إن إثارة الموضوع الآن هو محاولة لإستجلاء الحقيقة بعد أعمال التخريب التي شهدتها مصر و التي تدفع دفعا للسؤال حول الأيادي الخفية التي تحرك ذلك التخريب الذي لا يمكن أن يصدر عن ناس يريدون الخير لشمال إفريقيا وهم يزعمون أنهم متطوعون لبناء البلد . 

في البداية لنقرأ جزء من الخبر التالي ورد في جريدة هسبريس الإلكترونية المغربية سنة 2008 نقلا عن قناة الجزيرة القطرية. (يجد القارئ الكريم رابط الخبر أسفل المقال)

( ناقش المؤتمرون مشاكل المناخ والهجرة ومكافحة الفقر، كما أعلنوا عن بعض الآراء المثيرة للجدل عن علاقة الدين بالدولة وأهمية العلمانية في المناهج التعليمية، وكيف أنها (السبيل الوحيد) للقضاء على العنصرية والتمييز الديني.
فيما ألقى وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش عرضا حول مخطط المغرب الأخضر والذي سترصد له أكثر من 150 مليار درهم لتطوير وتنويع الفلاحة المغربية والتي تعاني من تكرار الجفاف وضعف المحاصيل .
وقال عزيز أخنوش إن مخطط المغرب الأخضر يرمي لجعل الفلاحة محركا لزيادة النمو الاقتصادي للمغرب ولتعزيز الصادرات ومحاربة الفقر..) 

من خلال السطور السابقة يستنتج المرء أن الأمر يتعلق بمؤتمر والمؤتمرون ناس مسؤولين ومعقولين وليسوا ناس هازلين أو مازحين .لأنهم يناقشون المشاكل التي تعرقل سبل التقدم و كيفية حلها بالنسبة للدول المشاركة في المؤتمر .
وقد يُستنتج أن وزير الفلاحة المغربي بحضوره المؤتمر قد يمثل حكومة المغرب و شعبها أو على الأقل حكومتها .. و قد يكون هذا صحيحا .و قد يقول آخر أن وزير الفلاحة لا يمثل إلا نفسه وحضوره كان بصفته الشخصية لا الرسمية و عضويته مع المؤتمرين و كأي مواطن، فهذا يدخل ضمن حقه و حريته الشخصية وتكوينه الأكاديمي ..وقد يكون هذا صحيحا أيضا .

لكن مايمكن أن يدفع للتساؤل هو أن المؤتمر الذي إنعقد في العاصمة اليونانية أثينا كان تحت شعار (بِبِناء أوروبا نَبني العالم) .فما دخل بعض المغاربة واللبنانيين المشاركين في المؤتمر ببناء أوروبا ؟
والجواب يأتي سريعا إذا علمنا أن المؤتمرمن تنظيم المحفل الماسوني العالمي (البناؤون الأحرار) الذي عُقد علانية في أثينا لأول مرة في تاريخه .
الخبر ورد سنة 2008 في موقع الجريدة الالكترونية المغربية هيسبريس. 

هذا يعني أن الأمر ليس سرا أو قد يكون الخبر زائفا من أساسه . لأن لا أحد أكده من المغاربة المسؤولين.

و الجزء المنقول هنا هي السطور الأولى من نص الخبر المنشور في جريدة هسبريس .

لكن المهم أن المؤتمر الماسوني عُقدت بعض جلساته لأول مرة في تاريخه بصورة علنية فعلا في أثينا في ذلك التاريخ . 

