كنت اعتقد,وحتى وقت قريب إن عقدة الخوف من السلطة و السلطان المستبد قد ولّت والى غير رجعه,و إن العراقيين قد تحرّروا منها والقوا بها في إحدى الزوايا النائية من الذاكرة الجريحة.
و قد ارتكزت و غيري بهذا الاعتقاد على زوال السلطة الديكتاتورية التي أرهبت الجماهير و زرعت بقمعها و دمويّتها كل أشكال الخوف و الرعب بين صفوفهم حتى أصبح الجميع راضخا مستكينا إلا القلّة من الذين رفضوا الظلم و راحوا ضحية بطش النظام المهووس بالتسلط وتصفية معارضيه.
لكن مع تبدّل الحال في ما بعد 2003 وإفرازات السياسة الأمريكية في العراق,وما رافق ذلك التغيير من شد و جذب وظهور المتسترين خلف شعاراتهم ألسابقه بوجوههم الحقيقية بلا رتوش,و وضوح ان هؤلاء ما هم إلا طلّاب سلطه يتحينون الفرص للوصول إليها واخذ فرصهم فيها على اعتبار إنها هدفهم الحقيقي وما رفعوه من شعارات مناهضه للسلطة سابقا لا يعدو كونه ضحكا على لحى البسطاء من الذين أوهموهم ان الدين لحى وخواتم ومسبحة واثر في جبين!.
مع كل هذا تكشّف للجميع مدى ما يضمره هؤلاء من أنفس مريضه تواقة للامتيازات التي تمنحها لهم مقاعد الحكم..وكان من المفترض أن يتجنب الجميع العثرة بنفس الحجر مائة مره,فهم يقولون إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!،فما بال المخدوعين يستلذون بخداعهم كل هذه المرات وأكثر..ما يثير الدهشة إن الحقائق أكدت للقاصي والداني بان المالكي و الهاشمي و بقية التابعين لهم..ماضون بطريق التسلط على رقاب الناس ولا يستهدفون أمرا سوا القبض على الحكم بالعراق,فبعد كل هذا الفشل لا تجد منهم إلا صلافة الحديث عن انجازات وهمية من نسج خيالهم ويحتفظ أبواقهم بحق ببغاويّ غبي بترديدها عبر وسائل إعلامهم الرخيصة ألهابطه.
لكن ألمشكله الكبرى هي إن الجماهير أثبتت إنها لا زالت تعاني من عقدة الخوف من السلطة ألحاكمه..والذي اختلف الآن..هو أن البعض يواري خوفه خلف اختلاق مبررات جبانة مثل(من هو البديل)و البعض الآخر يترجم خوفه بأن المالكي هو الخيار الجيد لكن خصومه طماطم غير جيده الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تشكيلة(زلاطه)غير شهيّه! والبعض الآخر ينطلق مذهبيا فيخبرك انه مختار عصره وحسين زمانه..ويكتفي البعض بممارسة هوايته الازليه المعتادة لائذا بالصمت..و إذا ما تجاوز صمته في أحسن أحواله كجبل يتمخض ..فسيلد(شعليه)!.
اكتشفت لاحقا إننا لازلنا قابعين تحت ضغط الخوف من الحاكم و السلطان و ارجع ذلك لسبب..وهو...إن زوال النظام السابق لم يتم بالنهاية على أيدينا الكسولة’إنما باراده و توقيت مرسومين وفق رؤية أمريكا..و هذا ما لم يمنحنا قدرة تجاوز هذه العقدة!!!!!!!!!!!!!!.
و متى ما تحملنا مسؤولية تقرير مصيرنا و مصير سلطتنا وهي تتمادى بالفشل و الفساد...عندها سنبدأ صفحة جديدة من تاريخنا..و نقول إننا تحولنا من مجاميع متناقضة متنازعة ..إلى شعب يعي أهمية اشتراك أفراده بالهدف و السلوك المفضي إليه..تماما مثل ما فعل المصريون..أصبحوا يركلون ماضيهم المعبأ بالصمت و الخوف..و يقذفون به بعيدا..ويواصلون مهارتهم وقدرتهم على التغيير لان معظمهم بات مؤمنا بالحرية و بحقه في تغيير الفاسد وان كان ناطقا عن ربهم كما يصور لهم.
ما آن لنا أن نتحرر؟؟وهل تحتاج إلى المزيد من الهزائم حتى ننتفض ضد نظامنا الفاسد الجديد؟.
مقالات اخرى للكاتب