غرقت العاصمة الحبيبة بغداد بمياه الامطار التي نزلت ليوم واحد وقد فاضت الشوارع ودخل الماء للمنازل واغرقها واضطر البعض للمبيت في السطوح مع هذا البرد ومن لم يملك السطح اين سيذهب!!؟ وشرد 1000 مواطن بغدادي بسبب الامطار لابل بسبب الفساد الحكومي .

فاين المسؤولون؟ اين السياسيون؟ اين الشرفاء؟ اين الغيارى؟ اين البرلمانيون؟ اين الحكومة؟؟؟ اين من ادعوا التدين والتشيع ومخافة الله عز وجل؟

نعم انتم لم تتضرروا من كل هذه الفيضانات لأنكم امنتم انفسكم واهليكم وسكنتم المناطق الراقية والقصور ووفرتم لأنفسكم الرفاهية والحماية التامة وكل الخدمات لتعيشوا عيشة الملوك فهل هذا كل ما تصبون اليه ؟ فهل كانت هذه اهدافكم من وراء الحكم فهل حققتم مآربكم؟

اذن اين حق المواطن الفقير ومن سينظر لحالته وانتم قد شغلتكم الدنيا وما فيها ؟ وما ذنب هؤلاء الناس ان تسلط عليهم المفسدون والظالمون والذين باعوا ضمائرهم وذممهم؟

 فما الذي فعلتموه من اجل هؤلاء وما الخدمات التي قدمتموها؟ ونحن نعاني من انقطاع الكهرباء المستمر ومع كل زخة مطر او هبوب رياح ستنقطع الكهرباء وعند زيادة حمل اي منطقة سيكون حال المحولة مسلي لأنها ستكون اشبه بالألعاب النارية وهي مشتعلة!! اما المجاري فهي احسن حال لانهم وجدوا العديد من الطرق ليتخلصوا من مياه الصرف الصحي وابسطها هو فتحها على الانهار والقريبة من المناطق السكنية اما عندما غرقت بغداد فالسبب هو طرق التصريف وان قدرة منظومة شبكة المياه الثقيلة لا تستوعب كمية الامطار النازلة!! واما النفايات فترمى بين المنازل وعند وجود قطعة ارض فارغة لم تبنَ  بعد فهذا مكان جيد للنفايات وقريب على الجميع دون من رفض هكذا منظر او رفض الارياح التي تخرجها او الحشرات والدود الذي تجمع فيها او الاضرار الصحية لها!! واما ازمة السكن فهي الاروع فالجميع يشكو من ازمة السكن واضطر العديد الى سكن غير مشروع (تجاوز) ومنهم من سكن اماكن فقيرة جدا ومحرومة من الخدمات وابسط مثال من سقط عليه بيته في الفيضانات الاخرة وادى الى موت العديد من الاطفال!! واما البطالة فبات الجميع يبحث عن عمل حكومي او مدني ومن له الحظ للتعيين لان جميع الخريجين مصيرهم معروف لينتظروا رحمة الحكومة لسنين!! واما ازمة السجون السرية والعلنية فقد خلطت بين المجرم والبريء والرجال والنساء ودون محاكمة ودون دليل ليدين اغلبهم ومع انتهاك حقوق هؤلاء السجناء وتعرضهم للسب والضرب والتعذيب المستمر حتى الموت واخرها الاغتصاب واما..واما..واما..!!

فما سنذكر وما سنترك ومن سيسمع ومن سيجيب ومن سيلبي نداء الفقراء وماذا ننتظر؟ وهل ستحلون واحدة من هذه الازمات؟ وكم تحتاجون من المال والوقت لتحلونها؟ والى متى يمكننا ان نصبر؟ والى متى ستبقون في مناصبكم؟ فانتم زائلون كما زال من قبلكم العديد.

فألى متى تصرون على اعمالكم القبيحة والتنازع فيما بينكم على المناصب والعمالة والفساد والانحراف الاخلاقي والضلالة وحب الدنيا والغرور والتكبر والتعالي والجحود عن نعم الله سبحانه وتعالى وتعملون لمصالحكم ومن تعملون تحت امرتهم ومن حرضكم على فعل المنكر ومن اشتروا ضمائركم؟ فان دامت لغيركم لم تصل اليكم!! وهذا هو حال الدنيا فان عملتم خير لأنفسكم وان افسدتم فلأنفسكم ولن يستمر صمت العراقيين ولن يرضخوا اكثر تحت ضل حكمكم الفاسد. واتقوا صرخة الشرفاء واليتامى والفقراء واتقوا غضب الله سبحانه وتعالى واتقوا يوم غفلتكم فان الله لن يغفل عنكم .

2 كانون الاول 2013