لقد وصلت هذه العائلة الى ملك نجد والحجاز بمساعدة ودعم البريطانيين ، وقد ثبتت هذه القوة حكم آل سعود في قلب العرب وعلى اقدس أرض عند المسلمين بل يعتبر المركز الديني الذي تتوجه إليه الملايين في كل سنة حجاجاً ومعتمرين ، ومن خلال هذه العائلة أصبح القرار الديني مسيطر عليه من قبل القوى الكبرى إن كان البريطانيين في بادئ الأمر ومن بعد ذلك الأمريكان عندما أصبحوا القوى العظمى في العالم وهذه القوة مسيطر عليها من قبل الرأس مال اليهودي والذي يدعم دائماً إسرائيل وبالنتيجة فأن هذه العائلة تتحرك وفقاً لمصالح القوى العظمى الداعمة الأولى لإسرائيل ، وقد أظهرت التحركات السياسية لعائلة آل سعود هذا المعنى من خلال مواقفها المعادية لكل تجمع عربي وحدوي وكل قائد عربي يمتلك هذا التوجه ، من أجل إبقاء الأمة العربية تعيش التفرقة والتشتت والضعف ولا يمكن لها أن تواجه إسرائيل ومن ثم تنتهي القضية الفلسطينية بالإضافة الى عدم قدرتهم في المحافظة على ثرواتهم الوطنية والدفاع عنها أمام القوى الكبرى المتكالبة عليها ، لهذا نلاحظ هذه العائلة قد واجهت جميع التنظيمات ذات التطلع القومي والوطني والإسلامي الذي يصب في وحدة الشباب العربي ورفع مستواهم الثقافي والمعرفي ، ولم تترك رئيساً أو قائداً عربياً يمتلك هذه التوجهات إلا وواجهته بالمال والإعلام والإتهامات التسقيطية ذات الصبغة الدينية من أجل تسقيطه وإبعاد إلتفاف الشعب العربي حوله ، فلم تبقى أي دولة عربية أو شعب عربي في منأى من المؤمرات السعودية الخبيثة ، وقد ذهبت العشرات من القيادات الوطنية والقومية والإسلامية ضحية هذه المؤامرات السعودية في مختلف الأقطار العربية كبعد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر وغيرهم كثير ، وقد بذلت هذه العائلة الجهد الكبير من أجل إضعاف القضية الفلسطينية ومن ثم إنهائها ، فهذه العائلة قد أوقفت تطلعات الشعب الفلسطيني خلال ثورة 1936 بقيادة القسام من خلال تثبيط الثوار وطرح فكرة ترك الثورة والتوجه لعصبة الأمم من أجل طرد المحتل البريطاني ، مما أدى الى أنشقاق الصف الفلسطيني من هذا التحرك السعودي الذي قاده أنذاك فيصل بن عبد العزيز ومن ثم إنتهاء ثورة القسام من غير أن تحقق اي هدف من أهدافها ، وقد غذت هذه العائلة جميع الإنقسامات والفتن والحروب العربية العربية أو العربية مع دول الجوار ، فقد كانت الداعم الأكبر ضد تطلعات الشعب اليمني لقيام النظام الجمهوري في حربه الأهلية (1962 - 1970) ودعمت سلطة الإمامة ضد قيادات الجمهورية ، ولم تقدم هذه العائلة أي دعم يذكر للحكومات العربية التي أشتركت في حرب عام 1967 ضد الكيان الصهيوني ، وقد شجعت السادات على توقيع معاهدة كامب ديفيد ودعمت حكمه الذي أسس علاقات جديدة ومتطورة مع الغرب والكيان الصهيوني ، وكانت هذه العائلة المحرك الأكبر للحرب الأهلية في لبنان والمعوق الأكبر لوحدة الصف اللبناني الى هذه الأيام ، وعندما بزغ ضوء المقاومة وأرتفعت رايتها وأفكارها النضالية في لبنان وفلسطين وأنتشرت شعبيتها في جميع اقطار الوطن العربي ، واجهت هذه العائلة بكل ما تمتلك من مقومات أن كانت مادية أو معنوية هذه المقاومة من أجل إبعاد المواطن العربي عن أفكارها الثورية الرافضة لخنوع الحكومات العربية أمام الكيان الصهيوني ، وقد أرعبت نجاحات وأنتصارات هذه