يبدو ان سلسلة الغرائب والعجائب سوف لن تنتهي في بلد صار الغريب فيه مألوفاَ والمألوف فيه غريبا حتى بدأت تساورني الشكوك اننا نعيش في حلقات من المسلسل الكارتوني (اليس في بلاد العجائب ) فبعد ان استبشرنا خيرا"بالتغيرات التي اجريت على رهط من القيادات العسكرية التي لم تتمكن من السيطرة على البيئة الامنية في مناطق بغداد المختلفة عدنا مرة اخرى لنقول ( شين التعرفة احسن من زين المتعرفة) فالقيادات السابقة كانت تتبع الكلاسيكية العسكرية في حفظ الامن او محاولة حفظه من خلال اغلاق الشوارع ومد الاسلاك الشائكة و الاسئلة التقليدية ( منين جاي و وين رايح ) اما القيادات المستحدثة فاضافة للاجراءات التي اتخذتها سابقاتها من القيادات اصدرت قرار مُحير يصطف امامه طابور من علامات التعجب والاستفهام وهو منع سيارات المنيفيست من التجول في بغداد غير مفسرة ماهي الغاية منه خاصة وان اعداد السيارات التي تحمل لوحات فحص – مؤقت يتجاوز عدد نفوس دولة مجاورة للعراق ومن يقتني هذا النوع من السيارات هو من الطبقة الفقيرة الكادحة التي تسعى للعيش الكريم و لم يقتنيها لمجرد النزهة والمتعة كما يفعل ابناء الذوات والمقتدرين ماديا من اصحاب السيارات الفارهة التي تصل اسعارها الى 100 الف دولار ام ان ( الفكر فوك البعير وعضة الجلب .. وقد يكون هذا المثل قد تغير ايضا فمن المنطقي جداَ في الفترة الحالية ان يكون قد تم تحديثة ليكون الفكر فوك الجلب وعضة البعير) ... ويحاول البعض دعم هذا القرار بالقول ان هذه السيارات وعمليات بيعها وشرائها يُصعب عملية الرجوع الى مالكها الاصلي او الشخص الذي استخدمها للتفجير ولكن اسالكم بالله هل ان من يقوم بعمليات التفجير هو على درجة من الغباء حتى يترك ورائه اثراً او ان يعطي مستمسكاته الاصلية عند الشراء الا يستطيع مثلا عمل مستمسكات مزورة تمكنه من شراء اي نوع من السيارات سواء ذات الرقم الابيض او الاسود خاصة مع توفر التقنيات الحديثة من طابعات وسكنرات تمكن الانسان من عمل نسخ طبق الاصل منها ودعونا جدلاً نقول ان الارهابي اشترى سيارة ذات رقم ابيض وبمستمسكات اصلية الا يستطيع حذف رقم الشاصي والمحرك كي لايتم التعرف على الارقام التسلسلية التي تقود الى صاحب السيارة الاصلي هذه الاساليب باتت معرفوه للجميع فكيف تخفى عن القوات الامنية هذا سؤال اتمنى ان يجيب عنه اصحاب العلاقة ؟؟ نحن نعلم جيدا مدى تطور وامكانيات المجموعات الارهابية من حيث التخطيط و التكنولوجيا المستخدمة ناهيك عن التوقيت واختيار الاماكن ونوع التفجيرات والامر الثاني اذا كانت هذه السيارات هي السبب في هذا الوضع الامني المتوتر وان الدماء والارواح سوف تحفظ بمجرد تبديل اللوحات من اللون الاسود الى اللون الابيض لما لم يتم اتخاذ الاجراءات المناسبة لتبديل هذه اللوحات منذ العام 2003 الى هذه اللحظة سواء من المرور العامة او غيرها من الدوائر ... اذا كان التفكير بهذه الطريقة فانا انصح عمليات بغداد بمنع سير الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 18 – 35 لان هذه الفئات هي الاكثر اقبالاَ على تنفيذ العمليات الارهابية ( والله شر البلية مايضحك) عندما يتم العثور على سيارة مفخخة من نوع منيفيست يتم منع السيارات كلها من التجوال ولكن عندما يصرح الاعلام والقنوات الفضائية والجهات الامنية نفسها لسنوووووات بان سيارات المسؤولين من المضلللات والمصفحات تستخدم لعميات القتل ونقل العبوات الناسفة والارهابييين لانحرك ساكناً ... مشكلتنا في العراق هو عدم احساسنا ببعضنا البعض فترى الاشخاص الذين يتمتعون بمستوى معاشي عالي (الزناكين) او الذين يتبوؤون مناصب في الدولة ( المسؤولين) لايشعرون بمعاناة الفقراء والمحرومين من ابناء الوطن عندما يصدرون قرارات على شاكلة هذا القرار ويتجاهلون الاضرار المترتبة عليه بل ان بعضهم يعاملون الفقراء كانهم مجموعة من الناس الذين يمارسون الغش والخداع وانهم ليس معوزين او محتاجين وانهم يمارسون بعض الاعمال كمهنة تزيد على مالديهم واذا ما انتبهتم قليلاً في المناطق المزدحمة او التقاطعات المرورية ستجدون ان اصحاب السيارات القديمة او المنفيست هم من يتصدقون على الفقراء لانهم يحسون بمعاناتهم اما اصحاب السيارات الفارهة فهم غالبا مايطردون الطفل الصغير او الفتاة التي تهرع لمسح زجاج السيارة الامامي علها تحصل على شي وتراهم لايكتفون بذلك بل انهم يشتمونهم ويقولون انهم كذابون او انها مهنة امتهنوها .. اي مهنة هذه التي تريق ماء الوجه وان كانت كذلك فالله قال في محكم كتابه الكريم ( واما السائلة فلا تنهر ) ولم يقل لك ان تحقق للوصول الى نتائج في شان السائل هل هو محتاج حقاً ام يدعي ذلك .... لا ادري ما يحدث في بلدي فالغني يراد له ان يغنى اكثر والفقير يراد له ان يدفن اكثر وكأن الجميع يستهدفه اعجب عندما تقوم امانة بغداد بهدم اكشاك بائعي الخضار وغيرهم من الذين يسترزقون على الفتات من غير ان توفر لهم بديل يعيلون من خلاله عوائلهم المنكوبة مطبقين بذلك القول ( لا ارحم ولا اخلي رحمة الله تنزل ) فلا توفر لهم وظيفة ولاتتركهم يسعون في الارض لطلب الرزق.... عسى الله ان ينصر الفقير في زمناً تكالبت عليه الوحوش وسدت بوجه الابواب وخوفي ان تقطع عليه الانفاس الى اشعار اخر خوفا من ان تنفجر مفخخة هنا او هناك.....
مقالات اخرى للكاتب