بعد تأميم النفط في العراق عام 1972 ونتيجة العوائد المالية الكبيرة أرادت القيادة العراقية النهوض والتطور بالعراق في كافة الميادين ، فأرسلت منذ العام 1974 ولغاية 1982 (( 32000)) أثنان وثلاثون الف بعثة دراسية الى مختلف دول العالم وفي جميع الاختصاصات حتى الفنون الجميلة والرياضة على نفقتها ، وشملت النفقات أيضا الطلبة الذين ذهبوا للدراسة خارج العراق على نفقتهم الخاصة وبعد أكمالهم السنة الدراسية الاولى تكفلت الدولة بنفقاتهم . وبعد أكمال دراستهم و عودتهم الى العراق قدمت الحكومة العراقية لهم سبل الرعاية التي تليق بهم كعلماء ، حيث وزعت عليهم الاراضي السكنية بمساحة 600 م2 في مناطق بغداد تعرف الى اليوم بأحياء الكفاءات ومنحهم السلف العقارية وسمحت لهم بجلب السيارات والاثاث دون رسوم كمركية ، حيث جلب أغلبهم سيارات المارسيدس 200و230 والتي تعرف الى يومنا هذا بلغة أصحاب معارض السيارات بمارسيدس كفاءات . وعمل كذلك على أستقطاب الاكاديميين العاملين في الخارج وأستطاع من تأسيس قاعدة علمية كبيرة شهدت بها المنظمات الدولية نهضت بالعراق في كافة الميادين ، وأصبح العراق من البلدان المتقدمة والرائدة في المنطفة . ووصل عدد الجامعات الى (16) جامعة منتشرة في كافة المحافظات .
لكن بعد عام الاحتلال المشؤوم 2003 وما لحق بالعراق من خراب وتدمير طال الحرث والنسل ، نالت الحركة العلمية وكفاءاتها نصيبها من الخراب حيث دمرت وسرقت المعامل والمختبرات وقتل وهجر الالاف من العلماء والخبراء والاكاديميين .
ولان الامور في العراق ( ترللي ) فأن حال التعليم ومؤسساته بات يرثى له بجهود ( أغا علي ) الذي أثبتت الوثائق أنه مزور لشهادته الجامعية ، فهذا الفارسي الاصل والهوى والشكل ، أخذ على عاتقه تخريب مؤسسات التعليم عبر قراراته الثيوقراطية المتخلفة ، فقد عمل هذا العلقمي على تغيير المناهج العلمية خاصة التاريخية بما يتوافق ورؤية ايران ضمن بروبغاندا الولي الفقيه ، فقد أشار عبد ذياب العجيلي رئيس لجنة التعليم في البرلمان العراقي أن الوزير ( أغا علي ) أوعز للجهات المعنية في الوزارة بمعادلة شهادات الحوزات الدينية الايرانية وهي بالاساس غير معترف بها في أيران مثل جامعة المصطفى الحوزوية الايرانية . كما أشار الى أن الوزير طلب من وزارة التربية العراقية الموافقة على أخضاع من لديه شهادة دكتوراه من الحوزة الى أمتحان الثانوية ، وأن الوزير يستخدم سياقات طائفية في التعيين ، وقد أستشهد بوثيقة ( صورة طلب مرفقة مع المقال ) مقدم من مواطن يطلب فيها التعيين ويذكر في طلبه الى أن أمه ( علوية موسوية ) . وموافقة الوزير على الطلب دون أية ضوابط أوآلية للتعيين . مما يعني أن أبناء فخرية الخياطة او جاسمية أم السمج أوحمدة أم اللبن سيحلمون بالوظيفة في دوائر الدولة .
أن هذه الممارسات تدلل بشكل واضح التمييز بين العراقيين وتصنيفاتهم على أساس النسب والطائفة والانتماء الحزبي والمحافظة التي ينحدر منها العراقي . وتبين حجم الكارثة التي يمر بها التعليم في العراق بدخول هؤلاء الروزخونيون على الاسرة التعليمية ولهذا لم يعد التعليم ذلك الميدان الحيوي الذي يهدف الى مواكبة العلم والتطور والرافد للنهوض العلمي الشامل ، بل بات ميدان متخلف بائس بسبب دخول أنصاف المتعلميين من الطائفيين واًصحاب الشهادات المزورة ، وهيمنة الميليشيات الطائفية على النشاطات العلمية وحولتها الى مجالس عزاء ولطميات وروزخونيات وملئت أروقة الجامعات بالشعارات الطائفية وصور رجال الدين .
أن سياسات وزير التعليم العالي المسمى ( علي الاديب ) هذه لم تكن عبثية أو أرتجالية بل هي سياسات مدروسة تقع ضمن السيناريو الكبير لتخريب وتدمير العراق وتجهيل شعبه وأعادته الى الخلف ، لانه و كما هو معروف أنه متى ماصلح التعليم والقضاء صلحت الدولة وأذا مافسدا فأقرأ على الدولة السلام .
مقالات اخرى للكاتب