بغداد – في الوقت الذي أكدت فيه لجنة الخبراء النيابية التي تشرف على تشكيل مفوضية جديدة للانتخابات في العراق إن مجلس النواب سيحسم الاثنين المقبل مسألة تحديد عدد مقاعد المفوضية التسعة أو الـ15 مقعدا، شككت العديد من الكتل البرلمانية والسياسية بحسم الملف في الوقت المشار اليه، معتبرة أن الخلافات الحادة من الممكن أن تعصف بالملف وتعيده لنقطة الصفر من جديد، مما يثير شكوكا حول إمكانية أجراء أنتخابات مجالس المحافظات في موعدها المقرر مطلع العام المقبل.
وتواجه الاحزاب السياسية مأزقًا منذ اشهر في اختيار اعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الامر الذي يثير الشكوك في أن يتمكن الاشخاص المنتخبون لهذا المنصب من ممارسة عملهم باستقلال. وقال النائب الكردي المستقل محمود عثمان: "بالتأكيد هؤلاء (الاعضاء) لن يكونوا مستقلين". واضاف بأسف "أنها طريقة سيئة لبناء المؤسسات، ولكن هذا ما يحدث".
وقال النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك "نرغب بمفوضية انتخابات مستقلة بصورة كاملة".واضاف "لكن لسوء الحظ أن ما يجري الان ليس مثاليا، والمفوضية تتشكل على أسس حزبية وطائفية".
وبحسب دبلوماسيين ونواب، فإن انعدام الثقة ناجم عن الازمة السياسية المستمرة منذ اشهر بين كتلة نوري المالكي وخصومه، وجميعهم اعضاء في حكومة شراكة وطنية، فخصوم المالكي يتهمونه بالاستبداد وقد حاولوا خلال الاشهر الماضية سحب الثقة من حكومته ولكن من دون جدوى، في المقابل، يؤكد المالكي أنه غير قادر على تنفيذ سياساته بسبب كبر حجم التحالف الحكومي.
ويقول دبلوماسي غربي رفض كشف اسمه في هذا الصدد إن "اعضاء المفوضية لم يتم اختيارهم حتى الآن، لذا لا نعرف كيف ستعمل، لكن الجدل الآن يوحي أنها ستعمل على أسس طائفية".
وتمكن النواب والمسؤولون بعد اشهر من المقابلات اجريت مع 7200 شخص من حصر عدد المتقدمين الى 60 مرشحا للتنافس على تسعة مناصب يتألف منها مجلس المفوضية. ومنذ ذلك الحين لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن من ينبغي أن يشغل هذه المناصب مع تمحور الجدل حول كيفية ضمان أن يعكس المرشحون الوضع الطائفي والسياسي في العراق.
وقال المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في بغداد مارتن كوبلر "نريد أن نحافظ على موعد الانتخابات المقرر في اذار 2013". واضاف "للحصول على انتخابات جيدة، نحتاج الى مفوضية قوية، والمفوضية القوية تحتاج الى وقت لتنظيم الانتخابات".
واعربت الامم المتحدة عن قلقها من أن ينتقل هذا الخلاف الى الشارع، واصدرت بيانا حذر فيه كوبلر من أن المزيد من التأخير "قد يعرض العملية الانتخابية الى خطر جدي".
وازداد الامر تعقيدا عندما اقترحت اطراف سياسية زيادة عدد اعضاء مجلس المفوضين من تسعة الى 15، لكي ترسخ على ما يبدو سطوة الاحزاب على المرشحين. حيث يتكون مجلس المفوضين الحالي من تسعة اعضاء، هم اربعة من الشيعة واثنان من السنة واثنان من الاكراد وتاسع مسيحي.
وقد يحدث تقسيم في المجلس الجديد على اساس حزبي يتجاوز التقسيم الطائفي، ففي الجانب الشيعي على سبيل المثال، فإن دولة القانون برئاسة المالكي ستختار مرشحاً واحداً على الاقل، وكتلة التيار الصدري ستختار مرشحاً آخر، فيما تختار باقي الكتل الشيعية مرشحين آخرين. وسيحدث التقسيم نفسه في حال توسيع مجلس المفوضين الى 15 نائبا، وذلك بضم بعض الاحزاب الصغيرة.
وقالت لجنة الخبراء النيابية التي تشرف على تشكيل مفوضية جديدة للانتخابات في العراق إن التصويت داخل مجلس النواب الاثنين المقبل سيحسم مسألة تحديد عدد مقاعد المفوضية التسعة أو الـ15 مقعدا. وقال مقرر اللجنة مؤيد طيب "تفاجأنا الخميس من عدم إدراج مسألة التصويت على تحديد عدد مقاعد المجلس في جلسة النواب وأجل الموضوع إلى جلسة الاثنين المقبل"، مبينا أن "التصويت داخل المجلس سيحسم تحديد عدد المقاعد". وأوضح طيب وهو متحدث باسم كتلة التحالف الكردستاني أن"بعض الكتل السياسية عبرت عن مواقفها مثل القائمة العراقية والتيار الصدري وبعض الشخصيات برفضهم زيادة عدد المقاعد إلى 15 مقعدا".
من جانبه أستبعد التحالف الوطني اليوم السبت أن يتم حسم ملف مفوضية الانتخابات في الجلسة المقبلة بسبب الخلافات بشأن عدد أعضائها. وقال النائب عن التحالف عبد الحسين عبطان إنه "كان من المفترض أن يتم التصويت على تسعة أو 15 عضوا للمفوضية خلال الاسبوع الماضي لكن ذلك لم يتم لوجود خلافات بين الكتل السياسية".
ولفت إلى أن الخلاف بين القوى السياسية يدور بشأن عدد الأعضاء لكنه أشار إلى أن "اختيار تسعة اعضاء بات أكثر قبولا". واستدرك "لكن توجد مشكلة أيضا وتكمن في المقعد التاسع حيث أن للمكون الشيعي أربعة مقاعد ومقعدين لكل من السنة والكرد".وتابع عبطان "والخلاف هو هل يكون المقعد التاسع إلى التركمان بعنوانهم قومية ثالثة أم إلى المسيحيين الذين يمثلون الأقليات".
وقال إن هناك "مقترحا مطروحا في مجلس النواب لحل الإشكال هو أن يتم عرض المقترحين في المجلس ويتم انتخاب احدهما". موضحا "وهذا يحتاج إلى بعض الوقت مما سيؤخر حسم هذا الموضوع خلال الاسبوع الحالي