تخطط وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لاختطاف كوكب صغير من الفضاء ووضعه في حقيبة ضخمة، ومن ثم اقتياده إلى القمر وإلصاقه هناك ليصبح خاضعاً لسيطرتها بالكامل، وذلك ضمن برنامج طويل الأجل تم تخصيص مبلغ 2.6 مليار دولار من أجل تنفيذه.
وقالت صحيفة "تايمز" التي نشرت تقريراً عن مشروع "ناسا"، إن "هذا البرنامج ربما يقود إلى "استيطان بشري دائم في الفضاء ذات يوم".
وأعلنت "ناسا" تخصيص 100 مليون دولار من موازنة العام المقبل 2014 للبدء في هذا المشروع، مشيرة الى أن هذه المهمة وجدت قبولاً ورضا من قبل البيت الأبيض.
وبحسب التفاصيل فإن الكوكب الصغير الذي تعتزم "ناسا" اختطافه من الفضاء واحتلاله بالكامل بعد إلصاقه بالقمر يبلغ وزنه 500 طن فقط، حيث سيتم استخدام مركبة فضائية لاصطياده ستنفق أربع سنوات من أجل الوصول اليه، على أن عملية إلصاقه بالقمر يتوقع أن تستغرق ما بين عامين الى ستة أعوام، وبين هذا وذاك فإن عملية الاصطياد والإدخال في الحقيبة ستستغرق 90 يوماً.
وتقول "تايمز" إن العلماء يأملون أن تؤدي هذه المهمة الى تضمين الكوكب الصغير البنية التحتية اللازمة للحياة مدة طويلة، والتي تجعل منه كوكباً شبيهاً بالأرض من حيث المواصفات، وهو ما سيقود في النهاية الى حياة بشرية ممكنة في الفضاء.
وقال تقرير صادر عن معهد "كيك لدراسات الفضاء" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، إن هذا البرنامج يمكن أن يؤدي الى اكتشافات بشرية جديدة، وسيتيح للجنس البشري لأول مرة فرصة الاستيطان الدائم في الفضاء".
وبحسب التقرير فإن الكويكب الذي يزن 500 طن يمكن أن يحتوي على 100 طن من الماء، و100 طن من الكربون، والعديد من المركبات، فضلاً عن 90 طناً محتملاً من المعادن، ومن بينها الحديد والنيكل والفضة.
وتقول الصحيفة إن الخطة التي وضعتها وكالة "ناسا" أقرب ما تكون الى الخيال العلمي، أو الى كذبة أبريل، إلا أن الوكالة تتعامل معها بجدية بالغة، واعتمدت في وضعها على أرقام جادة ومحترمة ودقيقة.
ومن المتوقع أن يشكل الاستحواذ على هذا الكوكب الصغير مصدراً مهماً للمصادر الطبيعية خلال السنوات المقبلة، حيث يتضمن الكثير من الثروات والعناصر المهمة والثمينة، كما أن تكلفة البرنامج بأكمله ربما تكون أقل بكثير من المواد الطبيعية التي سيتم الحصول عليها من خلاله.