Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مؤتمرات التقريب وأمنيات لإعادة إنسانيتنا الضائعة
الأربعاء, أيار 1, 2013
حسين الخشيمي

 

حقاً إننا نعيش اليوم واقعاً مقارباً من ذلك الواقع الذي شهدته الجزيرة العربية قبل 1400عام, حيث الخوف والقوة أكثر شيء يتقنه المجتمع الجاهلي, هم كانوا يقتنون الأسلحة ويهتمون بها كما يهتمون بأبنائهم, بل يتعدى الأمر ذلك, فالنفس لم تكن محترمة حينها, ولم تشفع لها صلة رحمِ او دمٍ. الرجل كان يئد ابنته بيده, بينما كان يحتضن سلاحه في فراش نومه. هي تشاركه حفر قبرها ببراءة لكي تقلل عنه عناء الحفر!.. انه مجتمع يرى من القتل مهنة رائجة للحصول على القوت والجاه والمنصب. مشاهد تاريخية كثيرة مشابهة لو أردنا ان نسردها في هذا المقام لأتسع وطال, ولكننا نقارن مقارنة بسيطة بين ما جرى أمس في تلك الفترة التي فصلت بيننا وبين ذلك المجتمع الهمجي, وبين مجتمع همجي آخر بقالب حضاري بعيد كل البعد عنه, حيث العالم اليوم يبذل (تريليونات) الدولارات من اجل ان يكون مجتمعه بمستوى مقارب لذلك المجتمع الجاهلي, عبر التسليح, والقتل, والتدمير... العالم اليوم يجتهد في تطوير أساليب الموت فقط!

الجاهليون وجدوا أنفسهم بعد أن جاءهم النبي الخاتم (ص), وبعد عناء طويل, ومصارعة مع الرفض الشديد لفكرة ان يعرف الإنسان قيمة نفسه في ذلك الوقت. اكتشفوا ان خلاصهم يكمن في عودتهم الى إنسانيتهم, والعيش معاً وفق ما تقتضيه تلك الإنسانية من احترام للدماء وتقبل للآخر بعيوبه. سنوات طويلة من الآمان والانتعاش الحضاري والاقتصادي عاشتها العرب تحت ظل قيادة الرسول الذي أيقظ فيهم روح الإنسان المكافح والمتحرك في مجتمعه.

العرب ينتكسون مرة أخرى ويبحثون الان بعد وفاة نبيهم عن روح الجاهلية!! انهم يكتشفون وسائل اشد فتكاً بأنفسهم ومجتمعهم. المؤامرات.. المكائد.. الحروب الباردة اكتشافات رهيبة. اما مجتمعاتنا اليوم فقد جمع بين الأسلوبين معاً.. بين الجاهلي الذي كان يعتمد القتل وسفك الدماء, والآخر الذي كان يعتمد التآمر والحروب الباردة. بعض المفكرين ورجال الدين يروّن ان سبب ذلك العنف الطائفي والاقتتال الذي تعيشه الأمة اليوم, وابتعادها عن محتوى الدين الحقيقي الذي أحدث ثورة حضارية في الجزيرة العربية آنذاك؛ هو الفترة التي فصلت بيننا كمجتمعات وبين شخصية النبي كقائد. لكننا نعتقد ان السبب هو عجز المجتمع اليوم عن فهم الدين كمنظومة حضارية الهية كما طرحها وروج لها النبي (ص). ورجال الدين وخطابهم القشري هو الآخر سبب لا يقل أهمية عن بقية الأسباب الأخرى, فمنهم من يصور للمجتمع ان الدين الإسلامي مجرد حوادث تاريخية, وآخر يرى انه مجرد طقوس عبادية, ومناضرات وجدال كلامي لرد الشبهات. بينما يغفل اغلبهم عن فهمه كوسيلة لخلاص الإنسان وبناء حضارته.

مؤتمرات التقريب بين المذاهب والأديان التي تقام هذه الفترة في بلدان مختلفة, ينبغي ان تركز قبل كل شيء على ان الدين وسيلة للنهوض بالفرد والمجتمع, لا لتفريقه وشحنه بالفكر الطائفي. اليوم ستشهد مدينة النجف الاشرف مؤتمراً يفترض ان يحمل الهدف ذاته. السيد مقتدى الصدر جعل من مناسبة ذكرى ولادة الزهراء (ع) عنوناً للحوار و الوحدة. مؤتمر "فاطمة الزهراء الدولي السنوي الثاني لحوار الأديان والتقارب" اتمنى ان لا يخلوا من رجال دين منفتحين ومتحررين من قيود المذهبية يخرجوا بتوصيات ترسي دعائم التعايش واحترام الإنسانية التي جاء بها ديننا الإسلامي السمح. أتمنى أيضا ان يخلو هذا المؤتمر من الشخصيات الدينية التي المتطرفة -او من يمثلهم- والتي تلوح بالثأر من الذين يختلفون معهم. 100 شخصية من مختلف الأديان والبلدان العربية والإسلامية والأجنبية وصلت الى النجف, ونرجو منها ان لا تكون قد جاءت لتظهر للإعلام انها شخصيات مستعدة للحوار في أي وقت, بل من اجل ان تسعى الى لملمة شتات الأمة الإسلامية الضائعة, وان تحد من النفس الطائفي المستشري, والذي بسببه تسفك الدماء وتهتك الأعراض. أتمنى ايضاً ان يكون الرسول حاضراً بين تلك الشخصيات, وان يكون القرآن خطابهم ومرجعهم الأول لكي يكون حكماً وحجة على الجميع لكي نعيد لهذه الأمة إنسانيتها الضائعة.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42435
Total : 101