الملف الامني وتدهوره يبقى الشغل الشاغل للعراقيين، هاجس الخوف والقلق يلقي بظلاله في اكثر من مفصل ولدى جميع شرائح المجتمع، القلق من التدهور في الملف الامني لايعني التشكك بقدرة الاجهزة الامنية، لان هناك صفحة مهمة في هذا الملف تعني بامن وامان المواطن، ومن الجانب الاخر والذي يجب ان لايغيب عن البال ان كثرة الخروقات الامنية وتكرار العمليات الارهابية تؤدي الى زعزعة ثقة المواطن بالاجهزة الامنية، هذه الثقة تعتبر من الركائز الاساسية في الانجازات التي تحققت، الصفحة التي بعثت على الخوف والقلق المشروع هي استهداف الشباب واماكن تجمعاتهم سواء في المقاهي او ملاعب الكرة والتي تعتبر الرئة المتنفسة للشباب لقضاء اوقات فراغهم ولاسيما بعد انتهاء الامتحانات او قرب انتهائها وتبقى هذه الاماكن ملاذا للتجمع الشبابي. الشباب عماد البناء، وهم ركيزة معادلات التطور والتقدم، لذا انهم بحاجة الى رعاية خاصة وتوفير مستلزمات البناء من خلالهم وانشطتهم وحمايتها وهم نبض الحياة، كما في جميع البلدان المتقدمة، اعداء العراق يريدون ايقاف الحياة من خلال استهدافهم الشباب في المقاهي الترفيهية وملاعب الكرة، حيث يجدون راحتهم فيها، الايام الاخيرة شهدت استهداف اجرامي لهذه الاماكن التي يرتادها الشباب بغية ايقاف الحياة في العراق وتدمير ركائز تطورها، الارهاب يبعث برسائله السوداء ولكن دون اي حراك لايقافه. الشباب هم مشاريع ثروة العراق وهذه لايمكن تعويضها ان تعرضت لاي سوء، الاستهداف ليس جديدا للشباب حيث تم استهدافهم قبل الاحداث الاخيرة، ولكن ازدادت العمليات الاجرامية مؤخرا كما انها لم تقتصر على محافظة او مدينة واحدة بل امتدت لتشمل العديد منها، هذا الاستهداف الهمجي زرع الخوف لدى الشباب ومنعهم من ممارسة هواياتهم المفضلة، بالاضافة الى عوائلهم التي بدورها تمنع ابنائها من الخروج للمقاهي وملاعب الكرة، الاتحاد المركزي لكرة القدم واللجنة الاولمبية العراقية يكاد لايسمع لها اي صوت في هذا الجانب، الاجهزة الامنية مدعوة لتكثيف جهودها وحماية اماكن تجمع الشباب لمنع تكرار هذه المجازر التي اصبحت شبه يومية، ولا قدر الله كيف تكون الامور لو تم استهداف احدى مباريات دوري النخبة التي تستقطب مبارياتها الكثير من الشباب في ظل التراخي الامني من هذا الجانب؟ الشباب والشرائح الاخرى من الشعب يتم استهدافها في العمليات الاجرامية سواء الاسواق او اي مكان اخر لان هدف اعداء العراقيين ايقاع اكبر عدد من الضحايا، رسالة اعداء العراق لاتحتاج الى ايضاحات الهدف بعد الاستهداف هو زرع الاحباط النفسي لدى شريحة الشباب الركيزة الاساسية في بناء العراق، ولاسيما بعد اخراج العراق من طائلة الفصل السابع الذي سيتيح حتما الفرص الكثيرة من خلال الاستثمارات المتوقعة والتي سيكون للشباب الدور الكبير فيها. الاجهزة الامنية وقادتها مسؤوليتهم مضاعفة لحماية الرياضة والرياضيين وجميع الشرائح الشبابية في الاماكن التي يتواجدون فيها، والخشية ان تتكرر هذه العمليات الارهابية وتؤدي الى هجرة الشباب اسوة بالمهاجرين الاخرين من ثروات العراق وفي جميع الاختصاصات.
مقالات اخرى للكاتب