"نوري المالكي اثناء لقائه مع الضباط المسؤولين عن سجني ابو غريب والتاجي قال إن (أحد المسجونين كان يتصل بي، فأين أجهزة التشويش لديكم)".
هذا التصريح ليس لأحد أعداء المالكي أو خصومه السياسيين، وما أكثرهم بطبيعة الحال، لكنه تصريح لأحد المقربين إليه جدّاً.
صدق، عزيزي القارئ، إن هذه المعلومة صرح بها المستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء علي الموسوي في برنامج تلفزيوني على الفضائية العراقية الرسمية.
الرجل وهو يدافع عن المالكي ومستشاريه، نطقها وهو يقول إن "المالكي يعرف كل ما يدور في البلد من على لسان جميع الطبقات".
أنا شخصيا، أصبحت على يقين الآن أن المالكي يعرف جميع ما يدور في البلاد، وأنه ليس مضللا كما قال في حواره مع نخبة من المختصين بالسياسية والاقتصاد على قناة العراقية.
نعم.. المالكي يعرف ما يدور في البلاد، ولي أن أتخيّل أنه يعرف تفاصيل السجن، وأين يقضي صاحبه المسجون أوقات فراغه، وليس هناك فرق كبير بين العراق والسجن، دعونا نقارن، في السجن يوجد مجرمون ويوجد أبرياء، وفي العراق المجرمون الطلقاء أكثر من المجرمين السجناء، وهناك لا يستطيع أحد السير أو التحرك من دون أخذ الإذن من السجان، ونحن نعمل الشيء نفسه، فالسيطرات سجاننا، أوقات الاستحمام في السجن محدودة، وأوقات استحمامنا محدودة أيضاً، حيث ينقطع الماء في الصيف كثيراً، لكن ربما هناك خصيصتان في السجن لا نحصل عليهما خارجه، أولهما عدم انقطاع الكهرباء، وثانيها أن رئيس الوزراء يهاتف السجناء لكنه لا يهاتفنا أبدا.
لكن ما الذي يربط رئيس الوزراء بأحد المجرمين؟ ما الحديث الذي يدور بينهما؟ من أين حصل السجين على رقم رئيس الوزراء، ولماذا لم يتكلم رئيس الوزراء، وهو القائد العام للقوات المسلحة، مع إدارة السجن بشأن وجود هواتف داخل السجن - في حال أراد متملقوه القول بأن السجين كان يهدده-، هل هذا السجين زميل المالكي في مرحلة ما؟ هل المالكي مجرم!.. سمعت مرة من أحد سائقي التكسي بأن المالكي مجرم، هل فعلاً هو شريك في الجريمة ؟!
عزيزي رئيس الوزراء، برر ما قاله صاحبك، ولا تحاول إيجاد مبررات غير منطقية، وتصبح أضحوكة، فالأمر بات معقداً جدّاً، وواقعنا الأسود لا يتسع لكلمات مقعّرة تخلو من خطأ نحوي من سيادتك.
اعطينها بالعامية.
وأرجوك لا تخلع صاحبك كما خلعك.. بزلة لسان.
مقالات اخرى للكاتب