبق عليه المثل القائل ( من فمك أدين يا هذا ) يكون السيد المالكي صاحب اكبر فقاعه انفجرت في مطلع هذا العام حسب مقياس رختر للفقاعات الفضائحية .. وطيا كتابي الامانه العامة لمجلس النواب وكتاب الرد عليه من قبل مجلس الوزراء