Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تحولات التوحش في العراق.. جرائم سبايكر وسنجار نموذجاً
الاثنين, أيلول 1, 2014
هفال زاخويي

وأنا أتابع حيثيات الحدث على الأرض بخاصة بعد سقوط الموصل والمناطق الأخرى بيد تنظيم داعش الإرهابي ومن ثم تمدده في مناطق كبيرة من محافظة صلاح الدين وأخيراً في مناطق أخرى شاسعة من محافظة نينوى ، وقفت ملياً على مديات التوحش وظاهرة العنف التي رافقت عمليات داعش الإرهابية بحق البشرية والإنسانية ، وهذا ما قد لا يكون مثار استغراب كون ان هذا التنظيم يعتمد منهجاً معروفاً وله منطلقاته الفكرية في ممارسة كل هذا العنف متكئاً بذلك على محطات تاريخية ، ونصوص دينية ، وتوجهات فكرية مذهبية منغلقة وملغية تماماً للآخر المختلف عقائدياً الى حد سحقه وتصفيته بأساليب مجرمة بعيدة كل البعد عن التمدن ومفاهيم عالمنا الجديد ، وكما قلت فظاهرة ممارسة العنف بهذه الأساليب لدى هكذا منظمات مستساغة ومعروفة ، لكن ما دفعني حقيقة لكتابة مقالي هذا هو تحولات التوحش لدى بعض المجاميع والتكتلات البشرية العراقية ، وأكرر (البعض) حتى لا يُفَسَر رأيي بأنه تقوقع طائفي أو قومي وتبدأ آنذاك التهم الجاهزة تنهال ، فحادثة اؤلئك الطلبة المغدور بهم في قاعدة سبايكر تؤكد حيثياتها ومجرياتها تورط بعض العشائر او بالأحرى بعض منتمي هذه العشائر في تلك العمليات الإجرامية التي أدت الى إحداث مجزرة بشرية رهيبة بحق طلبة شباب قتلوا بطريقة وحشية على الهوية ، والسؤال هنا : هل هذه فعلاً هي قيم إجتماعية متجذرة ولها دوافعها التاريخية الطائفية المعروفة ؟ أم ان ما حدث هو حادث طاريء لمجاميع بشرية تحولت الى كتلة واحدة وكائن واحد لاواعي وتعاونت مع تنظيم داعش وارتكبت هذه المجزرة بحق أبناء جلدتهم واخوتهم في الانتماء العرقي والديني والوطني ولكن المختلفين معهم في المذهب؟ 
أما المأساة الثانية حدثت في سنجار بحق المكون الإيزيدي وبشكل مرعب يندى له جبين البشرية إذ أقدم تنظيم داعش الإرهابي على اعدام المئات من الشباب والكهول أمام أعين النساء والفتيات والأطفال ومن ثم تم أخذ النساء كسبايا والأطفال كذراري للبيع في أسواق النخاسة وصودرت ونهبت كل ممتلكاتهم واموالهم وهذا مستوعب ومفهوم بناء على معتقدات دينية وفكرية يؤمن بها تنظيم داعش ، لكن مثل حالة سبايكر التي حدثت في صلاح الدين ، فقد قامت (بعض) العشائر العربية في مناطق غرب الموصل اي سنجار وغيرها بالهجوم على القرى الكردية والإيزيدية بالذات في حالة تلاحم تام مع داعش وارتكبوا الفظائع بعد عقود من الجيرة والعشرة ، فساهموا بشكل مخجل ومقيت بقتل الإيزديين وسبي نسائهم ونهب اموالهم وقاموا أيضاً بقتل من بقي من الكرد الشيعة السنجاريين وقاموا بالتعاون مع هذا التنظيم بتفجير المقامات الشيعية ، والمراقد الإيزيدية وعاثوا في الأرض فساداً ، ارتكبوا هذه الجرائم بحق اخوتهم في الوطن وتعاونوا مع الوافدين من شتى الدول من عناصر داعش ، فهل حدث هذا بدوافع تاريخية عرقية ودينية ومذهبية ، أم انه ايضاً حادث طاري لمجاميع بشرية متوحشة اصبحت مثل كائن واحد لاواعي ؟! 
