يعد التملق اليوم آفة العصر التى تهدد الأمن الوظيفي بل ويعد التملق صعودا سريعا وسقوطا اسرع وحيثما يوجد مدير يوجد منافق، وحيثما يوجد رئيس يوجد متملق ومتسلق او بالعامية نطلق عليه ( لوكي) هكذا أصبح واقع الحال. والغريب أن مثل هؤلاء باتوا يصنفون من قبل الرؤساء أنهم متعاونون فى العمل وحريصون على مصلحة الشركة أو المؤسسة او الدائرة وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك. وهذه النوعية المريضة من الأشخاص باتت لا تكترث إلا بالوصول الى ما تصبو اليه مهما كان الثمن ومهما كلفها الأمر. وصار بعض المدراء والرؤساء للاسف يقربون مثل تلك النفوس الضعيفة اليها ويعتبرونها عين المدير اوالأذن التي ترى وتلتقط مايدور في اروقة وغرف الدائرة بالتالي يحظى هذا المتملق باحترام ونرجيب شكلي ووقتي من الرئيس او المدير لانه اي الريس يدرك ماخطر هذا المتملق الذي يمكن ان ينقل ويفشي سر من اسرار الدائرة الى الخارج ولهذا يعمل المدير على تحجيمه بل وابعاده في اقرب قرصة سانحة ولهذا قيل المتملق صعود سريع وسقوط اسرع، نعم وحلال عملنا في دوائر مهمة ومختلفة في مؤسسات ودوائر الدولة في زمن النظام السابق ومازلنا فتعرفنا على مثل هؤلاء المتملقين والماسحين لاكتاف المدراء والرؤساء وصرنا ننعتهم ونطلق عليهم بصفات اهمها (لوكي ) اي لوقي او متملق وخاصة في مؤسسة الجيش ظهرت مثل هذه الحالات التي للاسف قادت بعض الابرياء الى السجون وربما الاعدام بسبب وشاية اوفتنة من حاقد ومتملق يريد ان يكسب ود امر الوحدة او ضابطها لينال اجازة او مساعدة او كلمة ( عفية ) نعم وراح المتملقين ينتشرون في الدوائر والمؤسسات الحكومية والغريب انهم مفضحون بين موظفي الدائرة وسرعان مايتساقطون ، واليوم يبدو ان مثل هؤلاء الاشخاص الذين يحملون تلك الصفة اي صفة المتملق ويقينا كانوا يمارسونها في بداية حياتهم الوظيفية او في الجي ويقينا تسببوا بعقوبة او فصل الكثيرين من زملائهم بسبب مايتملقون وينقلون من فتنة مقيتة ضاربين الاية القرآنية التي ذكرت في سورة البقرة (اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ، وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) نعم مايجزننا ان بعض المتملقين اليوم يواصل نشاطه المقرف فيذهب كل يوم الى مديره او رئيسه وبدون ان يكلف ويروي له ماجرى ويجري وبالتفاصيل المملة التي لاتجد اعتراضا من الرئيس بل احيانا ترحابا على مبدا ( نشتري المعلومة ببلاش ) وربما يجد هذا المتملق العين الحمرة من الرئيس او المدير فيرده ردا عنيفا قبل ان يفكر بابعاده من دائرته وهذا مالايدركه المتملق الذي لايدرك ان الرئيس او المدير الذي يتملق له يحمل له الغيظ ويكتم بقلبه الكره بسبب تلملقه الذي ربما ينقلب يوما على مديره او رئيسه الى خارج الدائرة من ذات المتملق اذا لم يقفه عند حده ، ولهذا قيل المتملق صعود سريع وسقوط اسرع وبالتالي التملق صفة الفاشلين واذال مابحثنا بملفات وانتاج هذا المتملق فاننا سنجده فاشلا من الدرجة الاولى ، والوقت حان ولاننا على اعتاب حكومة تكنوقراط وتشمل جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات ان نطرد ونقف كل متملق فاشل عند حده قبل ان ينقلب السحلر على الساحر وليبحث المتملقين عن النجاح في عملهم ويتركوا لواكتهم وتملقهم وفتنهم التي هي اشد من القتل .
مقالات اخرى للكاتب