المقاومة آل سعود نتيجة ألتفاف الشباب العربي حولها ، مما دفع الحكومة السعودية على بذل المال من أجل إضعاف المقاومة الأسلامية في لبنان من خلال عملائهم هناك بالإضافة الى دعم الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة من خلال دفع الحكومة المصرية ايام حسني مبارك وكذلك الملك عبد الله ملك الأردن في تشديد الحصار على الفلسطينين ، وهذه العائلة قد دفعت الدكتاتور صدام لحرب الجارة إيران من خلال تضخيمه وتعظيمه ودعمه بالمال والسلاح والإعلام ، هذه الحرب التي استمرت ثمان سنين والتي ذهب ضحيتها أكثر من مليوني مسلم من الطرفين ، ولم تقف هذه العائلة مكتوفة الأيدي وهي تشاهد إنتصارات المقاومة الإسلامية في لبنان على الكيان الصهيوني في كل حروبه فحركت الشعب السوري ضد حكومته من أجل تغيرها بنظام أخر يرتبط بعلاقات جيدة مع إسرائيل لقطع الطريق على حزب الله ومحاصرته ومن ثم القضاء عليه ، وقامت هذه العائلة ببذل المليارات من أجل هذه المهمة ، فجلبت المقاتلين من جميع البلدان بعد أن طرحت الفتاوي التي تساعدها على ذلك ولم تكتفي بذلك بل أساءة الى الشرف العربي والإسلامي من أجل إنجاح مهمتها فكانت فتوى جهاد النكاح التي أخجلت كل من عنده عقل إن كان ينتمي لدين أو لا ينتمي ، فقد دمرت سوريا تدميراً كاملاً وقتل من الشعب السوري الآلآف وتشرد الكثير منهم الى دول الجوار والحرب والدمار مستمر الى هذه الأيام والداعم الأكبر لها العائلة المالكة للسعودية ، ولم تقبل هذه العائلة بالتغير الكبير في العراق وبناء نظام ديمقراطي فيه ، فدفعت الإنتحاريين وشجعتهم للذهاب الى أرض العراق من أجل إفشال العملية السياسية فيه ، وهذا الشعب العراقي ينزف بالدماء يومياُ منذ عام 2003 الى هذه الأيام والمسؤول الأكبر على القتل والدمار عائلة آل سعود ، وقد رفضت هذه العائلة التغيرات الكبيرة في اليمن ووقفت ضد تطلعات شعبه في إختبار حكومته ، وعندما رفض هذا الشعب التدخل السعودي السافر في شؤونه الداخلية شنت هذه العائلة الحرب على هذا الشعب المظلوم ، وهذه طائراتها ومدافعها وصواريخها تقتل العشرات يومياً من أبناء اليمن السعيد ، وعندما رفضت الشعوب العربية كل الشعارات التي كانت تطرحها السعودية من أجل تمرير مؤامراتها في تدمير الدول العربية ، فقد طرحت هذه العائلة الشعارات الطائفية وغيرت الأمة العربية الى أمة طوائف ومذاهب وأديان تتقاتل مع بعضها البعض تحت العناوين الطائفية ، واصبح المواطن العربي يتحرك بأتجاه طائفته وليس قوميته أو وطنيته ، فهكذا غيرت هذه العائلة جميع العناوين والمبادئ فأصبح العدو صديق والصديق عدو وضاعت الأمة وضاعت فلسطين واصبح المواطن العربي مرعوب من أصوات المدافع والطائرات والعبوات الناسفة مذهول مما يحدث وفي نفس الوقت يتقبله لأنه محاط بشعارات طائفية قد قسمت المجتمع العربي من القومية العربية التي كانت تجمعه الى التسنن والتشيع ، وقد زرع كل هذا البغض والعداء والطائفية والقتل والدمار في هذه الأمة هي عائلة آل سعود ، ذلك السرطان المنتشر في جسد هذه الأمة والذي ينخرها ويدمرها من الداخل ، وهذا السرطان لا يمكن التخلص منه إلا بالإستئصال حتى ترجع هذه الأمة الى سابق عهدها أمة عربية وتحتضن في داخلها جميع الأديان والمذاهب متحابين ومتعايشين كما هو حالهم من مئات السنين
مقالات اخرى للكاتب