أصبح التواصل عبر الهاتف والإنترنيت جزءاً من الحياة اليومية لغالبية الناس. ورغم المزايا الجيدة لهما فإن الخبراء يحذرون من الإدمان ومن تهميش التواصل الفعلي مع الناس في العالم الواقعي، لكي لا تتحول إلى مجتمعات صامتة.
أصبح العديد من الشباب مدمنين على استعمال الهاتف الخلوي والإبحار في الإنترنيت، حيث يتواصلون مع العالم الافتراضي، على حساب العالم الواقعي. ومع مرور الوقت يتزايد عدد كبار السن الذين أصبحوا يحذون حذو الشباب، فأصبحوا يتواصلون مع الفضاء الخارجي بهواتفهم أو عبر الإيميلات، عوض الحوار المباشر وجهاً لوجه. ورغم أن الهاتف الذكي والإنترنيت يسهلان التواصل مع الأصدقاء والأقارب إلا أن الخبراء يحذرون من عواقب استعمالها على وحدة المجتمع، حسب مجلة "العلوم" الألمانية، التي نشرت ملخصاً للدراسة.
وأكد أحد الخبراء أن التواصل المباشر مع العالم الخارجي يكون مفعوله أكثر فعالية وبوتيرة أسرع لدى الناس المرضى، مقارنة مع المرضى الذين يكتفون بالتواصل عبر الهواتف والإنترنيت. كما أوضح الخبراء أن الأطفال الذين يترعرعون في عائلات تستعمل الحاسوب والهواتف الذكية بدرجات كبيرة، يكون توازنهم الاجتماعي معرضاً للخلل. ويحاول الخبراء تطوير تطبيقات لألعاب كومبيوتر تُمسح أوتوماتيكا عندما يلتقي الأشخاص فيما بينهم، لفتح المجال للحديث المباشر، بدل تهميش الآخر والتركيز على اللعب، كما جاء في مجلة "العلوم".
فبالنسبة للعديد من الأطفال والكبار على حد سواء، أصبحت ألعاب الكومبيوتر بديلاً عن الأصدقاء، وتدفع إلى العزلة الإجتماعية. وينصح الخبراء بتحديد مدة زمنية للعب وأيضا تحديد أوقات الإبحار في الإنترنيت لكي لا يؤثر ذلك على مشاركة الشخص في الحياة الفعلية مع الناس الآخرين.