Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حجاب الروح والجسد
الاثنين, أيلول 1, 2014
محمد غازي الاخرس

حسنا، قبل أن أستدير بحديثي عن الحجاب إلى زاوية أخرى، أود أولا الاعتذار للقراء عن سهو وقعت فيه بالأمس، ففي سياق حديثي عن آية من آيات الحجاب الواردة في القرآن الكريم، سهوت فكررتها مضيفا لها عبارات ليست من الكتاب الكريم. كان الأمر طريفا بعض الشيء ويعكس تعجلا من قبلي فقد نقلت آية من كتاب ديني ولم أتأكد منها، وبعد نشر المقالة نبهني أصدقاء للمأزق لأكتشف أنني نقلت جزءا من الآية السابقة مع عبارة تأويلية للكاتب صاغها بلغة قرآنية. أما الآية فقوله تعالى "يا أيها النبي قـُلِ لأزواجك وبنَاتك ونساء المؤمنين يُدنينَ عَليهِن مِن جلابيبهن ذلكَ أدنى أن يُعرَفنَ فلا يُؤذَينَ وكانَ اللهُ غفوراً رّحيما". 
من هذا التنويه أستطيع الولوج لفكرتي عن الحجاب، حيث غالبا ما يتوهم المرء تأويله لنصٍ ما على أنه نص مقدس مضاف للنص الأصلي، فيذهب لتقديسه بطريقة تساويه مع الأصل المنطلق منه. يحدث هذا في كل المجالات الفكرية والثقافية، ويبدأ الأمر عادة بفكرة تضيء نصا ما أو تشرحه، ثم بمرور الزمن وتقادم العهد، يتحول التأويل إلى نص محايث لا يقل قداسة عن النص الأول. هذه الظاهرة قد تصح على ثقافاتنا الشعبية وقيمنا الاجتماعية وكل ما يتعلق بالأفكار التي نتعاطاها تقريبا.
قدر تعلق الأمر بفكرة الحجاب، فأن الأخير ربما بدأ لتمييز الحرائر عن الإماء، وكان مجرد خمار يغطي الرأس، لكنه تطور لاحقا ليهبط إلى الوجه فيسمى"نقابا" أو "بوشيه". وبمرور الأزمان والحقب، إستحال إلى نص مقدس أو سجنٍ للأفكار والأجساد، ثم انتهى ليكون حجابا داخل الروح، بمعنى أنه ربما انحرف عن مساره الأول فتحول من وسيلة إلى غاية بحد ذاته فتحجب معه داخل المرأة وليس خارجها فقط. 
إليكم هذا المثال الذي رأيته اليوم في بيتي وبطلته امرأة متدينة غاية التدين ولا يهبط الحجاب عن رأسها ووجهها. كنت قد اشتريت حاسبة جديدة عصرا، وصادف مع مجيئها زيارة أم عماد، شقيقتي الكبيرة، لنا. جلسنا معا لساعة ثم انتقلت هي مع البنات وأم العيال لغرفة الضيوف وتركنني أتفحص حاسبتي لأطمئن على مصيري معها. وبما إنني أردت التأكد من مدى الصوت ووضوحه فقد شغلت بعض الأغاني. ثم ما هي إلا أن دخل لهن صوت كمال محمد يغني ـ ما نامت الليل، حتى تركت أم عماد صويحباتها وجاءت لتجلس بمحاذاتي، تركت ضحكات البنات وسوالفهن "التعبانه" وانسحبت لتنصت معي وقد هيأت دمعتها الرخيصة. قلت لها ـ شتريدين تسمعين؟ فأجابت فورا ـ محمد جواد أموري، "أفز بالليل".. عندك؟ فشغلتها لها، ومن أموري لرياض أحمد ومن هذا الأخير لحسين نعمة، سارت الرحلة وكانت دموع أم عماد لا تتوقف عن النزول بهدوء أمام دهشة البنات. كان بكاؤها، بالأحرى، لا يختلف في شيء عن بكائها وهي تسمع لطمية  أو نعيا للوائلي، فهذه الأخت من أشد شقيقاتي تدينا كما نوهت. هي حجية ومدمنة على الزيارات مشيا على قدميها، لكنها مع ذلك تحررت بعض الشيء من حجاب الروح ولم تترك شغفها بالغناء ومحبتها للصوت البشري المترنم بغض النظر إن كان هذا الصوت يرثي أبا عبد الله (ع) أو يتغنى بطور المحمداوي. 
لست أشك الآن أن القراء المتدينين ربما سيغضبون من دعوتي هذه وربما همس أحدهم في سره ـ أعوذ بالله من هذه الفكرة ! وهنا عليّ أن أقول مستثمرا حرية الفكر التي وهبني إياه الخالق ـ هذا هو الحجاب الذي أعنيه بحديثي اليوم. هذه هي فكرتي عن تحوله الخطير من الجسد للروح، وأرجو ألا أكون قد ارتكبت تحريفا آخر في أحكام الشرع وعذرا لمن يتعوذ مني الآن .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45667
Total : 101