و مسألة علنية المؤتمر لأول مرة في تاريخه المذكورة في الخبر تحيل على السرية السابقة عليها وقد تثير شكوك البعض حول الماسونية وأهدافها الحقيقية .وقد يقول هذا البعض أن البناء لا يتم تحت جنح الظلام. وقد يجيبه آخر بأن السرية ممكنة ليلا ونهارا .فالبناء السري أي دون رخصة بالنهار ممكن أيضا .يكفي أن يتم بعيدا عن أعين الفضوليين و وسائل الرصد .وهذا صحيح.
لكن لماذا سموا أنفسهم بالبنائين الأحرار ؟
مثل (شالوم أليخيم) بصيغة الجمع التي يكتبونها بالعربية كما تُنطق (السلام عليكم) نقلا عن اللغة العبرية التي كانت من بين لغات بعض القبائل اليهودية لشبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، فالبَنَّاء بالإنجليزية masson وبالفرنسية maçon تم نقلها هي أيضا للعربية كما تُنطق (ماسون) مثل ما ينقل البعض "لاييك" laique التي تعني (علمانية) إلى لائكية .
و من المعلوم تبعا لأدبياتها :
1 - أن الماسونية لا تشترط للإنضمام إليها ناس من خلفية دينية معينة بل تحظر الكلام عن الدين في مجامعها .لكن اليمين الذي يؤديه المنخرطون فيها يتم على الكتاب المقدس اليهودي رغم أن الماسونيون يقولون أنهم يؤمنون بالمهندس الأعظم خالق الكون فقط .و البيكار الموجودة في رمز الماسونية يشير لهذا الأمر.
2 – لفظ الأحرار الموجود في عبارة (البنائين الأحرار) يعني أن هؤلاء الناس بعد تشتت المسيحيين في أوروبا إلى كاثوليك تابعين للفاتيكان و إلى بروتستانت متصارعين مع الكاثوليك صراعا وصل الى النزاع المسلح في بعض الاحيان ، نأوا بأنفسهم عن هؤلاء جميعا و فضلوا الحرية والتفكير الحر لبناء عالم أفضل. إذن ظاهريا هذا ما تعنيه عبارة البنائين الأحرارالمنظمة التي كانت سرية وبدأت بثلة قليلة من الناس كانوا يملكون مكتبات و دور نشر للكتب ومفكرين أحرار و إنضم لها فيما بعد رؤساء دول كثيرين وزراء وأطروقضاة ومحامون و من كل المهن و الثقافات والفنون حسب ما يروج في الإعلام .و الماسونيون في حقيقتهم يؤمون بالفكرة وبالسلطة و بالثروة في سلوكاتهم لأن من بينهم أشخاص نافذون في عدة دول منهم بعض رؤساء أمريكا و أوروبا وبعض الملوك من كل مناطق العالم .

بعض المؤرخين قالوا في فيديو وثائقي على موقع يوتيوب أن (الدونما) الذين هم يهود أعلنوا إسلامهم وبقوا على يهوديتهم سرا ، يشكلون جزءا لا يستهان به من منظمة البنائين الأحرار..
قد يوجد أفراد ضحايا الإنتماء لمنظمات لا يعرفون عنها إلا ما هو معلن في أدبياتها من حسن الأعمال ولكنها في الحقيقة منظمات تــُستغل كغطاء لأشياء لا علاقة لها بحسن الأعمال.
و بطبيعة الحال لا يمكن الإعتراض على حق أي شخص في الإنتماء لأي منظمة عالمية .فهو وحده الذي يتحمل المسؤولية في سلوكه .ولا يصح التعميم إذا كان شخص ما قد قام باعمال منافية للأخلاق مثلا أو الحقوق المشروعة للإنسان والسلام العالمي و ينتمي لطائفة معينة أو بلد أو منظمة ثم نقول أن كل أفراد الطائفة أو البلد أو المنظمة سيئون .

وماعلاقة المغرب بمصر وبتنظيم الإخوان وبحسن البنا و بالقول أنه ماسوني من أصل يهودي ؟

بإختصار يقولون أن أب و أم حسن البنا مغربيان يهوديان من يهود المغرب هاجرا ، لأسباب تخصهم، إلى مصرحيث يوجد يهود آخرين.ومعلوم أن كثير من اليهود ذهبوا مع موسى عند هجرته إلى خارج مصر بسبب معاناة اليهود من الاستعباد عند الفرعون حسب المروي في تاريخ مصر بل يقولون أن الأهرامات تم بناؤها على أكتافهم .لكن ليس كل اليهود تبعوا موسى.فقد بقي منهم كثيرون هناك. و منطقة البحيرة المصرية التي إنطلق منها حسن البنا كانت منطقة يسكنها اليهود ويمتهنون بها مهنة إصلاح الساعات. ولَقب (البنا) أُطلق عليه للدلالة على (البَنَّاء) أي masson العضو في المنظمة الماسونية العالمية و أزيلت منه الهمزة لتجنب الإثارة .

