نصّب رئيس الوزراء العبادي نفسه على أنه المتحكم الوحيد برواتب العراقيين و تقاعده حيث يقرر وحده من يستحق راتب و تقاعد و من لا يستحق متجاهلا كل القوانين التي تعطي الناس حقوقهم و كل قرارات المحاكم العراقية.
لكن على أي أساس يبني العبادي قراراته؟ وكيف يحدد من يستلم راتبه و تقاعده و من لا يستلم؟ من ناحية أخرى ماذا عن العبادي؟ بمعنى أن العبادي يقرر منح العبادي راتب و تقاعد و مخصصات؟ فمثلا لقد قرر العبادي منح العبادي عشرة ملايين دولار في شهر واحد لتصرف على ضيافة الشاي والقهوة في مكتبه!! العبادي صرف في شهر ميزانية وزارتين بما فيها رواتب الموظفين ونفقات التشغيل على الشاي و القهوة في حين أن ملايين العراقيين حرموا من رواتبهم وتقاعدهم
العبادي قرر حرمان القاضي منير حداد من راتبه التقاعدي لأن القاضي تقاعد عن الخدمة على اعتبار أن التقاعد جريمة لا تغتفر عند العبادي!! القاضي الذي حاكم المقبور صدام و تصدى له لا يستحق تقاعد!! حسنا هل الراتب التقاعدي تفضل و منة من العبادي يتصدق به على من يراد؟ أم هو حق مكتسب؟ القاضي منير دفع الاستحقاق التقاعدي عن راتبه و بالتالي التقاعد حقه؟ هذا فقط مثال على المحرومين من تقاعدهم آلاف بل ملايين العراقيين حرموا من تقاعدهم دون وجه حق.
الغريب أن العبادي يمنح أعضاء مجلس الحكم رواتبهم التقاعدية كاملة لكنه لا يمنح القاضي راتبه تقاعده!! أن اعضاء مجلس الحكم يمتلكون من الثروة والمنصب والجاه ما يغنيهم عن التقاعد بل أن بعضهم أن لم يكن كلهم مازالوا في الخدمة الجعفري مثلا وزير خارجية فهل يستلم راتبين: راتبه كوزير وتقاعده كعضو في مجلس الحكم وربما تقاعده كرئيس وزراء سابق أيضا؟ العبادي نفسه كان وزيرا في عهد مجلس الحكم فهل يستلم تقاعده بالإضافة إلى راتبه كرئيس وزراء؟ نعم وبكل تأكيد! و لعل هذا هو السبب الذي يدفع من أجله العبادي رواتب اعضاء مجلس الحكم كاملة حتى ينتفع هو!! فالعبادي هو الخصم والحكم!
العبادي ايضا قرر حرمان المهندسة ليلى عبد اللطيف من راتبها التقاعدي! المهندسة ليلى لديها أكثر من خمسة عشر سنة خدمة في دوائر الدولة العراقية دفعت عنها الاستحقاق التقاعدي فهل لدى العبادي خدمة مماثلة؟ هل خدم العبادي العراق خمسة عشر سنة فأكثر ودفع عنها استحقاق تقاعدي؟طبعا لا؟ فمنذ قدوم العبادي من لندن و توليه منصب وزير الاتصالات في عهد مجلس الحكم و هو يستلم الرشوة تلو الأخرى إلى أن بلغت ثروته من المال الحرام 500 مليون دولار!! هذا هي خدمة العبادي و لهذا السبب هو في السلطة!! فأول رشوة قبضها في أيلول من عام 2003 كان بعد اسبوع واحد فقط من توليه منصب وزير الاتصالات. بعد أسبوع واحد من توليه المنصب و بدلا من أن يخدم العراقيين أو يساعدهم العبادي يسافر إلى لندن— بلدته ووطنه حيث يعيش—ليقبض رشوة مقدارها خمسة ملايين دولار من تاجر الاسلحة الكيمياوية للمقبور صدام!! هذه هي الخدمة التي يستحق العبادي عنها الراتب والتقاعد والمخصصات!! ولهذا السبب تتحمل خزينة الدولة العراقية التي يتباكى عليها العبادي مصاريف الشاي و القهوة والضيافة في مكتبه والبالغة عشرة ملايين دولار في الشهر!! العبادي يصرف في شهر واحد ميزانية وزارتين لعام كامل بما رواتب الموظفين!!
لكن السيدة المهندسة ليلى عبد اللطيف التي عملت في دوائر الدولة لسنين وأعوام لا تستحق راتب تقاعدي! السيدة ليلى عبداللطيف أرسلت العجزة و كبار السن إلى الحج على حساب الدولة عندما كانت وزيرة للعمل والشؤون الاجتماعية! السيدة ليلى تعرضت لأكثر من محاولة اغتيال وتم تهديدها من جهات عديدة لكنها استمرت بالخدمة حتى تقاعدت. هل خدم العبادي إي عراقي منذ عام 2003 إلى الآن؟ لقد نقلت الطائرات العراقية العجزة وكبار السن والمرضى والمقعدين معززين مكرمين إلى مكة المكرمة!! فهل أرسل العبادي أحدا لقضاء فريضة الحج على حساب الدولة؟ آلاف بل ملايين السيدات العراقيات حرمن من رواتبهن لا لشيئ فقط إرضاء لأطماع شخص متنفذ!! فقط إرضاء لأطماع العبادي!!
