العراق تايمز: لم تكن قضية خور عبد الله, ولا قضية شط العرب من ضمن القضايا, التي نالت استحقاقاتها الوطنية العادلة, إلا في مساحات ضيقة تبنتها بعض الكيانات السياسية, بينما انحصرت مواقف المطالبة بحقوقنا بثلة قليلة من المواطنين المؤمنين بقضايانا المصيرية, لكنها انحصرت في مساحات ضيق من محافظة البصرة, بينما وقفت المحافظات الأخرى موقف المتفرج القلق, الذي لا علم له بالشأن البحري, ولا قدرة له على تمييز الأخطاء الملاحية المتكررة.
من هنا جاء هذا الكتاب الموثق بالخرائط والصور, ليتبوأ مكانه الصحيح في صدارة مكتباتنا البحرية والجغرافية والسياسية, ويكون شاهدا على تخبط بوصلة التفريط بمياهنا, وانحرافها نحو خنادق الانكماش والتراجع والتقهقر.
أغلى ما نملكه في حياتنا: هو التشبث بكرامتنا وعزتنا ونخوتنا, وأفضل ما نقوم به في حياتنا هو رفضنا القاطع لكل شكل من أشكال الإذلال والتركيع والانبطاح, فكرامتنا مرهونة دائماً بمواقفنا الوطنية النقية, ومرتكزة على ما ننجزه في حياتنا من مواقف واضحة, لا تعرف التخاذل, ولا تعرف المداهنة, ولا المجاملة ولا المواربة.
أما الذين سخروا أقلامهم لغير الحق, والذين اختاروا الوقوف خلف التل, ولم يقفوا معنا في الدفاع عن حرمة مسطحاتنا البحري وممراتنا الملاحية, فلا كرامة لهم ولا احترام, لأنهم تخلوا عن دورهم الوطني في التمسك بحقوقنا السيادية, ولا مصداقية لمن يرى (الذئب), ويقول: أنه حمل وديع, وليس ذئباً.