الان، وبعد ان انتهت الانتخابات، وظهرت النتائج، لم يبق الا ان يبدأ العمل الجاد وتنفيذ البرامج الانتخابية التي طرحتها الكتل السياسية المشتركة بالانتخابات والتي نعتبرها وعودا من المرشحين للناخب.. يشترك جميع الذين فازوا بالانتخابات في فقرات برامجهم الانتخابية، وتنفرد كتلة او كتلتان ببعض الفقرات واهمها ان يكون القرار بصري، وهو ما كان سببا رئيسا في حصولها على مقعد او اثنين.
الان، بدأت بالفعل جولة الايفاء بالوعود، وان تلتزم الكتل السياسية بالعقد الاخلاقي الذي عبرت عنه برامجهم، وان لا تكون تلك الوعود كلام ليل سرعان ما تمحوه المناصب.. الفائزون بالانتخابات عليهم ان يحققوا ما عليهم تجاه المواطن، ان يتجولوا بمدن البصرة مثلما كانوا يفعلون خلال جولاتهم في الدعاية الانتخابية، ان يدخلوا المناطق الشعبية، واغلبهم من تلك المناطق، وان لا ينسوا اصحاب تلك الاصابع التي قررت، وانتخبت ورفعتهم الى مواقع متقدمة من المسؤولية.. على الفائزين ان لا يفرقوا بين ناخب وآخر، بين منطقة واخرى، بين منتم لهذا الحزب او غير منتم، ان يعتبروا ابناء البصرة كلهم اخوانهم وعليهم مسؤولية العدالة والمساواة في تقديم الخدمات لهم..
الحكومة المحلية المقبلة هي حكومة عمل وبناء، لا حكومة تصريحات وتجاذبات، هكذا نريدها، وهكذا يجب ان تكون.. مللنا من الوعود والتصريحات، وتعبنا من المطالبات بابسط حقوقنا، العمل والخدمات ومحاربة الفساد، لا نريد ان تشهد شوارعنا تظاهرات تطالب بحياة حرة كريمة، نريد ان يتقدم المسؤولون خطوات باتجاه تحقيق ذلك دون ان يطلق مواطن صرخة عبر الشارع او عبر الاعلام.. هذه محافظتكم، وانتم اهل للتصدي للمسؤولية فكل الامكانات البشرية والمادية متوفرة، لا تحتاج البصرة الا الى مسؤول يعرف الحق ويبدأ به، لا تحتاج البصرة الى من يدل المسؤول على مواقع الخلل في الاداء الحكومي فتجارب سابقة كافية لان تشير الى ذلك.. لا تحتاج البصرة الى اموال ونفطها غزير، ولا تحتاج الى استيراد الخضروات وغيرها وفيها مساحات تملأ عين الشمس صالحة للزراعة.. ولا تحتاج البصرة الى ايدي عاملة وعقول ابناءها قادرة على الانجاز والابداع.. وفيها من يملكون ضمائر صاحية مخلصة وأنفس لوّامة اذا ما لم تنجز للمواطن شيئا..
متفائلون بالمرحلة المقبلة، متفائلون بالوجوه الجديدة بالرغم من اننا اصبنا في مقتل بسبب اسماء تكررت وهي لم تقدم ما يقنع المواطن بالخدمات في المرحلة السابقة لكن العزاء في ان القادمين الجدد سيجرونهم الى منطقة البناء والعمل.. متفائلون في ان البصرة ستحقق قفزة في التقدم الى امام بعدما تاخرت كثيرا، ومتفائلون في ان البصرة ستتحرر من المركزية التي طالما قيدتها باتجاه نظام لامركزي وصلاحيات تعين المسؤولين على تقديم الافضل..
ليكن مجلس المحافظة بيتا للبصريين ولا تجعلوهم يقفون عند بابه طوابير مستجدين نظرة من مسؤول..
ليكن مبنى المحافظة محطة لتخليص المواطن المظلوم ممن ظلمه، وتقديم العون لابناء البصرة الذين صبروا وهم مازالوا يخجلون من المطالبة بحقوقهم.
ليكن المسؤول اخاً للجميع لا سيدا عليهم وان يتخلصوا من عقدة الكرسي التي لازمت كثيرين ووضعت على عيونهم غشاوة.
لتكن البصرة امنا، نحافظ على شرفها وكرامتها مثلما نتوق الى ان تكون الاجمل بين مدن الارض..
ليكن القرار بصري روحا ومنطلقا بعيدا عن مؤثرات تأتي من هنا او هناك..
واخيرا، هذه بصرتكم، كونوا حريصين عليها وعلى ابنائها.
مقالات اخرى للكاتب