يعتقد المراقبون للشأن السياسي العراقي بأن المالكي شخص مزدوج الشخصية, ومتقلب المزاج في اغلب الاحيان , ولديه مشكلة في التعامل مع الشخصيات السياسية المعروفة , والسبب واضح لان من يمتلك تاريخ سياسي لا يمكن ان يلوث نفسه بقرارات ارتجالية , والعكس صحيح , ولهذا قام السيد رئيس الوزراء بتقريب شخصيات غير معروفة , وصنع منها رموز وطنية , ليبقى هو وحدة سيد الموقف في جميع القرارات ,وما على الرموز الورقية الا الطاعة لولي نعمتهم , ويصف البعض ان الازمات التي تحصل بين الحين والاخر , سببها خروج هذه الرموز المصنوعة عن دائرة القرار, او الطمع بمكاسب جديدة لا يتم الاتفاق عليها.
والشواهد على ذلك كثيرة , فـ ازمة الغربية جاءت بهذا الاطار بعد ان اختلف معهُ , وحدث ما حدث من صراع كاد ان يجر البلاد الى متاهات اخرى, اما على الصعيد الاداري , فيتفق الاغلبية على انه فاشل ادارياً, وخصوصاً بعد تستره على ملفات الفساد الكبيرة , فمنذ توليه الحكم ولحد الان وهو يتستر على الفاسدين , وقضية وزير التجارة عبد الفلاح السوداني , ومن ثم صفاء الصافي وصفقات تسليح الجيش العراقي وغيرها خير شاهد على ذلك.
ويبدو انه بدأ يلفظ انفاسه الاخيرة , لاسيما بعد تسليمهِ زمام الامور في المحافظات لشخصيات ضعيفة بعد الانتخابات المحلية , لغرض الانتقام من ابناءها , بسبب عدم انتخاب كتلته ,ودخل معادلة الاتفاقات الفردية وسلم كل شيء , وتخلى عن حلفائهِ لمجرد انه شعر بانهم اصبحوا اقوياء , والاكثر من ذلك بدأ يشكك بأقرب الناس اليه وراح يتهم وزراءه المقربين ومستشاريه بالكذابين وانهم يخفون عنه اغلب الحقائق , واعتقد ان الانجازات التي كانت تحسب له من الشارع بأنه رجل القانون الاول وحامي الدستور وراعي الامن ، كلها باتت اكذوبة الكاميرا الخفية ، أي قانون هذا وهو يتستر على المجرمين والقتلى ، واي دستور هذا وهو تجاوز كل الصلاحيات ، واين الامن والامان والعراق يشهد مجازر لم تحصل حتى في زمن الاحتلال ، لقد اتعبني التصفح كثيرا في ملفاتهِ فلم اجد انجازاً يذكر، سوى تربيته قطيع من الذئاب والثعالب ، التي راحت تعيث في الارض فساداً ، ومن يدعي غير ذلك، فليتوقف عند بوابة العقل والمنطق قليلاً ويتجرد من العاطفة العمياء ولينظر ماذا يحدث بعين الحقيقة ، فقر وفساد وخروقات امنية لا تحصى ، وعجبي على الاصوات التي تنادي بأن رئيس الوزراء لا يتحمل المسؤولية ، نعم من قال انه يتحمل كل المسؤولية ، بل يتحملها معه القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري ووزير الداخلية والدفاع الفعلي السيد المالكي والامين العام لحزب الدعوة الذي كلف ادارة اهم الملفات في البلد لقيادات حزبه، وبين الاهزوجة الخرساء والتملق من ضعاف النفوس وتربية البعث المقبور ، يبقى وسيبقى الشعب العراقي وحده من يدفع الثمن ، ما لم يكن له كلمة فصل وقرار في القريب العاجل...