بنت الضلوعية تنقذ جندي بعد ان خبأته بمنزلها لاكثر من خمسة اشهر
اقدمت إحدى نساء قبيلة الجبور على عمل بطولي وطني انساني كبير عندما انقذت حياة احد اخوانها الجنود وخبأته في منزلها لمدة اكثر من خمسة اشهر ونصف.
وقال احد اقرباء هذه المرأة (المراة من الضلوعية ومتزوجة في منطقة تقع شمالي محافظة صلاح الدين)، إن عصابات جاحش الارهابية وبعد احتلالها لمدينة الموصل وتوجهها باتجاه تكريت وجدوا احد الجنود العراقيين اثناء انسحابه من مدينة الموصل باتجاه العاصمة بغداد للذهاب الى اهله، وبعد ان عرفوا هويته وطائفته، اصطحبوه في احدى سياراتهم ثم قاموا باطلاق النار عليه لاعدامه وبعد ان تصورا انه فارق الحياة قاموا بالقاءه من السيارة، لكن ارادة الله هيأت له من ينقذه.
كانت بنت الضلوعية، التي يقع بيتها في قرية قريبة من الشارع العام (نعتذر عن ذكر اسم القرية لانها لاتزال تحت سيطرة الجواحش) قد شاهدت هؤلاء الجواحش وهم يلقون بهذا الشخص بوحشية على قارعة الطريق والدماء تسيل من كل جسمه، وبعد غروب الشمس توجهت المراة فوجدت ان هذا الشخص لايزال على قيد الحياة وفي اخر انفاسه، فاسرعت الى زوجها واخبرته فقاما بنقله الى منزلهما وتخصيص احدى الغرف له وبسرية تامة.
وبدأت رحلة اسعاف حياة هذا الرجل وتقديم العلاج له طيلة فترة استمرت اكثر من خمسة اشهر ونصف، وبعد ان تماثل للشفاء، عرفت بنت الضلوعية ان هذا الشخص هو احد جنود الجيش العراقي، طمأنته هي وزوجها وافراد عائلتها، بان الذي يحصل على عليهم سوف يحصل عليه ولن يتركوه حتى يسلمونه بيد اهله.
أخذت بنت الضلوعية وزوجها بالتفكير لايجاد طريقة لايصال هذا الجندي الى اهله بعد ان تماثل للشفاء واصبح قادرا على السير، وفعلا تمكنا عن طريق بعض المعارف من تزوير جنسية لهذا الجندي باسم أخر،ثم اصطحبته وبعض من افراد اسرتها في رحلة محفوفة بالمخاطر ولاتخلوا من المجازفة استغرقت اكثر من يوم، لكنها تدل على عزيمة كبيرة لدى هذه المرأة العراقية الجبورية التي اصرت هي وعائلتها على ايصال اخيها الجندي العراقي وتسليمه الى اهله حتى لو كان الثمن حياتها او حياة زوجها.
وفعلا وصلت هذه المرأة برفقة الجندي الى اطراف الضلوعية بعد ان اجتازوا مسافة اكثر من 300 كم سلكوا فيها طرق نيسمية وسهول وتلال كلها تحت سيطرة الجواحش، وبعد تأمين اتصال مع عائلة هذا الجندي حضر اخوانه وابناء عمومته وتسلموه وتوجهوا به الى بيته الكائن في منطقة بغداد الجديدة.
هذا الجندي اسمه صلاح حسن عليوي متزوج وله خمسة اطفال، وقد اتصلت به شخصيا واكد لي بانه في مكان آمن وبين عدد من افراد عائلته، وقد اتصل بعائلتهوطمأنهم بانه بخير، مبيديا شكره وتقديره لموقف بنت الضلوعية الشجاع والبطولي.
لله دركن يا نساء الضلوعية فقد اثبتن بانكن مقاتلات من طراز خاص لاتقل شهامتكن ولا بطولاتكن عن اخوانكن المقاتلين من ابناء عشيرة الجبور الذين وجهوا اعنف واقسى الضربات للجواحش، وردوا كل حقدهم ومؤامراتهم التي تستهدف الشعب العراقي وحددته الوطنية.
فقد اثبتت بنت الضلوعية في المنازلة مع الجواحش بانها بنت العراق التي تقاتل مع اخيها اعداء الشعب وعملت بشكل جدي على افشال مخططاته وخاصة الفتنة الطائفية، الف الف تحية لهذه المرأة ولعائلتها النجيبة، التي اعادة الفرحة لعائلة عراقية كانت منكوبة بولدها
مقالات اخرى للكاتب