عجيبٌ امر السياسة و السياسيين فهي متغيرة و هم متغيرون تعدُ و يعدون و الشعب متعب و ذا شجون تتقاذفه الريح و الامواج و يد المنون فلا هدوء ولا سكون ان قُتل واحد او (خمسون)  فكل شئ يهون فالكل عن المصالح باحثون، ان جاءت الكهرباء او ادبرت ان انقطعت المياه او وُفرت ان اُبطلت عبوة او انفجرت ان ظُلمت نفس او وُقرت فالمهم و الاهم المليارات التي وُفرت واه واه ان سُرقت او اُحرقت فصديق اليوم عدو الغد و عدو الغد صديق وفي حميم يسكن القلب و الصميم بعد غد، و صدق قول رئيس الوزراء البريطاني (ونستن تشرتشل) خلال الحرب العالمية الثانية و القائل (ليس لنا اصدقاء دائمون بل لنا مصالح دائمة) و ها هو محمد الدوري سفير العراق السابق في الامم المتحدة عام 2003 يلخص لعبة السياسة حين احتلت القوات الامريكية بلدنا الحبيب العراق قائلا (انتهت اللعبة). فبئس اللعبة التي تزهق الارواح و بئس اللعبة اللي تفرق الخلان و بئس اللعبة التي تحرق البحار و الخلجان و بئس اللعبة التي تفرق الاخوان و تشتت و تقسم البلدان، انها السياسة حيث تغيب المبادئ و تطفو الانانية و يغيب الصالح و يبرز الطالح.

ها هو سفير بريطانياالسابق في الامم المتحدة (جون ساورز) يقف قبل سنوات مناديا و باعلى صوته وقوفه مع العراق و مطالبا بخفض التعويضات (للكويت)!!! و انه يأمل في تحرير العراق ولو جزئيا من الديون التي تطالب بها (الكويت) كاملة و محاولا اخراج العراق من هذا البند الظالم لان (الكويت) لا تقبل بذلك! فهل نسي سعادة السفير من هي (الكويت)؟ و من ساعد في اقامة دولة (الكويت)؟ و من الذي اقتطع اجزاءً من العراق ليوزعها على دول الجوار؟ و من الذي قصف بالطائرات ثوار ثورة العشرين الابطال؟ و مَن الذي قمع ثورة مايس عام 1941 و اعدم قادتها؟ و من الذي قمع الوثبة عام 1948؟ و من الذي انزل الجيش البريطاني في الاردن عام 1958؟ لقمع ثورة الشعب العراقي البطل، يبدو لي ان وزارة الخارجية البريطانية لا تدرس التاريخ هذه الايام. فمن الذي شتت و مزق البلدان؟ و من الذي مزق شبه القارة الهندية؟ و من الذي قسم العالم العربي؟ اليست بريطانيا ضالعة بذلك؟ اليست سايكس بيكو؟ و من الذي اصدر وعد بلفور؟ انها بريطانيا التي لا تغرب عنها الشمس بل غربت عنها شمس الحقيقة فاعمتها الانانية و المصالح و ضيق الافق اما ما يصرح به السيد السفير مشكورا فهو اما صحوة ضميراو تغيير و (تكتيك) او سوء تقدير ام ان نفط العراق و خيراته و موقعه تغير المقادير؟ و لن تغفر شعوب العالم لبريطانيا تشتيتها و تمزيقها للبلدان و اضطهادها للشعوب و الامم.