Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بايسكل سِكل سِكل
الخميس, آب 1, 2013
كاظم فنجان الحمامي

 

 

 

 

 

 

كنا نلعب في صغرنا لعبة مستحدثة لم تكن معروفة عندنا في العراق قبل الحرب العالمية الأولى, أو لم تكن معروفة قبل ابتكار الدراجة الهوائية (البايسكل), لعبة صبيانية نركب فيها الدراجات الصغيرة ذات العجلات الثلاث, فنردد أهزوجة شعبية تقول كلماتها:
بايسكل سكل سكل
بايسكل غير شكل
ثم دارت الأهلة دورتها, وتغيرت الأحوال من حال إلى حال, حتى جاء اليوم الذي صار فيه البايسكل من ضمن مشتريات البرلماني العراقي, وكانت معظم بايسكلات البرلمان مستوردة من ألمانيا, فاستبشرنا خيراً, وحمدنا الله وشكرناه على تواضع رجال البرلمان, ونزولهم إلى الشارع بدراجاتهم الهوائية الألمانية, وكنا نظن أنهم سيتخلون نهائياً عن عجلاتهم المصفحة وسياراتهم المدرعة, وسيمتطون سروج الدراجات الهوائية مقتفين أثر الزعيم الصيني الراحل (ماو تسي تونغ), الذي قاد مسيرة الدراجات الهوائية في بلاده ليعبر عن بساطته وتضامنه مع الفقراء, وليؤسس نهضة عمالية كانت فيها الدراجات الهوائية هي الوسائل الرخيصة الأمينة السريعة للتنقل اليومي بين البيت ومكان العمل, أو أنهم سيحاولون تقليد الزعيم الهندي الراحل (المهاتما غاندي) الذي كان ملكاً للدراجات الشعبية في شبه القارة الهندية. .

http://www.youtube.com/watch?v=eDpkT_Cs2yg


قال قائل من جماعتنا أنهم تأثروا بدراجة الزعيم الهولندي (مارك روتتي), فالرجل هولندي الأصل والتربية, لا يصوم شهر رمضان, ولا يزكي أمواله, ولا يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها, لكنه رجل بسيط متواضع لا تفارقه الابتسامة, يتنقل بدراجته الهوائية من والى مقر عمله, يطوف بها في شوارع المدينة ملتزماً بقوانين المرور, مراعياً لشروط السلامة البيئية, لا يخشى أحد, ولا يعترضه متطفل, يغادر منزله صباحاً, فيتفحص إطارات دراجته الهوائية بنفسه, ثم يركبها بثقة ونشاط, لينطلق بها نحو مقر عمله من دون أن يصدر أي ضجيج, ومن دون أن ترافقه المواكب الاستفزازية المدججة بالسلاح, ومن دون أن يختبئ خلف زجاجها المظلل, ومن دون أن يحيط نفسه بأفواج من ذوي الرؤوس الحليقة والعضلات المفتولة, ومن دون أن ترافقه كوكبة من المركبات الحديثة ذات الدفع الرباعي, وناقل الحركة الخماسي, والأنوار السداسية, و(أم سبع عيون), ومن دون أن يتعمد السير عكس الاتجاهات النظامية. رجل يحترم الناس ويحترمونه, يتبادل معهم التحيات الصباحية ملوحا بيده, يتفقد أحوالهم, ويستطلع مشاكلهم من دون وسيط وبلا تكلف. . 

http://www.youtube.com/watch?v=6J-T0tsWr7k


وقال آخر من جماعتنا أن معظمهم من المعجبين برئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون), ودراجته الهوائية التي صارت عنده أسهل وانفع وأسرع في التنقل, ولا تكلفه شيئاً, يصطحب زوجته بدراجتها الهوائية ليذهبا معاً إلى الأسواق الشعبية, يتمتع بحريته الشخصية بين عامة الناس, يمارس حياته الطبيعية بلا حراس, ولا رجال أمن, ولا بودي غارد, ولا يتبعه الانتهازيون والوصوليون, ولا تسمع أهازيجهم الولائية المستنسخة (بالروح بالدم نفديك يا كاميرون), فالرجل يزور الأسواق الشعبية بدراجته, ويتجول بمفرده, ويتعامل معه الناس مثلما يتعاملون مع بعضهم البعض, من دون حواجز ولا موانع ولا فوارق وظيفية أو طبقية. .

http://www.youtube.com/watch?v=53K0N-bilz4


وقال المتندرون: أن أعضاء البرلمان سيركبون الدراجات على طريقة الرئيس الأمريكي (أوباما), أو الرئيس الفرنسي المراهق (ساركوزي), أو فلاديمير بوتين, أو جورج بوش الصغير, فالتقليد سيد الإعجاب. .

http://www.youtube.com/watch?v=dCFnQuPWm90


وقال قائل من مشجعي النوادي الانجليزية لكرة القدم: أنه يرى أن مجموعة كبيرة من جماعتنا سيركبون البايسكلات, ويتجولون في الملاعب الخضراء على طريقة الملياردير (رومان أبراموفتش) مالك نادي تشيلسي الانجليزي. .
وطارت بنا الظنون في فضاءات عالم الفن, فتخيلنا جماعتنا وهم يركبون البايسكلات, ويرددون أغنية كارم محمود (عالبسكليتة), التي غناها عام 1950 مع الفنانة شادية:
شوفي الجمال ده يا بسكليتة
وحدة وحدة يا بسكليتة
من الساعة وحدة للساعة ستة
يا بسكليتة
وكانت من كلمات أبو السعود الأبياري, وألحان عزت الجاهلي, وربما يرددون معاً أغنية فيروز الصغيرة (عالبسكليتة):

http://www.youtube.com/watch?v=IJelMLgRMN4


لكن ظنوننا ذهبت في مهب الريح, واتضح لنا في نهاية المطاف أن البرلمان العراقي أشترى تلك الدراجات ليوزعها على السعاة, حتى يضمن توزيع البريد الوارد, واستلام البريد الصادر على الطريقة الشائعة بأوربا في القرن التاسع عشر الميلادي أيام الفيلسوف البولندي الراحل (جاك بريجه بيده), وصدق من قال: (عرب وين ؟؟, طنبورة وين ؟؟). . . .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4436
Total : 101