رسم طرقاتي بلا كلل...
اقتفى كل خطواتي..وكل أثر.
انتظرني في كل المعرجات..
وتلقفني عند كل المستنقعات والحفر..
حزن رهيب رابض..في الزوايا..
أخفى معالم الحلم والقدر ...
نكاية فيه ..وثورة..
صنعت من الدمع لآلئا من ضوء القمر..
ركبت عقدا زينت به الجيد والشعر...
ومن الحلم الموؤود
خلخالا ذهبيا يعمي البصر...
نسجت من الجراح وشاحا..
طرزت الليالي ..بوشم السهر
نقشت إطارا لعمري..
بشراييني الممزقة ..بالشظايا والحجر
حكت ثوبا حريريا قانيا موشى بالدرر.
حملت أثقالي وحدي ..
وزودت الهم على ظهري المصلوب المكسر
رسمت المحن على ذاكرتي ..
خرائطا ملونة و كل الصور..
عضضت ألما باسما على الشفاه..
وشمت تحت جلدي الناصع روائع الحفر..
اغتسلت بصقيع منفاي ..
تيممت بوجه الممانعة ودست الحذر.
أدخلت اليد في لهيب العمر..
دربتها على مرافقة الخطر..
مشاعرا تغلي وأدتها....
جسد ينتفض ..عند الفجر وبداية السمر..
حد الهوس بركانا لو تفجر..
لن يبقي ولن يذر.
قتلته ملاكه الوحشي رفقا ..
قبيل الفجر وعند السمر.
تمايلت مرات تحت طعنات الغدر ..
نمت غالبا بين أحضان صبار وشوك ..
صحوت نادرا على بسمات كزخات المطر..
نزلت مغامرة بكل العمر المصادر..
فرشت قبري عشبا ورديا ..
سقيته بندى أعوام فياضة كالمطر.
حولته إلى جنة بانوار روحي المتبقية.
أقمت فيه خلودا ..
عشقت المكوث به والممر.
تسلقت أعلى التلال وأروع الشجر..
ورحت اطوف سماوات الحمق..
بكل جلدي لنفسي أحيي ,افخر..
بغطرسة وكبرياء عبر الآفاق..
طفت مجنونة خرساء..أعلن الخبر..
شواهد على قبري الجميل تلألأت ..
برخام بارد مزخرف بصبر..على قلبي عصر..
كل شاهد مر انحنى إعجابا ثم كبر.
كأن نسيمات حولي في الأعين البريئة
وحدها الحدائق الغناء والروض العطر..
تفوقت في عقاب نفسي..
على كل ساديات البشر