النجف الأشرف – وجهت الأمانة العامة للعتبة العلوية في النجف الأشرف دعوة رسمية للمرجع الديني علي السيستاني لإفتتاح مهرجان الغدير الثقافي الأول الذي تنطلق فعالياته في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
وقال عضو الامانة العامة للعتبة رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان علي خضير حجي، إن "الامين العام للعتبة العلوية ضياء الدين زين الدين وأعضاء الامانة العامة التقوا المرجع الديني علي السيستاني في مكتبه بالنجف"، مبينا أن "الوفد قدم دعوة رسمية للمرجع الاعلى لافتتاح فعاليات مهرجان الغدير الثقافي الاول".
ورأى باحثون في شؤون المرجعية الدينية في النجف الاشرف أن دعوة العتبة العلوية للسيستاني بافتتاح مهرجان الغدير يصطدم بحائط الغيبة الصامتة التي أنتهجها السيستاني منذ توليه المرجعية الدينية وحتى اليوم، مؤكدين أن أستجابة السيستاني لهذه الدعوة تعد ضربا من الخيال وأمرا بالغ الصعوبة.
ويعيش السيستاني المدعوم من قبل بريطانيا في حالة من الصمت والغيبة المتعمدة، واقتصرت عملية تواصله مع المجتمع وجمهور مقلديه عن طريق وكلائه أو أشخاص دتم دفعهم ليكونوا الواجهة لهذه المرجعية، حيث عملت دوائر الإستخبارات البريطانية التي صنعت السيستاني ومرجعيته الدينية على ابعاد هذه المرجعية عن الاضواء كشخصية وعدم تماسها المباشر مع الناس والعمل على اضفاء صبغة الكهنوتية عليها وتحويل الحوزة الى بابوية جديدة تهتم بشؤون الدين بعيدا عن السياسة ولا تتدخل إلا في الحالات الطارئة لتوجيه الناس حسب ما تشتهيه القوى المحركة لهذه المرجعية، فالسيستاني لم يتجرأ على تسمية الأمريكان والبريطانيين بالمحتلين بل سماهم بالتحالف والائتلاف في وقت كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يقر ويعترف بأنهم محتلين. كما أن هذه المرجعية لم تراع شؤون المؤمنين ولم تلتفت الى مصائب الفقراء, وهم قريبون منها, وحي الرحمة والجديدات الأربعة وحي مظلوم في بحر النجف أكبر شاهد على الكلام.
وأكد الباحثون في شؤون المرجعية الدينية أن بريطانيا بدات بتأسيس مرجعية السيستاني منذ وقت طويل. فالسيستاني دخل العراق عام 1985 في عز الحرب العراقية الإيرانية، قادما من الكويت والسعودية، مما يثير الكثير من علامات الإستفهام عن القوى الكبيرة التي أجبرت النظام الصدامي الدموي على قبول دخول شخص يحمل الجنسية الإيرانية، والحدود بين العراق وإيران ملتهبة بحرب قاسية ومدمرة. وبعد وصول السيستاني إلى النجف الاشرف تمركز فيها وبدا يتسلق الى الواجهة سريعا رغم وجود علماء كبار واصحاب نتاجات علمية رصينة في حين انه (السيستاني) لم يكن يحمل الأعلمية ولم يكن له نتاج علمي معروف، وهكذا تربع السيستاني على عرش الحوزة وهو لا يمتلك اي مقوم من مقومات قيادة المؤسسة الدينية، ومهدت له الارضية المناسبة من أجل تحقيق الحلم الاستعماري التأريخي الذي يتضمن احتلال العراق والتحكم بمقدراته وتحريك الناس حيث تريد القوى المحتلة من خلال التلاعب بالمؤسسة الدينية وجعلها طائعة لتنفيذ تلك المخططات.
واشاروا إلى أن هذه المعطيات تؤكد أن دعوة العتبة العلوية لن تحظى بأية مقبولية لدى مرجعية السيستاني بل أنها ستهمل لأن السيستاني لا يمكن أن ينفذها ويقطع غيبته وصمته الذي أجبر عليه من أجل أفتتاح مهرجان، خاصة أنه غاب عن زيارة الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) منذ سنوات طويلة ولم يحضر أية صلاة جماعة وعامة منذ توليه المرجعية.
وسيتضمن مهرجان الغدير الثقافي الاول الذي تقيمه العتبة العلوية في النجف في ذكرى عيد الغدير، فعاليات ثقافية مختلفة ويستمر لخمسة ايام، وبمشاركة اكثر من 150 باحثا من 35 دولة عربية وإسلامية في المهرجان".
وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان علي خضير حجي أن "المهرجان سيتضمن إقامة مهرجان شعري ومعرضا للمخطوطات النادرة في خزانة العتبة العلوية المقدسة ومعرضا للمصاحف الأثرية في خزانة العتبة العلوية المقدسة فضلا عن معرض للخط والزخرفة والرسم والصور الفوتوغرافية النادرة".
وفي السياق قالت اللجنة التحضيرية لمهرجان الغدير الدولي الاول أنها تلقت موافقة الدولة الفاتيكانية لحضور مهرجان الغدير في النجف الاشرف. وقال عضو الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة علي الحجي، اليوم الثلاثاء ان "العتبة العلوية المقدسة تلقت الموافقة من الدولة الفاتيكانية لحضور مهرجان الغدير الدولي الاول والذي سيقام في العتبة العلوية المقدسة حيث سيقوم بابا الفاتيكان بإرسال مندوب رفيع المستوى عنه يمثل عاصمة الدولة الكاثوليكية في هذا المهرجان".
واضاف "كما اعلن رئيس الوقف المسيحي ان الوقف سيشارك في هذا المهرجان بوفد يضم كبار المسؤولين المسيحيين وكذلك اعضاء من الكنائس".
وبشأن البحوث التي قدمت للمهرجان اوضح الحجي انه "تم اغلاق باب البحوث والدراسات الواردة الى مهرجان الغدير الدولي الاول واحالة جميع البحوث التي وردت الى اللجنة التحضيرية للمهرجان والبالغة 150 بحثا ودراسة الى لجنة خاصة بسرد البحوث حسب النوع والاختصاص".