ألم يفكر هؤلاء من أبناء العشائر سواء في صلاح الدين أو في نينوى بالنتائج ، وبردود الأفعال ؟! بخاصة تلك العشائر التي تورطت في سنجار في مجازر المكون الإيزيدي ، ألم يدركوا ان الجريمة لن تذهب دون عقاب وان الثأر هو طبيعة بشرية وسيعود المغدورون ليأخذوا بثأرهم ؟ وهاهي الموازين تغيرت ، فالى أين هم ذاهبون ؟ هل تصوروا ان الجريمة ستمر دون عقاب ؟ أم تصورا ان بمقدورهم اقناع ذوي الضحايا بالشعارات الوطنية والعيش المشترك ؟ كيف ستندمل هذه الجراح ؟ وكيف ستعود الحياة الى طبيعتها ؟ وستدوم دوامة العنف هذه مثل حرب (داحس والغبراء).
ان هذه الظاهرة (العنف الدموي في العراق) لا بد وانها تستند إلى منظومة قيمية مشوهة ومريضة ، وأهم هذه القيم حسب رؤيتي هي الثقافة الإلغائية المستندة على الكراهية والحقد الأعمى الكامن في اللاوعي الجماهيري كحالة تراكمية نتيجة الثقافة الإجتماعية السائدة والعوامل البيئية إضافة الى العامل الديني ووهم (الفرقة الناجية) وهذا العامل هو الأخطر كونه يستند على ويقوم على دعامة العقيدة (الدينية – أي الإختلاف مع الأديان الأخرى – والمذهبية – أي الإختلاف ضمن إطار الدين الواحد)، يضاف الى ذلك عامل خطير آخر وهو عامل العرق(التعصب القومي). 
لقد برزت معالم العنف الدموي في محطات كثيرة من تاريخ العراق ، لكنها لم تظهر بشكلها الخطير والغريب والمتوحش كما تظهر الآن ، فكل ما يحدث من عنف هو تحولات لدى هذه المجاميع البشرية غير المنضبطة نحو التوحش والبربرية ، بالطبع هذا العنف دوماً يرافقه سلب ونهب الأموال كغنائم وقتل الأسرى وسبي النساء والأطفال ، وهي قيم البداوة وبجدارة .
هذه الظاهرة (العنف المتوحش) في العراق دوماً رافق أحداث سياسية وانقلابات وما تسمى بالثورات والإنتفاضات ، والقرن العشرين شاهد على جرائم مروعة ارتكبت في العراق بعد التحولات السياسية ، لكن لم تكن الظاهرة مستديمة مثل ما يحدث الآن ومنذ بداية الحرب العراقية الإيرانية بتقديري بل ومنذ جريمة رأس النظام السابق الدموية بحق رفاق دربه في قاعة الخلد عام 1979، وازدادت ملامح العنف بروزاً وظهوراً بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام والذي بقيت لمساته واضحة على ترسيخ العنف في نفوس الجماهير عبر سلسلة وسائل ممنهجة ، فهذا النظام المولود من قيم البداوة نجح في منهجة العنف في العراق عبر وسائل اعلامه المقيتة والمساهمة في تجذير ثقافة العنف من خلال الخطاب الإعلامي القومي الأعمى وكذلك الخطاب الطائفي الأعمى المستند على الدموية ( يا حوم اتبع لو جرينه)، وحتى أغاني وموسيقى عصر هذا الدكتاتور كانت تساهم في تجذير ثقافة العنف ( احنه مشينه للحرب) ، وظهور أدب مقيت هو (أدب الحرب) وقد تطوع لهذه الحملة التبعيثية الدموية عشرات بل مئات الأقلام التي ساهمت في صنع الدكتاتورية الرعناء في العراق ، والتي عرف أصحابها بتغيير الخنادق دوماً مع تغير أنظمة الحكم... 
هنا تجدر الإشارة الى صفحة الحرب الطائفية بعد تفجيرات سامراء في شباط 2006 والتي ذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين من معتنقي المذهبين (الشيعي والسني) والتي مازالت آثارها وتداعياتها الخطيرة مستمرة الى اليوم إذ سادت موجة عنف طائفي لم يسبق له مثيل باستثناء هذه الفترة العصيبة التي نمر بها والتي تشهد تداعيات أكثر من خطيرة تهدد السلم المدني والأهلي برمته كون الحرب الدائرة تتسع رقعتها لتغدو دينية ومذهبية وعرقية وأتمنى أن لا تكون الأيام القادمة حبلى بالكثير من المآسي .
