وصية الإمام علي الى إبنه الحسن
عليهما السلام
في بيت ضمّ علياً والزهراء وأبناءهما كيف تجد الكلمة فيه؟! بيتٌ يطرق بابه النبي كلّ يوم كيف تتصوّره؟! ربُّ هذا البيت كثير الفعل قليل الكلام، وهو يقول لأولاده: (ولقد أريتكم مكارم الأخلاق من نفسي) ليس إدعاءً، ولا كذباً، ولا مماطلة، ولا غسيل دماغ، فهو بقدر مايوفّر الخبز لأولاده وهم صغار يوفّر لهم أجواء بيتية عاطرة، وإبتسامة ينشؤون عليها.
وحتّى إذا رأى عود أولاده قد إشتدّ يقف متحدياً بفعله دون قوله، ولكنّه بين الحين والآخر يودُّ أن ينقل اليهم تجربة حياته مع الواقع الذي عاشه، منعاً لهم من أن يواجهون مطبّات إجتماعية هم في غنىً عنها، ورفعاً لمستوى تفكيرهم بقضايا مركزية كي لا ينساقون مع الهامشيين فيبقون على الهامش!.
أربعة أشياء في عقل علي بن أبي طالب ليس لها مكان: الحُمق، والبخل، والفجور، والكذب.
ولا يتسنّى لعليّ بحكم شفّافية روحه، ورهافة حسّه، ونظافة وجدانه، وقوّة دينه أن يتعامل مع: الأحمق، والبخيل، والفاجر، والكذّاب!.
لماذا؟ دعونا نصغي اليه وهم يحدّث إبنه الحسن :
يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ
. وَ مُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ
. وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ
. وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ
. وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ وَ يُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