كنت قد ملأت الدنيا بحضورك وتأثيرك ومساهماتك في المحافل كونك وطنا قد ميزه الله عن غيره مبارك ولد به ابو الانبياء ابراهيم الخليل وفي ثراه دفنت اطهر الاجساد من اولياء الله فبك القبب الذهبية وبك القبب التي تناغي السماء من الصحابة والعلماء ..انت الوطن الذي علم العالم الحرف وعلمه العمارة والبناء من زقورة اور الى لكش والنمرود وبابل ..وطن به شعب اكتشف وبنى بالقير والطابوق قبل ان تعرفه البشرية ومازالت زقورة اور شاهدة على ذلك ..بلد البابليون والجنائن المعلقه وباب عشتار واسد بابل والثور المجنح والحضارة الاشورية والقيثارة السومرية ..بلد اشع على الدنيا بالقوانين والشرائع والشورى ومسلة حمورابي ..انت البوابة التي انطلق منها العرب لينشروا دين العدل والمساواة ..ارضك ارض السواد وبلد النهرين وسوف لن تندثر حضارتك ويبقى نور العلم والفلسفة والطب واللاهوت شاهد يستنبض منه العالم ليكتشف كل جديد .كيف يغيب صوتك وانت صاحب هذه الحضارة العريقة ..ينزف القلب دما عندما يرى ويسمع ان دولا تكونت منذ سنوات ولاتمتلك ارثا حضاريا ولكن بفعل رجالا لديها صانو الامانه وارتدوا ثوب الوطنية جعلوا لها حضورا مؤثرا وفاعلا في المنتديات والمحافل الدولية والاقليمية فقد كنت مؤسسا وفاعلا لمنظمات دولية ومؤتمرات اقليمية وجودك فيها يغير ميزان القوى لصالح ماتريد ..كنت راعيا للعلم والادب ووحدة الموقف فالمهرجانات الثقافيه في بابل وفي المربد وابي تمام والمتنبي …كنت متقدما على غيرك في النشاط الدبلوماسي فكانت معاهد متخصصه في العلوم السياسيه لتدريب الرجال اللذين سيمثلوك يضاف الى تعليمهم اللغات وطبيعة النظام في البلد ومعرفة ثرواته وبما يتميز في الصناعة او الزراعه وما يحتاج في عمليات التنميه والبناء اضافة الى الاختيار الافضل للممثلين والعمل على امتلاكهم المعلومات الكافية للدولة التي سيعملون بها لغة واقتصادا وطبيعة نظام وبما تتميز ..كانت سفاراتنا وقنصلياتنا لها الدور الكبير وبنشاط مستمر في طبع وتوزيع النشرات والكتب والمصورات وبأكثر من لغه ومن ذلك اصبح العراق يعرفه اكثر سكان العالم ولكن ..ماذا جرى وماذا حل بك ياعراق لقد ضاع صوتك بل اصبح لايحسب له حساب واصبح من كان بمجرد ذكر العراق يتجاوز حدوده او يتدخل بشؤؤنه فهل يعقل ان تتحول سفاراتنا الى مقر للتنابل والاميين والمزورين والفاسدين وتصبح السفارات ملاذا لاصحاب الكومشن والتفاوض مع شركات وهمية او ضعيفة وتصبح ايضا سفارات مقفلة للنتماء القومي او الديني او المذهبي ..ومن هنا وجب عليكم ياابناء الانتفاضه ان تجعلوا من شعاراتكم التغيير الجذري للمؤسسات الدبلوماسيه واعيدوا وجه العراق الحضاري امام العالم …عذرا ياعراق ..عذرا ايها المذبوح من الوريد الى الوريد .. ناءك في الطريق لانقاذك من مأساتك.