الترجمة الأدبية من الحقول المعرفية الرصينة جدا وهي واحدة من أهم أنواع الترجمة الأختصاصية التي تغطي مختلف الأجناس الأدبية مثل الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات والشعر. ويتولى ترجمة النصوص الأدبية مترجمون حاذقون لهم القدرة على الربط الشامل بين الخبرة في مجال الترجمة والمعرفة الأدبية الواسعة لأن ترجمة الأعمال الأدبية ليست مهمة سهلة.
والترجمة الأدبية لايمكن النظر أليها من زاوية كونها فنا قائما بذاته لأنها أكثر من ذلك بكثير حيث أن الروائع الأدبية تضم مثلا جمالية وتعبيرية ، كما أن لكل جنس أدبي مشاكل ترجمية خاصة به دون غيره. فعلى سبيل المثال يقوم المترجم بترجمة الخطاب المسرحي أو غيره من الخطابات. وهذا النمط من الترجمة لايقتصر ببساطة على قراءة النص وكتابته حيث يتعين عل المترجم أن يقرر أنتقاء اللغة المناسبة للموضوع الذي هو بصدد ترجمته وكذلك العلاقات فيما بين الشخصيات. والمثال الآخر يتعلق بالقصص القصيرة التي تشكل صعوبات في الترجمة من خلال وجوب المحافظة على التركيز الشكلي والموضوعي والوحدة الموضوعية في النص الأدبي وهذه أمور لابد من المحافظة عليها من خلال التماسك اللغوي واضح المعالم.
ويصعب على المترجمين بشكل خاص التعاطي مع ترجمة الشعر وخاصة مايتعلق بالشكل الفني والأيقاع والمعنى والصور الشعرية التي تميز الشعر في اللغة الهدف. كما أن صناعة السينما توظف المترجمين الأدبيين لترجمة الأفلام الى اللغات الآخرى.
في الختام لابد أن يتحلى المترجم الأدبي المقتدر بمعرفة متميزة بلغتين أو ثقافتين أجنبيتين أو أكثرمن ذلك وخبرة في عالم الأدب فضلا عن الموهبة في مجال الكتابة الأبداعية.
ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – جامعة البصرة – كلية الآداب