الضجة الإعلامية حول حسن البنا أثارتها تصريحات سابقة للممثل يوسف شعبان الجاهل بتركيبة الشعب المغربي و بتاريخ اليهود في شمال افريقيا بما في ذلك مصر(أنا لا أرى أي قيمة فنية ليوسف شعبان من غير الزعيق و الغضب .صراحة أتجنب أمثال هؤلاء المتعجرفين غير المتواضعين) تقول عن جهل أن 80 في المائة من المغاربة يهود منهم حسن البنا و سبقتها تصريحات مماثلة للناشطة الكويتية صفاء الهاشم التي كانت مرشحة لمجلس الأمة الكويتي السابق بإنتقادها لجماعة الإخوان المسلمين التي وصفتهم ب(السم الذي استشرى في جسد الوطن العربي وبرعايه أمريكية وإخوان الخليج يحلمون بإدخاله عندنا .لكننا نقول لهم: بأحلامكم فقط ) وعن حسن البنا قالت: (حسن البنا مغربي مهاجر من أصل يهودي دخل الإسلام لكي يُنشئ "إخوان المسلمين" أي اليهود إخوانهم.. هذا هو مسماهم الحقيقي وأقرا التاريخ يا مرشد خفي .... بدل التخفي وراء ستار الدين) حسب ما ورد في قصاصات الأنباء آنذاك .لقد قصدت ب(إخوان المسلمين) أنهم هم يهود لكنهم إخوان للمسلمين ..
ورد عليها أحمد المسلماني المذيع في قناة دريم 2 قائلا من بين ماقال : (ولم يحدث في أي كتا ب أو مرجع أو إشارة ....حول الأصول اليهودية للاستاذ حسن البنا ولو أن هذا الكلام (يقصد كلام صفاء هاشم) لم ينتشر في مواقع عديدة ...لما تعرضنا له لانه لا يستحق الرد لانه خارج نطاق المنطق والعقل ).
ويبدو أن المسلماني ليست له معلومات كافية .
1- في موقع الجزيرة ظهر مقال للاخ وليد كساب بتاريخ 28 ديسمبر 2013 يقول في بدايته :
بعد القرار بحلِّ (جماعة الإخوان) في الثامن من ديسمبر 1948، وقبل عشرة أيام من مقتل مؤسسها الشيخ حسن البنَّا كتب الأستاذ (عباس محمود العقاد) مقالا غريبًا في (صحيفة الأساس) في الثاني من فبراير عام 1949م تحت عنوان (الفتنة الاسرائيلية) .ذهب العقاد في مقاله إلى القول إن حسن البنَّا ينتمي إلى أسرة مغربية ذات أصول يهودية، واستدلَّ على ذلك بأدلة رآها لا تقبل الجدل والنقاش، منها:

