ها هي الاحزان تعشش فينا وتؤذينا وتشل حركتنا بل انها تجعلنا كالنائم الصاحي الذي لايرى شيئا رغم وضوح الاشياء وتقافزها امامه بلؤم وبسرعة لتشوشه وتمنع عنه التفكير او التصرف الصحيح والمقبول وها هو العراق الجريح الذي يذبح ابناؤه كل يوم وبدم بارد يستصرخنا ويستنجد بنا علنا نفيق وننقذه ونحترم شيخوخته ونرد له الجميل الذي اغدقه علينا منذ الآف السنين حيث كبرنا وترعرعنا في احضانه اخوة متحابين ونخاف على بعضنا البعض بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والمذهب وعملنا معا بما يرضي الله اولا وضميرنا ثانية الم يقل الله سبحانه وتعالى..بسم الله الرحمن الرحيم وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم..صدق الله العظيم ومرت السنوات الطويلة المليئة بالمحبة والاحترام والتقدير يرعانا العراق الحبيب الذي بدأ يصرخ وبقوة على كل الذي ما يحدث لنا ليعاتبنا من محبته الكبيرة لنا..

اصحوا قبل ان تقتلوني وتقتلوا انفسكم فانا الذي رعيتكم واعطيتكم من قلبي وروحي الكثير كي تكبروا وترأبوا الصدع فيما لو حدث لتجددوا شبابي ولا تسمحوا للشيخوخة ان تأخذ مأخذها مني لاني بكم ازهو واغدو رائعا وجميلا فما بالكم تتقاتلون فيما بينكم ويقتل العراقي العراقي..على ماذا؟اجيبوني؟خيري يملأ الدنيا وانت تعرفون ذلك..حبي يغمركم جميعا من دون استثناء فلماذا تتجاهلون هذا كله وتتسابقون لقتلي وايلامي وتزرعون حسرة في قلبي لاني ساضيع وافنى وانتم السبب وستتشردون في البلدان ولن يكون لكم لا امان ولا مكان وسيضيع اولادكم في متاهات الغربة بعد ان تمتلىء بيوتكم ارامل وايتام لتصبحوا على ما فعلتم نادمين ولكن بعد فوات الاوان..اجيبوني جوابا منطقيا على سؤالي لان الله سبحانه وتعالى يقول..بسم الله الرحمن الرحيم..ياايها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون..صدق الله العظيم..اين الجواب على هذا السؤال بعد ان اعطنا العراق الحبيب البرهان ولماذا نجرح بعضنا البعض وما الذي سنستفيده من هذا كله؟..

لاشيء سوى اننا سنخسر انفسنا وفلذة كبدنا العراق الحبيب وعندها لن تقوم لنا قائمة لاننا فرطنا فيه واتمنى ان نكون يدا واحدة ضد كل من يريد ان يفرقنا ويستخدم سياسة فرق تسد لتشتيتنا ولنثبت له اننا شعب واحد ولانستطيع الاستغناء عن بعضنا كما اثبتنا ذلك كثيرا ويشهد لنا التاريخ والعالم باجمعه ثم لماذا نبخس حقنا وحق العراق فينا ولماذا نشتته ونمزقه ونقتله ولماذا نقسو عليه وهو الذي احتونا الاف السنين وتنعمنا بخيره ولماذا يخاف علينا ولانخاف عليه ونوغل في اللؤم ونؤذيه..اليس من الاجدر بنا ان نرد له ولو شيئا بسيطا عرفانا بما قدمه له لنا وهو ان نتكاتف ونحب بعضنا البعض وان نصون كرامته وتاريخه ونرحم شيخوخته ونقبله من رأسه الى اخمص قدميه ونلثم يديه التي لطالما ربتت على اكتافنا لتواسينا وتمسح دموعنا وتراضينا ولنكون ابناء بررة وغير عاقين لابوته ولينبهر الجميع بقوتنا وارادتنا للحفاظ عليه والتمسك به من خلال حبنا وتمسكنا ببعض ونبذ كل ما من شأنه تمزيقه ودحره وقهر شيخوخته واهانته..انه الان بامس الحاجة لشربة ماء ترويه وتبعد الظمأ عنه فلماذا نبخل عليه؟واذا لم تكن قلوبنا خائفة عليه فعلى من تخاف؟وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟الم يحن الوقت كي نمسح دموعه ونعزه ونكرمه ونقول له اطمئن لن نتخلى عنك لاننا لاشيء من دونك ليشعر بالامان ويسكت انينه ويبتهج فخرا وعزا وينبذ.. كَلبي على كَلب ولدي وكَلب ولدي من صخر
مع تحياتي...