أيها العالم المقدس بمعنى الموت وفي كل مكان أصنامك وطقوسك وفيرة, لقد فقدت براعتي بالعيش فيك والانتماء الىك ..لقد كرهت ادمان الأمل ضالتي! فحين دقت ساعة مخاض الحقيقة انتحر وانتهى كل من يعرفها هاربا من مولودها ,متملصا من معرفته وخوف افتضاح جبنه ..
إلا الاصنام ومشعوذيهم وبقايا طقوس النحر المتروكة حضارةً للمارين , سيموت الكل الا …هُمْ لأنهم يعلمون ان الرهان باطل في كل شيء وهم الرابحون دوماً.لامنفعة للعقل مع موت الحقيقة .المولود وسط الموت طفلها , باكيا من جوع وعطش ,لاثدي أم تُرضعه او تطلق عليه أسما , ولا وجود لأب يحزن لبكائه .ايها الطفل العادل لن يسمحوا لك بالحياة كما هي أمك وكل العارفين , كُفَّ عن البكاء فلن ينقذك احد وموتك جراء الجوع قد يتطلب وقتا , فاستجمع قواك لتعيش عمرا اطول من عمرهم ,اطمئن لن يرغبوا بنهشك فانت ابن للحقيقة ويخافون العدوى حيث انتعاش صفة الانسان الملغاة فيهم , انهم الناجون من حولك لكنهم يتربصون بالموتى كي يعتاشون عليهم حين نفاذ كل شيء .. سيحتفظون بصيدهم في اقفاص كطعام طازج حين انتهائهم من الجثث ,لهم كفاءة نادرة في حساب الحصص ,لكن لاشيء سيبقى ستتساقط الاشجار تباعا بموت جذورها من عطش الارض وتحجرها قسوةً على بني الانسان ,قالت الارض:” لااريد عظاما في جوفي .ولن أسمح للماء ان يشق مجراه فيَّ..كفى ذلاً ولا شرعية للدفن ليكتفوا بورق الاشجار”.
مات الصامتون ليعيش المقدَسون ومرة اخرى سيأكلونهم ليزدادوا عمرا ولكن بلا سطوة, نهايتهم ستكون بنفاذ الكل ولااريد ان اعرف من الاقوى في البقاء و المتلذذ بالنفس الاخير .اتصور عطشهم فيضطرون لممارسة التعذيب احدهم للاخر لتنزل قطرات من دمع يلحسونها رغبةً بالماء , اتخيل خوفهم من الموت ورغبتهم بالحياة فأشعر بزهو الانتقام …ياااه مازلتُ احلم ببعض الاشياء يالغبائي وانا المختبئة في جوف شجرة يابسة جعلتُ نصف جسدي جذرًا لها كي تصمد بالوقوف فلا أُفتضح واكون في قفص المنتظرين للطهو ! لابأس لم يبقَ الكثير سيرحلون قريبا بصيدهم يجرون الاقفاص بحثا عن مكان اوفر حظا لهم وألوذ انا بالفرار بعيدا عنهم. لابد ان أبدأ من جديد في عالم آخر غيرك ايها المتوحش ,عالم لايحتاج الى طفل يتيم تنجبه حقيقة مطعونة في الظهر ويموت جوعا بقلة الزُهّاد والعارفين.سأبدأ من عالم لااسم له ولا خرائط ولا مواثيق ولاحكومات ولاسجلات للهالكين ولاقبور تزهو بزهور بليدة صنعها القتلة وايضا لا اسماء لأوطان ,لن ابحث عن وطن لانه سيكون عبثا من جديد وينتهي الى قبر .لااريد وطنا يغتصبني تحت شعار “اقبلوا او موتوا”
اني هنا الان على اية حال وسأمارس لعبة الاختباء من الموت حتى الموت او العيش بعالم جديد اكون فيه الانسان الذي يعرف كل شيء ويرى كل شيء ويفعل كل شيء ولامنازع لي ولن يعيقني خوف ولن اقول فات الأوان ,فثمة ايام سيئة وايام سيئة جدا..فرق واضح كما ان هناك الابيض الشديد والاسود الشديد ككل الالوان ,لن اعاني الفوضى فأعالجها بالسكوت سأرفض وابحث عن حلول وان ظهر من يحاول قتلي لاني مختلف ساقتله اولا ثم اسال ماالذي حدث؟ ساعتبرها حنكة مقاتل وحذر من سطوة القدر.سأبقى اتذكر انني لست مقدسا وبانني فقط انسان يصنع القدر ولن ينتظره.
مقالات اخرى للكاتب