لقد استند منفذو جريمة سبايكر على نفسم القيم التي شيدها نظام صدام البعثي ، وبنفس الوحشية التي ضاهت وحشية جيشه في عمليات الأنفال بحق الكرد عام 1988 ودفن 182000 صبي وشاب وشيخ في مجاهل الصحراء ، وبنفس الوحشية التي قامت بقمع المنتفضين في محافظات الفرات الأوسط وجنوب العراق ودفن مئات الالاف من الأبرياء في مقابر جماعية ، وقائمة الجرائم من هذا النمط تطول ... لذا فنحن أمام حالة مريرة وصعبة للغاية ، والسؤال كيف وبأية آليات يمكن ايقاف هذا النمو في الوحشية لدى هذه النفوس ؟! 
أما في سنجار فقد أستندت بعض العشائر العربية في تلك المناطق على بداوتها وحقدها على المختلفين معهم في الدين والمذهب والقومية فساهموا بشكل مخزي ومخجل في ذبح الإيزديين وسبي حرائرهم ونهب ممتلكاتهم ، إضافة الى قتل الكرد ونهب ممتلكاتهم بدافع قومي ، وهم أنفسهم الوافدون الذين قتلوا ونهبوا في سنجار في اذار 1975 أثر النكسة التي تعرضت لها الحركة الكردية المسلحة ، فقاموا بشتى أنواع الإعتداءات على أهل سنجار الأصلاء في تلاحم تام مع النظام السابق وأجهزته القمعية، وها هم من جديد تعاونوا مع تنظيم داعش ، هكذا يستعيد المشهد نفسه وهكذا يعيد التاريخ نفسه ... والسؤال من جديد هو : ما الحل ؟ 
سيكون مخجلاً جداً أن أقول بأن ثقافة التسامح ومفاهيم قبول الآخر والإندماج والعيش المشترك والسلم الأهلي ، كلها غدت مفاهيم معومة وتصب في خانة الترف الفكري في معمعة حرب عمياء طاحنة تحدث الآن في العراق ، فهذه الجراحات التي حدثت لا يمكن أن تندمل بسهولة ويجب عدم التهرب من حقيقة القيم الإجتماعية والقبلية والتي تساهم وبشكل فعال في تعقيد المشهد ، فهل هناك آليات قانونية لمقاضاة المجرمين وتعويض ذوي الضحايا وتقديم الإعتذار لهم ؟!
ان شيوخ القبائل والعشائر التي تلطخت أيادي بعض أبنائها في هذه الجرائم على المحك ، برأيي يجب أن يكونوا حاسمين ومتعاونين مع العدالة والقضاء لتقديم المتورطين للعدالة ، ويجب أن يتخلوا عن القاعدة البدوية (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)... وبرأيي فإن تعاونهم سيكون بمثابة بارقة أمل لتهدئة الوضع والتخفيف من حدة الإحتقان الديني الطائفي والقومي القائم حالياً وبشكل خطير لم يشهد له مثيل... وسيكون من الأهمية بمكان أن يفكر هؤلاء وبجدية في خطابهم المعلن الداعي الى (الوطنية والأخاء والعيش المشترك) ... فهذه المفاهيم بتقديري انهارت في العراق وهذا واقع الحال ، ولا أهتم اطلاقاً لمثاليات وعواطف شاعر رقيق يتحدث عن الوطنية ، لأننا ازاء مأزق وطني ومأتم وطني ، ولسنا في عرس وطني ...!
بكل تأكيد يجب هنا التشديد على ضرورة عدم أخذ البريء بجريرة المجرم ، أي ينبغي أن تقوم المؤسسات القانونية والأمنية بأداء دورها في ملاحقة المجرمين ، وينبغي بوجهاء وزعماء القبائل والعشائر والقادة السياسيين المحركين والقادة الدينيين ومنظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام والمثقفين بالتحرك الجدي وممارسة الضغط -من خلال حضورهم – على الأفراد والجماعات لبث ثقافة ضبط النفس وعدم اللجوء الى نفس آليات الإنتقام ، وثقافة الإلتجاء الى الآليات القانوية لتحقيق العدالة للحيلولة دون حدوث ما هو أخطر وأشمل ، إذ يجب أن تكون اجراءات تحقيق العدالة واحقاق الحق منضبطة للغاية.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.51155
Total : 101