(آكل مر واشرب مر بس لا تعاشر مر )
الحياة محطات قد تمضي بنا بهدوء او قد تعصف بنا بمتاهات أخرى تجعلنا نتقدم ببطئ او تعرقل مجرى الحياة لأسباب قد لا نفقهها ألان إلا بعد ان تتخطى بنا السنين , ولعل حلم الزواج هو الأخر قد تشوبه الكثير من الإشكالات التي قد تؤدي الى نهاية لتلك المرحلة من حياة المرأة وتجعلها في حيرة من آمرها تعاني مرارة الحياة وظلمها وقسوة نظرة المجتمع وحتى المقربين منها وقد تكون عالة على أهلها بعدما أصبحت مطلقة واصطحبت معها أولادها لتبدءا رحلة من الألم والمسؤولية الكبيرة لتكون الأم والأب بنفس الوقت تعاني وتبذل كل جهودها من اجل ان لا يشعروا بفراغ او حنان عاطفي يجعلهم غير مؤهلين بالمجتمع .
في مجتمعنا الشرقي الرجل لا تقع عليه اللائمة ويبقى هو دائما على حق ومؤهل للزواج بأي وقت يشاء وكيف يشاء بينما تبقى المرأة معلقة ينظر أليها المجتمع نظرة مريبة وكأنها ارتكبت ذنبا لآتها انفصلت عن زوجها دون ان يسالوا أنفسهم او يسالوا المرأة ذاتها عن أسباب الطلاق ودائما تكون هي المذنبة بنظرهم ويتجاهلون الرجل ونزواته وعيوبه وعدم مبالاته لزوجته ولأولاده وعدم توفير أسباب الحياة المناسبة لعائلته و هذا ما يجعل من فرصة زواجها مرة اخرى مستحيلة لما للمجتمع الشرقي من نظرة قاسية ودائما ما تتقيد المراة المطلقة بتحركاتها وتصرفاتها وما تفرض عليها من قيود صارمة من قبل المجتمع و أسرتها اذا كانت متخلفة او متعصبة دينيا .
الطلاق ابغض الحلال و لكن هو حل لمن لم تجد وسيلة أخرى للراحة والسعادة والسكينة بعدما تمزقت حياتها بمشاكل جمة وصلت إلى درجة القطيعة والشكاوي والمحاكم ولم يبقى سوى الانفصال هو الحل الذي لابد منه , لو توقفنا قليلا وفكر الزوجين ( الرجل والمرأة ) عن نتائج ما بعد الانفصال وما ستكون عليه حياة أبنائهم ومستقبلهم ومصيرهم وكيف سيواجهون الحياة والمجتمع ونظرته التي قد لا تكون خالية من الكلام الغير لائق والتلميحات التي غالبا ما تكون جارحة , وهذا ينعكس سلبا ويسبب الم نفسي قد لا يراه البعض ولكنه يخفيه بداخله ويبقى بصراع قد يؤدي الى انهياره او تحوله الى شخص عنيف من اجل الدفاع عن ذاته وقد ينحرف أذا لم يكن هناك رقيب يحاول الأخذ بيده ومساعدته على تخطي مرحلة المراهقة وعدم الاختلاط بأصدقاء السوء الذين قد يحاولون بطرق متعددة بكسبه والانخراط بعالمهم , وقد يؤدي انفصال الزوجين الى نتائج سلبية على الأبناء يمكن ان نلخصها :-
1. حالات نفسية لدى الأبناء كالقلق والاكتئاب
2. اضطراب الشخصية عند البلوغ
3. عزوف البعض منهم عن الزواج مستقبلا
4. الانحراف واضطراب سلوكهم الشخصي
5. قد يكون سببا للطلاق مستقبلا لديهم
6. نظرة المجتمع السلبية أليهم
7. ربما لا يكون ترابط أنساني بينهم
8. اعتماد الأبناء كليا على الأم او الأب
الطلاق هو حل لمشكلة بين زوجين بعدما وصل الانسجام بينها بالعيش معا الى طريق مغلق ولا يمكنهم العيش معا تحت سقف واحد وبالتالي الطلاق هو أقرار بنهاية الزواج شرعا وقانونا بين الزوجين وبالتأكيد لكل للطلاق أسباب يمكن ان نلخصها بما ياتي :-
1. عدم استعداد الزوجين الفعلي بإكمال حياتهم الزوجية من الناحية الفكرية او المادية .
2. عدم النضوج العمري للرجل او المرأة وهذا ما يحدث في حالة الزواج المبكر في أعمار اقل من 18 سنة .
3. عدم الانسجام الفكري والثقافي بين الزوجين .
4. اختلاف نمط معيشة العائلتين واختلاف أسلوب حياتهم .
5. الأعباء الاقتصادية وعدم قدرة الزوج على توفير متطلبات زوجته وما يحتاجه المنزل وخصوصا اذا كانت ظروف الزوج المالية لا تساعد.
6. عدم استقرار الحالة النفسية لدى الزوج او الزوجة قبل الزواج وبعده .
