حقق المنتخب الويلزي أهم فوز في تاريخه عندما قلب تأخره أمام بلجيكا إلى فوز بنتيجة 3-1 في مدينة ليل، ليتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس أوروبا 2016 لكرة القدم المقامة حاليا في فرنسا.
تقدمت بلجيكا أولا عبر تسديدة صاروخية من رادا ناينجولان، قبل أن يعادل قائد ويلز أشلي ويليامز النتيجة، وفي الشوط الثاني صعق المنتخب الويلزي نظيره البلجيكي بهدفين من توقيع هال روبسون كانو وسام فوكس، كانا كافيين للصعود بالفريق إلى دور الأربعة لملاقاة البرتغال.
صحيفة "ميرور" البريطانية أبرزت الفوز التاريخي لويلز في مشاركتها الأولى بالنهائيات، ولخصت أهم الملاحظات والعوامل التي خرجت بها من المباراة على النحو التالي:
كولمان يبرهن على قدراته
من شاهد مباريات المنتخب الويلزي في النهائيات الأوروبية يدرك أن للمدرب كريس كولمان، أكبر الأثر في تحقيق هذه النتائج المذهلة، إلا أن النقاد والمتابعين يفضلون الحديث في هذه البطولة عن القدرات التكتيكية الفذة لمدرب المنتخب الإيطالي أنطونيو كونتي.
مرة أخرى لعب المنتخب اليولزي بواقعية، ونفذ اللاعبون تعليمات مدربهم والتزموا بخطته، ومن المؤكد أن الكثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تراقب تطور كولمان كمدرب في هذه البطولة، ما قد يغير من خطط مدرب ريال سوسييداد السابق والتي تهدف للبقاء في منصبه ومساعدة ويلز على التأهل لمونديال روسيا 2018.
ويليامز مدافع عالمي
أثبت قائد المنتخب الويلزي وسوانزي سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز أشلي ويليامز، أنه لا يتوجب على اللاعب أن يتعلم أصول اللعبة في إيطاليا وألمانيا ليتحول إلى مدافع من الطراز العالمي.
أمام بلجيكا قدم ويليامز أداءً بطوليا في الخط الخلفي وسجل هدفا برأسية متقنة، وبرهن على قدراته كواحد من أبرز المدافعين في البطولة حاليا رغم أنه نشأ كلاعب صاعد في أندية مغمورة مثل هيدينسفورد تاون وستوكبورت كاونتي.
يبرز ويليامز (31 عاما) بقدراته القيادية وتحفيزه لزملائه في الملعب بفضل شجاعته وقلبه الكبير وشخصيته اللافتة، ما يعوض نقص بعض السمات الفنية في أدائه.
درس قيم للانجليز
ما لفت الإنتباه في أداء ويلز في هذه المباراة هو قدرتها على تحويل الأمور في صالحها رغم تأخرها في النتيجة، لم يتلعثم اللاعبون ونجحوا في تشديد الخناق على المنتخب البلجيكي المعروف عنه قدرته على السيطرة والإجهاز على المنافس بمجرد التقدم عليه.
مرة أخرى، لعبت الواقعية دورًا كبيرًا في تقدم ويلز، كما أن للشجاعة أهمية كبيرة في قلب الأمور رأسا على عقب، وهي الأمور التي غابت عن أداء المنتخب الإنجليزي في ثمن النهائي أمام أيسلندا، ليثبت الويلزيون أنهم الطرف البريطاني الأفضل في البطولة الأوروبية.
فشل بدلاء بلجيكا
خاض المنتخب البلجيكي المباراة بغياب مدافعيه توماس فيرمايلن للإيقاف ويان فيرتونن للإصابة، ما سمح لجوردان لوكاكو وجايسون ديناير الحصول على فرصة المشاركة كأساسيين دون أن يرتقيا لمستوى الآمال.