أولا: أن (عائلة البنا) جاءت نازحةً من (بلاد المغرب) المعروفة بوجود عددٍ كبيرٍ من اليهود فيها!!
ثانيًا: أن ترجمة كلمة (البنَّا) إلى الانجليزية هي (MASON) وهو ما يؤكد انتماء الرجل إلى (الماسونية العالمية) تلك الحركة الهدامة التي يتبنَّاها اليهود للسيطرة على العالم!!
ثالثًا: أن البنا ووالده وجده كانوا يعملون في (تصليح الساعات) وهي المهنة التي برع فيها اليهود!
رابعًا: أن ملامح الرجل وسحنته تؤكد أنه يهودي أصيل!!
تلك هي أدلة الأستاذ العقاد - الذي أثرى المكتبة العربية بمصنفات لم يُسبق إليها - وهي أدلة لسنا بصدد التفصيل في إثبات تهافتها وتجنِّيها بعد مرور نحو خمسة وستين عامًا.(...) وأعماه انتماؤه الحزبي إلى (الوفد) - قبل أن يتركه إلى (الأحرار الدستوريين) ثم إلى (السعديين) - عن أن يكون حياديًا يتعامل مع الحقائق بأمانة!!
إنتهى مقتطف المقال للأخ أحمد كساب .
2 – ألا يعلم الأخ المسلماني أن موسى زعيم اليهود وفق المعتقدات الإسلامية قد تربى في قصر أحد فراعنة مصر و تبعه في هجرته كثيرون نحو صحراء سينا ممن كانوا عبيدا لدى الفرعون وبقي منهم كثيرون لم يتبعوه .و ليلى مراد المطربة المصرية الشهيرة يهودية .
3 – من حق أي إنسان حسب العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية أن يقيم بطريقة شرعية في أي بلد يختاره .لا يُستثنى اليهود من هذا العهد الذي صادقت عليه جميع الأمم المتحضرة . 
4 – في مقال صادر بمجلة روز اليوسف كتب صلاح أحمد نويرة بتاريخ 1 أغسطس 2013 مقالا يجد القارئ رابطه أسفل الصفحة يقول فيه ما مختصره المفيد أن حسن البنا يهودي مغربي من أعضاء الماسونية الذين إتخذوا من الإسلام غطاء للوصول للسلطة أوتخريب شمال إفريقيا والشرق الأوسط وقد آن الأوان أن يستيقظ ضحايا رابعة والنهضة (ساحتين عامتين بالقاهرة ) من سباتهم العميق .
وكما يقال لا دخان من دون نارفلا يمكن أن ينبش الناس في مثل هذه المواضيع فقط من أجل الترفيه .لأن ما وصل إليه الوضع في مصر وغزة وسوريا والعراق من تخريب كما قلت في بداية المقال يدعو للإستغراب .
و للقارئ رأي طبعا بعد التأكد من هذه المعلومات . 
وكيف ما كان الحال حول ما يمكن أن يستقرعليه رأي القارئ من خلال هذه المعطيات ففي إعتقادي لا أحد يمكنه أن يعترض على يهودية حسن البنا أو غيره ولا حتى على تأسيسه جماعة الإخوان المسلمين .لكن المشكلة هي في التخريب و رهن البلدان و عرقلة مسيرتها التنموية والديموقراطية ..هنا الإشكال .
من له المصلحة في إبقاء المنطقة في التخلف ؟ 
هناك معلومات موثقة (أنظر الفيديوأسفله ) تقول أنه قبل إغتياله بقليل سنة 1949 و في الوقت الذي إعتقلت السلطات في مصر الكثير من أصدقائه في تنظيم الإخوان المسلمين بسبب قيام الجناح المسلح السري للإخوان بعمليات تخريبية و إغتيالات في مصر ورفضت إعتقاله رغم إلحاحه في الطلب بشكل غريب ، أصدر حسن البنا بيانا يمدح فيه السلطات التي إعتقلت (إخوانه المسلمين) فأصاب هؤلاء بخيبة أمل كبيرة تشبه الصفعة .
فهل يبقي هناك غموض حول ماكان حسن البنا يعتقد حقيقة بعد هذا السلوك وهو الذي كان يجعل الآخرين (الأغبياء) يذهبون للجحيم وهم فرحين ؟
فقد بدأ حسن البنا بأنشطة دعوية وخيرية ريثما تجمع عنده قوم كثيرون ثم مر بعد ذلك للعمل السياسي أي لطلب السلطة .وهذا يعني أن المستهدف بكل وضوح هو هذا وليس (خيرا لوجه الله) كما يقولون..
في فيديو منسوب لحسن البنا مخاطبا الشباب بلغة كلها غموض يقول :
(إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها و ازدادت الحماسة لها و وُجد الإستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل من خصائص الشباب ....(..) لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين ..(..)...ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة ..(..) و إن العالم ينتظر دعوتكم ..دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من الآلام .و إن الدور عليكم في قيادة الأمم وقيادة الشعوب ..وتلك الأيام نداولها بين الناس . وترجون من الله ما لا يرجون .و استعدوا أيها الشباب و إعملوا اليوم فقد تعجزون عن العمل غدا ..)
الايمان بالفكرة وليس بالخالق هو مبدأ ماسوني بامتياز كما سبق أن قلنا.
والبنا هنا يخاطب المسلمين قائلا (في نفوس شعوبكم المؤمنة) وكأنه ليس منها وكان عليه القول (شعوبنا) .
(الدور عليكم لقيادة الشعوب والأمم) ..يقول هذا في الوقت الذي توجد فيه (شعوبكم المؤمنة) في حالة انحطاط وتخلف بينما الشعوب الأخرى متقدمة تنهب خيرات المنطقة . لقد كان يضحك على الذقون ويسوق الأوهام بهذه اللغة التي لا يبدو للمستمع منها أي وضوح في الذهن للمفاهيم التي يسمعها. وكأنه يسوق حمارا بجزرة الخلافة .
والخلاصة أن ما فعل حسن البنا يدخل ضمن ما يُعرف بالحق الذي يراد به باطل .الدليل هوما نرى من نتائج التخريب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط مقابل أوهام لتابعيه لرهن المنطقة كلها .