العراق تايمز:
يتقدم رئيس مجلس ادارة وكالة العراق تايمز، وكادر تحريرها باحر التعازي الى العلامة سماحة الشيخ ميثم طالب الفريجي والاستاذ عقيل طالب الفريجي واشقائهم الاخرين لفقدانهم والدهم المغفور له الحاج طالب الفريجي.
لقد تعبنا وتأثرنا بوفاة فقيدكم ، وفجعنا كما فجعكم ، فعند الله نحتسبه وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وأحسن الله عزائكم وعظم الله أجركم وأصبركم على مصيبتكم وجعلها الله في ميزان حسناتكم.
إن لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيئ عنده بأجل مسمى ، فالصبر والاحتساب و الدهاء له بأن يغفر له الله ، و أن يسكنه فسيح جناته ، وأن يلهمكم الصبر والسلوان .
ولم نجد عزاءا افضل مما كتب ولده سماحة الشيخ ميثم طالب بحق والده في ساعة تلقيه خبر وفاته، حيث كتب تحت عنوان:
(( رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ))
((انَّا لله وانَّا اليه راجعون ))
الحاج المؤمن طالب كاظم الفريجي ، عاش كاداً بيده موالياً لأهل البيت عليهم السلام ، مناصراً للدين ، محبّاً للناس ، طيب القلب ، نقي السريرة ، له من الاولاد ١١ ولداً ، من الذكور ٨ منهم ، والباقي إناث ، تعلّم منه اولاده الشيء الكثير ، فقد اجهد نفسه عاملا ليلا ، ونهاراً في سبيل لقمة العيش الحلال التي يطعمها الى عائلته ، لذا نشأ اولاده على الحلال ، والطاعة ، وعمل الخير والتفاني في حب الناس .
كان محبّاً للسيد الشهيد الصدر ( قدس ) ، ومن أوائل مقلديه ، ومتبعيه ، وكان يصفه حباً به بـ ( صديقي ) ، زاره في برّانيه ، وقبّل جبهته ، واحتضنه ، وكان يقول عنه : ( هذا هو القائد ، وشبيه الحسين (عليه السلام ) كنْ معه اينما كان ) ؛ حزن كثيرا بعد استشهاد الصدر ، وبكى الماً وحرقة ، مضافاً الى ما لا قاه من مطاردة البعثيين الإراذل من مكان الى مكان ، ومن بيت الى بيت بعد ان طلبوا ولده الشيخ ميثم لأنه من طلبة السيد الشهيد ، بل طلبوا العائلة بأجمعها لانها صدرية مجاهدة لم تلين لهواهم طرفة عين ، فأعتقلوا والدتهم الكريمة مع الف عائلة صدرية ، وبقت في الإعتقال سنة كاملة ، واعتقلوا الاخ الاكبر ( علي ) ، والأصغر ( احسان ) ، ومن قبلهم كان الشيخ ميثم تحت سياط الجلّادين يُنتقل به من مديرية الى اخرى حتى وصلت ١١ مديرية بين الجلاوزة مديري الامن ( العيثاوي و مهدي وعفّات ومن نال الخزيَّ مثلهم ) ، وبقيَ الحاج طالب صابراً محتسباً ما جرى عليه ، وعلى عائلته بعين الله تعالى ، وقد رآى ذات ليلة السيد الشهيد في المنام وهو يواسيه ، ويصبّره الى ان ساءت صحته ، وداهمته جلطة دماغية نجَّاه الله منها ببعض الخسائر في جسده ، ولقسوة النظام آنذاك لم يبق حوله الاّ ولده ( عقيل ) حيث تحمّل العبأ الأكبر في حفظ المتبقي من العائلة ، ومداراة والده ، والمواصلة مع العوائلة المحتجزة بما فيهم والدته ليمدّهم بالطعام ، والملبس ، والحاجات الضرورية ، وليكن واسطة بينهم ، وبين ذويهم مضافاً الى متابعة اعتقال اخوته ( الشيخ ميثم الذي اختفى اثره ، وغاب بين مديريات الامن من زنزانة الى اخرى ) و ( الاخ الاكبر علي في مديرية أمن البصرة ) و ( الاخ الأصغر احسان الذي رُحٍّل الى امن بغداد ليُبت في مقتبس حكمه بالسجن ) ، هكذا كانت الظروف تحوط بالحاج طالب ، وهو يردِّد لا حول ولا قوة الّا بالله العلي العظيم ) ... وبدأ الضيق يتكشّف والبلاء يخف بعد خروج الكثير من العوائل المجاهدة من سجن الطغاة بما فيهم صاحبته ،وام اولاده الحاجة الكريمة ام علي ، وأعقبها بشرى ولادة الامام المهدي عج حيث سَخَّر الله تعالى الاسباب بفتح السجون ، وتبييضها فخرج الشيخ ميثم من سجن الخاصة السياسي ، وخرج علي من مديرية أمن البصرة ، وإحسان من مديرية أمن بغداد ، فتبسّم الحاج طالب ذائقا حلاوة صبرة ، ولسان حاله ينادي :(( فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً )) ، وتكلّل الصبر ، والجهاد بسقوط الصنم ، وجبروته ، ومرتزقته :(( وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ )) لتبدأ مرحلة اخرى في حياة الحاج طالب - رغم ما لازمه من مرض شديد نتيجة الايام العجاف - حيث بقيت عينه تحنُّ الى من يملأ مكان السيد الشهيد قدس ليمدَّ يد الهداية ، والإصلاح ، والرشاد الى هذه الامة المرحومة ، ويكمّل ما اختطه ، وبدأه من مشروعه المبارك ، ولم يطل الوقت حتى وفقّه الله تعالى للالتحاق بمرجعية الشيخ اليعقوبي وهو يعبّر عنه هو ابن السيد ) ، فعاش في كنف عطائه ، يستمع توجيهاته ويتابع نهجه ، ويحضر جمعته ، ويوصي به لمن حوله ، وبقي الى اخر ايام عمره المبارك يملأ عينيه من نور طلعته في حديث الروح .... الى ان شاء الله تعالى ان يختم أيامه ، ولياليه مقروناً بمعاناة المرض الذي حلّ به في الايام العجاف ، وبقي يصارع معه بين فترة ، واُخرى حتى ختم الله له بلقائه وانا اكتب هذه الكلمات مطعمة بدموع العزّ والفجر بأب كأبي طبّق قول أوليائه عليهم السلام خالطوا الناس مخالطة ان متُّم معها بكوا عليكم ، وان عشتم حنَّو اليكم ).
وختاماً اقول ايها الوالد المجاهد الصابر : العين تدمع وألقلب يحزن ، ولا نقول الا ما يرضي الله عز وجل ، يا ابي انَّا بك لمحزونون ، والبقاء لله وحده لا شريك له ، انا لله وانا اليه راجعون
حشرك الله مع أوليائك ، وعرّف بينك وبينهم في ساحة رحمته ، واسعدك في آخرتك برضاه ، والجنة
قال تعالى :(( وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ))
ميثم طالب الفريجي
٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٧
٢٩/ شباط / ٢٠١٦
النجف الاشرف حال سماع خبر الوفاة فأنّا لله وانّا اليه راجعون .