7. الإحباط الشديد لدى احد الزوجين وعدم على مواصلة الحياة معا .
8. الشعور العاطفي او المثيرات الجنسية للزوج او الزوجة خارج حياتهم الزوجية .
9. الخلافات الاجتماعية وعدم وجود حلول جذرية مناسبة وكثرة التدخلات بحياة الزوجين مما ينغص حياتهم الزوجية ويجعل منها غير مستقرة .
10. .الخيانة الزوجية.
11. العقم وعدم الإنجاب من احد الزوجين .
12. قد يكون احد الزوجين ناقلا لجينات مرضية وهذا يؤدي الى إنجاب أبناء غير أصحاء .
13. البرود الجنسي لدى احد الزوجين .
14. تعرض احد الزوجين الرجل او المراة الى عاهة جسدية او نفسية تجعل من الصعب استمرار الزواج .
15. ربما يكون الطلاق حالة وراثية في عائلة احد الزوجين .
16. الشذوذ الجنسي لدى الرجل او المراة .
قد تكون هذه الأسباب و غيرها تجعل من الصعب الاستمرار معا في الحياة الزوجية بغض النظر عن عدد أفراد الأبناء وما سيكون مصيرهم بعد الانفصال بين الزوجين وتختلف نسبة الطلاق من مجتمع الى اخر من بيئة الى اخرى وكذلك من عائلة الى اخرى ولكن النسبة الحالية بتصاعد حسب الحالات المؤشرة لدى المحاكم وهذا ما يثير الاستغراب في مجتمعنا , واعتقد ان الاختلاف في نسبة الطلاق بين الشرق والغرب تختلف اختلافا جذريا وسبب ذلك اختلاف الديانات وهذا ما يجعلها قليلة جدا مقارنة مع مجتمعنا الشرقي التي كانت قليلة جدا سابقا ولكن في السنوات الأخيرة زادت هذه النسبة بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية والعامل النفسي والانفتاح على العالم الخارجي وخصوصا بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك معرفة المراة لحقوقها هذا كله جعل من حالات الطلاق بتزايد مستمر على الرغم ان الشريعة الاسلامية لا تحرمه ولكنه ابغض الحلال اي غير مرغوب به لان الدين الإسلامي يدعو الى بناء اسرة ومجتمع متماسك وهو اخر الحلول بعدما تنتهي كل الأسباب لمواصلة الحياة الزوجية معا .
لكل من الزواج والطلاق اثار سلبية وايجابية تغير مجرى حياة الانسان ولكن للطلاق اسباب سلبية تضر بالشخص المراة او الرجل والمجتمع ولكنها بكل تاكيد على الرغم من نتائجها السلبية على المجتمع لها نتائج سلبية على الزوجين وخصوصا المراة ومن هذه النتائج :-
1. قد تصاب المراة بالاكتئاب وحالات نفسية اخرى
2. ربما يؤدي الى عدم التوازن بالزواج الثاني
3. صعوبة التواصل مع أبنائهم بصورة صحيحة ومستمرة
4. قد يؤدي الى العزوف عن الزواج مرة اخرى من قبل الرجل او المراة
5. الاضرار المادية بسبب ما يتعلق بمستحقات الزوجة بعد الانفصال
6. غالبا ما تكون المطلقة في حالة مالية صعبة وخصوصا اذا كانت غير موظفة او ليس لديها مورد مالي يساعدها على العيش .
مثلما للطلاق اسباب قد تكون خارج ارادة الزوجين او المجتمع ولكن بالامكان تجاوز حالات الطلاق او الحد منها وتقليلها وذلك من خلال التثقيف من قبل رجال الدين والباحثين الاجتماعيين والنفسيين من خلال لقاءاتهم وتقديم النصح للشباب و عوائلهم وبيان الإضرار السلبية على المجتمع وهذا ينعكس سلبا على عوائلهم ويمكن تقليل حالات الطلاق من خلال :-
1. ان يكون سن الزواج قانونا لا يقل عن 18 سنة .
2. التقارب الفكري والثقافي والتحصيل الدراسي بين الزوجين
3. عرض الراغبين بالزواج على باحث اجتماعي لغرض التاهيل
4. التوعية الإعلامية والنفسية لمخاطر الزواج المبكر
5. فحص اللياقة النفسية للزوجين
6. ضرورة ان يكون الطلاق داخل المحكمة
يبقى التفاهم بين الزوجين هو سبب مهم على العيش بهدوء وطمأنينة لتلافي الطلاق وعدم تدخل الآخرين بحياتهم وعليه يجب التفكير الف مرة قبل القدوم على هكذا خطوة وعليهم تقديم التنازلات من اجل ان يبقى عش الزوجية هادئا ويمكنهم تخطي كل منغصات الحياة ليس من اجل سعادتهم وراحتهم فقط وانما من اجل ابنائهم وكل من يحيط بهم من عوائلهم حتى يكون الترابط الاجتماعي اكثر تماسكا .
مقالات اخرى للكاتب