لوكاكو بالذات سقط بقسوة في الاختبار، حتى أن مهاجما مثل هال روبسون كانو ظهر كهداف من الطراز الرفيع أمامه، كما أن لاعبي الوسط الويلزيين أرون رامزي وجو ليدلي وجدا ثغرات عديدة ومساحات فارغة لتمرير الكرة نحو الأمام نظرا لعدم تماسك الدفاع البلجيكي بالرغم من وجود قلب دفاع توتنهام توبي ألديرفيريلد.
تغير موازين القوى
كثيرة هي الأمور التي تتغير حولنا على جميع الأصعدة، وكرة القدم باتت لعبة معرضة للكثير من التغيرات أيضا، فلم يعد هناك قوي وضعيف، ولا يوجد اعتراف حقيقي بمقاييس التقييم الفني للمنتخبات، والدليل نتائج النهائيات الأوروبية.
لكن أن يقوم هال روبسون كانو بمرواغة البلجيكيين على طريقة الهولندي الراحل يوهان كرويف في وقت يفشل فيه البرتغالي كريستيانو رونالدو في السيطرة على الكرة وهو منفرد أمام المرمى، فذلك يجعلنا نعتقد أن على مقربة من نهاية العالم بشكله المعتاد.
على تشيلسي التمسك بضم ناينجولان
تشير التقارير الصحفية إلى أن نادي تشيلسي الإنجليزي يسعى جاهدا للحصول على خدمات لاعب وسط روما والمنتخب البلجيكي رادجا ناينجولان، لكن حتى هذه اللحظة يبدو أن المفاوضات لم تسفر عن أي جديد.
سجل ناينجولان هدفه الثاني في البطولة أمام ويلز.. ويا له من هدف، تسديدة بعيدة المدى استقرت في الزاوية العليا اليمنى لمرمى الحارس الويلزي واين هينيسي، وربما يصر المسؤولون في تشيلسي على رفع قيمة العرض المقدم لروما للحصول على هذا اللاعب المجتهد في وسط الميدان.
قاعدة يجب أن تتبدل
رفع الاتحاد الأوروبي عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات الأوروبية إلى 24 منتخبا بدلا من 16، وهو الأمر الذي رفع من وتيرة المنافسة وساهم في بروز قوى جديدة رغم تدني المستوى من الناحية الفنية.
فات على المسؤولين أن يغيروا بعض القوانين المتعلقة بالبطولة مع رفع عدد المشاركين فيها، أبرز التعديلات المطلوبة تتعلق بالبطاقات الصفراء، فليس منطقيا أن يحصل لاعب على بطاقة صفراء واحدة في المباريات الثلاث الأولى قبل الحصول على بطاقة ثانية في ربع النهائي ليغيب عن دور الأربعة، كما حصل مع "مايسترو" المنتخب الويلزي أرون رامزي الذي لن يلعب أمام البرتغال.
روح ويلز ليس مجرد "هاشتاج"
الناشط على موقع "تويتر" للمدونات المصغرة هذه الأيام يكاد يمل من قراءة "هاشتاج" خاص بالمنتخب الويلزي في بطولة أوروبا ويقول.. معا أقوى.
لكن الروح الشجاعة لويلز ليست مجرد عبارة مسبوقة بهاشتاج على شبكات التواصل الإجتماعي، الأمر يتعدى ذلك بكثير، وستدرك هذا الأمر عندما ترى اللاعبون يرددون النشيد الوطني، كما ستعرف تمام المعرفة أن الويلزيين يلعبون بقلوبهم أكثر من أقدامهم بمجرد انطلاق صافرة البداية، وهو الأمر الذي أوصلهم إلى نصف النهائي.
الروح الحاضرة
استلم كريس كولمان تدريب المنتخب الويلزي بعدما أقدم المدرب السابق ونجم الكرة الويلزية غاري سبيد على الانتحار، وأدرك كولمان سريعا أن المدرب الراحل أعد لاعبيه جيدا لهذه المرحلة.
الجمهور الويلزي لم تغفل عنه هذه الحقيقة وردد اسم سبيد على المدرجات لعلمه بالدور المهم الذي قام به في وضع حجر الأساس لهذا الإنجاز التاريخي، رغم تواصل التكهنات بشأن الأسباب الحقيقية لإنهاء حياته بيده.