بغداد – لم تعر وزارة حقوق الإنسان إهتماما بالإنتهاكات الجسيمة التي تقوم بها حكومة حزب الدعوة في ملف حقوق الإنسان، وآخرها تعذيب السجينات والمعتقلات العراقيات وأغتصابهن. حيث فضلت الصمت و"النوم في عسل" التصريحات الموالية لهذه الحكومة والتي تكرمت على وزيرها محمد شياع السوداني بمنصب آخر أشد خطورة من حقوق الإنسان وهو منصب الناطق الرسمي، بعد إنهاء عقد علي الدباغ منه.
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أنه على الرغم من قدرته كمسؤول تنفيذي على وقف الانتهاكات، الا انه يكتفي بمطالبة "مجلس القضاء الاعلى بالتعجيل في حسم قضية موظفات البنك المركزي المعتقلات او الافراج عنهن بكفالة مالية الى حين انتهاء التحقيق مراعاة للجانب الانساني والاجتماعي"، من دون أن يلتفت حتى لواقع السجينات العراقيات في معتقلات حزب الدعوة.
وأضافوا أن السوداني الذي لم يعرف عنه كونه صاحب سجل في مجال الدفاع عن حقوق الانسان العراقي قبل العام 2003، وجاء الى المنصب اعتمادا على ولاء شخصي للحزب الحاكم وزعيمه، اراد ان يظهر "حميته" فقال ان "موظفات البنك المركزي المعتقلات ينتمين الى اسر محترمة ولهن مكانة اجتماعية رصينة فضلا عن المستوى الثقافي والتحصيل الدراسي المتميز، الامر الذي يوجب على مجلس القضاء اخذه بعين الاعتبار وحسم قضاياهن بسرعة".
وبينما تتعالى الاصوات المنددة بالانتهاكات التي تتعرض لها سجينات ومعتقلات على يد قوات نوري المالكي، يقول السوداني انه كلف موظفة كبيرة "تعمل في وزارة المرأة للتحقيق مع معتقلات في سجن النساء لتقصي حقيقة ما اشيع عن وجود انتهاكات تحدث للنساء المعتقلات في السجون".
وكانت وزارة حقوق الإنسان ولا تزوال تغمض أعينها عن واقع حقوق الإنسان في البلاد، ففي أخر تقرير لمنظمة العفو الدولية والصادر في أيلول 2011، أكد ان هناك ما لا يقل عن 30 ألف معتقل في السجون العراقية لم تصدر بحقهم أحكام قضائية، معرضين للتعذيب وسوء المعاملة، من بينهم نساء.
ولم يعد خافيا على احد كيفية معاملة النساء في معتقلات حكومة حزب الدعوة بحيث صارت رائحة التعذيب النتنة وممارسة الجلادين تستدعي "استنكار وادانة" بعض المشاركين في العملية السياسية.
وكان القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك أتهم السلطات الأمنية التابعة للمالكي باغتصاب وتعذيب سجينات عراقيات، واصفا الحال بانه "أخزى" من أفعال الأمريكيين في سجن أبو غريب، وأن "هناك حملة لاعتقال النساء بدلا من أزواجهن أو إخوانهن عن طريق المخبر السري وبتهمة أربعة إرهاب". وأضاف المطلك في مؤتمر صحافي أن "12 امرأة اعتقلت في منطقة التاجي، في الثالث من الشهر الحالي، بينهن صبيتان أحداهن تبلغ من العمر 11 عاما وأخرى 12". مؤكداً تسجيل وفيات جراء التعذيب شملت نساء ورجالاً وأطفالاً.