إن أول حملة حج ادارها الجعفري في عهد مجلس الحكم عام 2003 و لم يقدم عنها وصلا واحدا نجم عنها الاستيلاء على مقاعد العراقيين الذي قضوا أسابيع على الحدود العراقية السعودية في الخيام لتصل طائرات الجعفري تقل اهله واقرباءه و لهذا السبب يستحق الجعفري استلام تقاعده. خاصة أنه وزير حالي و يستلم راتبين من الدولة العراقية إن لم يكن أكثر فضلاً عن استخدام أموال الدولة العراقية لتمويل قناة بلادي الفضائية التابعة! فإي مصروفات للعبادي وحزبه مهما كانت يجب على الدولة تحملها! لكن مستحقات العراقيين وراتبهم التي دفعوا عنها الاستحقاق التقاعدي لا يمكن للدولة تحملها!
العبادي حاقد على كل الكفاءات العراقية و هدفه هو حرمانها من حقوقها وأذلالها ولهذا فهو يستولى على تقاعد العراقيين ورواتبهم! فالعبادي لا يخدم أحدا سوى العبادي و حزب العبادي و اصدقاء العبادي وليذهب العراقيين إلى الجحيم!!
أن التقاعد هو حق مكتسب لكل العراقيين الذي خدموا العراق ودفعوا استحقاق تقاعدي عن خدمتهم. و يجب على الحكومة تسهيل حصول المتقاعدين على رواتبهم وليس تعذيبهم بمعاملات روتينية لا جدوى منها! فكل دول العالم تدفع تقاعد لأبنائها. أن لا أقصد الدول المتقدمة التي تطلق التقاعد بشكل تلقائي لكل متقاعديها ولكن أقصد دول مثل سوريا التي تقوم بإيصال التقاعد لأبنائها كاملا غير منقوص وفي أوانه حتى في المناطق المحاصرة! دول مثل لبنان التي كانت تودع التقاعد في الحساب المصرفي لكل متقاعد لبناني أثناء الحرب الأهلية اللبنانية بل ومنحت زيادة مقدارها 15% اثناء الحرب غلاء معيشة!!! والعراق ثاني دولة نفطية في العالم يحارب أبناءه في تقاعدهم وكأن التقاعد منحة و منة من العبادي وليس حق مكتسب غصبه العبادي عنوة و دون وجه حق!! حيث يجب على الحكومة ضمان و حماية التقاعد من إي اعتداء. إلم يطالعنا العبادي على شاشات التلفزيون قائلا " التقاعد خط أحمر" ليقوم بعد ساعة بالغاءه!! كلمة رئيس الوزراء لا قيمة لها!! و بالتأكيد لن نثق بها ابداً من اليوم فصاعداً.
لست أدري أين البطولة والرجولة في التعدي على حقوق المتقاعدين! ملايين العراقيين حرموا من تقاعدهم دون وجه حق لمجرد أن العبادي استيقظ صباح يوم وقرر حرمان العراقيين من تقاعدهم! السؤال الحقيقي إلم يكن المقبور صدام يتصرف بنفس الطريقة؟ فجأة يقرر حرمان فئة من الناس من حقوقها و يصدر قرار بالموضوع متجاهلا كل القوانين الموجودة؟ ألم يكن صدام رئيس السلطة التنفيذية و التشريعية في وقت واحد؟ حسنا العبادي هو رئيس السلطة التنفيذية فكيف يصدر قرارات لها قوة القانون؟ كيف يقرر حرمان الناس من تقاعدها في دقيقة؟ في دقيقة يحرم ملايين العراقيين من تقاعدهم لماذا؟ قرار العبادي!!
أطالب بمحاسبة العبادي أمام البرلمان عن كل الرشاوي التي قبضها من عقود اوراسكوم. أطالب بالغاء عقود اوراسكوم و تخليص العراقيين من الخدمة الرديئة و التكاليف الباهظة التي يدفعونها لقاء هذه الخدمة! أطالب بإرجاع حقوق كل المتقاعدين العراقيين كاملة غير منقوصة مع زيادة 25% غلاء معيشة لكل متقاعد عراقي. أطالب بقطع راتب العبادي فهو لا يستحق إي راتب عن الرشاوي و الفساد الذي تحمل كل العراقيين عبئه منذ عام 2003 لحد الآن. أطالب بحجز أموال العبادي المنقولة وغير المنقولة في لندن ومصارفها. فهذه أموالنا نحن العراقيون التي استولى عليها العبادي دون وجه حق. أعتقد عندها سيشعر العبادي بقيمة الراتب والتقاعد الذي حرم العراقيين منه.
مقالات اخرى للكاتب