Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عيد أسمه حسن شحاتة!
الاثنين, تموز 1, 2013
محمد غازي الاخرس

 

ترددت قبل أن أكتب هذه المقالة وقلت لنفسي إنَّ البعض ربما سيزايدُ عليَّ ويقول ـ ما باله مهتمٌّ بحسن شحاتة دون محمد عباس والاثنان قتلا بطريقة واحدة؟ ولهؤلاء أقول إنَّ لكلِّ مقامٍ مقالْ وأنا عائد لمقتل صاحبنا مدرب كربلاء لاحقا كي أتأمله. لكنّ دعوني الآن أنظر لفيلم شحاتة فهو عجيب غريب وجعلني أرى تاريخنا المخزي وهو يتحرك برشاقة قلَّ نظيرها.

كان المشهد رهيبا بطقسيته، مرعبا ببربريته؛ مئات من المصريين الذين صاروا أعرابا يحاصرون بضعة رجال في باب دار ويضربونهم بالعصي. الضحايا يستغيثون ويحاولون توقي الضربات دون جدوى، الدماء تسيل وصرخات المهاجمين تصمّ الآذان في فوضى تشبه فوضى (مولد) طالما رأيناه في الأفلام المصرية.

بدا الأمر أمام ناظريَّ وكأنه احتفال طقوسي يحتاج لحشد من الانثربولوجيين وعلماء النفس كي يفسروه لنا، رجال من وزن روبرستون سيمث أو جيمس فريزر أو سيغموند فرويد أو كارل يونغ، أولئك الذين وصفوا لنا بالتفصيل ما كانت تقوم به الجماعات القديمة في طقوسها الطوطمية. في إحداها، كما ينقل فرويد عن سميث، يقوم أفراد عشيرة سامية بافتراس جمل، عند الفجر، بوصفه أضحية طوطمية. والمفارقة أن الطقس يجري في سيناء أواخر القرن الرابع بعد الميلاد: يُمدّد الجمل الموثوق على مذبح حجري ثم يأمر رئيس القبيلة بتسديد الطعنة الأولى له ويشرب بنهم من الدم الذي ينبجس من الجرح، وبعد ذلك تهجم القبيلة عن بكرة أبيها على الحيوان فيقتطع كل عضو بسيفه قطعة من اللحم الذي لا يزال يختلج ويلتهمها كما هي على جناح السرعة. ثم لا يطلع الصباح حتى تكون الأضحية كلها قد أكلت بجلدها وعظمها ولحمها وشحمها!

ما جرى في مشهد قتل حسن شحاتة ربما يمتد بصلة خبيئة لتلك الحفلة الدامية، وإلّا كيف نفهم تفجّر هذه الغريزة وتفشي رائحتها العطنة. فالدم ينبجس من الرؤوس ليلطخ الأجساد ثم يُسحل القتلى فتسيح الدماء على الأرض . حين شرح المصور الشاب كيفية توثيقه اللحظة، قال إن رائحة الدماء لا تزال تجثم في منخريه.

الحقّ انني أعدت الفيلم أكثر من مرة وأنا أكاد أتقيأ من رعبه. تجرّدت من إنسانيتي وحاولت أن أركز على حركات الناس وطريقة تفاعلهم مع اللحظة الطقسية، فلعلي أستطيع، بعدها، تخيّل كيف هجم القوم على الحسين أو عبد الله بن الزبير أو زيد بن علي أو المختار بغض النظر عن قضاياهم وعدالتها. هل تتذكرون كيف يصف عبد الزهرة الكعبي سقوط الحسين وهجوم الناس عليه؟

لأعد إلى الفيلم فهو طلبتي في هذه المقالة؛ كان المهاجمون المصريون يضربون ضحاياهم بلذة غريبة، يهجمون سويا بهستيريا وبسرعة شديدة. لكأنهم يتسابقون للفوز ببركة فتحت أبوابها لهم خلال لحظات وعليهم أن ينتهبوها قبل أن تنفد. الدماء التي تسيل من الضحية تُشعرُ المهاجمين بالنشوة وتصوّر لهم أنهم أبطال اختارتهم الآلهة لتنفيذ رغبتها.

أي وحق الحسين، بدا لي المشهد وكأنه ملحمة شعبية تنبعث فجأة من متخيل أسطوري قديم، متخيل كنّا قرأناه في تراث مصر والعراق وبلاد كنعان حيث الأضاحي تنحرُ في عيدٍ يتكرر دوريا إرضاءً لآلهة غاضبة على وشك أن تثور فتغرقهم بمياهها. كان هناك شبان يحملون العصي، شبّان بدون لحى، ومعهم رجال بجلابيب، وفي الشرفات نسوةٌ يتفرجن بانتعاش ويتزاحمن لرؤية تفاصيل الملحمة الظافرة. فالشيخ حسن شحاتة دأب على شتم أمهم الرمزية وسلفهم الصالح، أجدادهم المقدسين، كما قرأت في تعليقات مصرية كثيرة، ولذا، وجب على الجماعة قتله وسحله والتمثيل به. شيء أغرب من الخيال. لعله عيد أعلنه إمام جامعٍ في حارة طال صيامها دهرا عن الدماء. الصيحة تخترق السماء ـ الله أكبر، أفطروا بالدم إرضاءً لأمنا. فتهجم الحارة عن بكرة أبيها على (الجمل) الشيعي لتشرب من دمه وتلتهتمه رمزيا خلال لحظات.

هو عيدٌ دون أي شكٍ أنثربولوجي، وأنا أعشق هذا العلم وأظنه الوحيد الذي يفسر لنا ما يجري. أقول أنه عيد وأنا أكاد أذهل مما قاله المصوّر الذي شهد الواقعة؛ لقد أعلن عن عظيم استغرابه من المشهد التالي للقتل حيث يقول ـ لقد سمعهم يباركون بعضهم بعضا قائلين وهم يبتسمون "مبروك عليك، الشيعة انقتلوا"!

مبروك علينا إذن، لقد حلّ العيد على مصر، وغدا تؤكل (جمال) أخرى على المذبح المبارك!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44416
Total : 101