حضارة عمرها أكثر من ستة الأف سنة؛ آن الأوان ليقول العالم كلمته, وينطق اليونسكو بالاعتراف فيها "أور وأريدو وأوروك, وأهوار جنوب العراق" ضمن التراث العالمي لتكسب درجة القطعية بالاهتمام الاممي.
أذن من الآن لا يحق لأي شخص كان, وأين سكنه, أن ينتقص من أبناء البصرة والعمارة والناصرية والسماوة, ويقول باستصغار أو تحقير (أنتم شروگیه) ربما كانوا الشروكَيه في حيرة من أمرهم قبل ذلك, ولكنهم اليوم يقفون أمام أين كان ليعلنوا عن تاريخهم العتيد, ومجدهم الرفيع, بأن سكان تلك الأكواخ البالية, والحجيرات المتهرئة, والمشحوف الجيري, والبيئة الغرائبية "التي كتبت عنها المدونات, وأرخت حكاياتها في الكتب السماوية" أقنعوا العالم بالوقوف عرفاناً لحضارته.
ذلك التاريخ الذي يمتد لألاف السنين بمائه وهوائه وطيبة أهله, كان عنوان لتاريخ العراقيين, وصراعهم من أجل البقاء منذ سطر كلكامش ملحمته في الوركاء, لتكن منطلق للشموخ أمام الكبرياء, حتى كانت لهم مواقف مشرفة ضد الأنظمة الطائفية, التي ويصل الحال فيها بصب جام غضبها على الجنوب, بتجفيف مائها, وتهجير سكانها من أجل طمس هويتها التاريخية, ودثر معالمها حتى كان لأبنائها وقفة لأقناع اليونسكو بالاعتراف بالكوخ والمشحوف ضمن لائحة التراث العالمي.
ذلك من خلال التزام منظمة اليونسكو بتقديم الدعم والمساعدة الفنية والمالية للعراق لصيانة مناطقه الاثرية وانعاش الاهوار, واتخاذ تدابير فعالة ونشطة لتحسين بيئة المناطق التراثية والطبيعية, كذلك تنمية الدراسات والابحاث العلمية والتقنية لمعالجة الأخطار المهددة للتراث الثقافي والطبيعي, وكما تتكفل منظمة اليونسكو بتأسيس دائرة معنية بحماية تلك الاماكن بموظفين أكفاء, وأيضا تتعهد الدول الأعضاء باليونسكو ألا تتخذ متعمدة أي إجراء من شأنه إلحاق الضرر بالأهوار, الامر الذي عارضته تركيا ابتدأ.
هذا ليطلع العالم عامة والعراقيين خاصة, إن هوية الجنوب, وتاريخ أبنائها, ومعالم حضارتها, كانت وستبقى مناراً شامخاً في سما المجد, وصروح بارزة بين الحضارات, رغم كل محاولات طمس عنوان الشروگیه.
مقالات اخرى للكاتب