نحن بكل بؤس ..مانزال ننتظر لغة ..ننتظرشكلا او لونا
ننتظر عرقا او لهجة ..تصرفا او رمزا
ننتظر فقرا او ثراء..ثوبا او عباءة ..تاجا او عمامة ...ننتظر كل شي لنحكم على اي شي .
غالبا احكامنا المسبقة ترضينا عنا تفرحنا فينا ..ففي حين نكون اصدق الناس نريد ان يكون هناك اكذبهم .وكما نرى اننا اعطفهم نبحث عن الاشد قسوة بينهم لنقول انه كذلك ..
وهكذا في كل ما قد نراه جيدا فينا ..ومع اننا مؤمنون بجودة الصفة التي تسري فينا فيستحيل ان نقنع ان احدا لايستحسنها ..لايحببها فيه او فينا ..فالمملكة التي احطنا انفسنا فيها تسد عنا قريبها وبعيدها ..ويسحق جنودها صاحب كل فكرة مختلفة من العقلاء كان ام من الجهلاء ..
ويسري القول " ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوا فيها "
نفسد كل قرية نمر عليها ..كل قرية لاتنتمي الينا . ونعوث فسادا في كل ركن تثق محاكمنا انه قد لايعود الى احد فروعها ..ولو ان هذه الممالك كانت قانعة بحكمها لتنأت عن انتهاك محاكم ما قد تراه قرى
في النهاية باتت هذه الاخطاء عادات نأبى تغيرها ..فمن يرضى تبديل شعوره بالكمال ..!!؟لذا اصبحنا نرى في نساء ورجال المجتمع محاكم متنقلة ..ينتظر كل منا الاخر ليحكم عليه من حركة ..من نظرة ..وربما من دين ..من طائفة ..من عمل ..او ايمان ..يقررون عن الله حب الله ورضاه ..كل هذا لنكبر نحن في صدورنا ..كل هذا لان نقصا وضيعا فينا لاندرك كيف نغض ابصار الناظرين عنه .
ومن خلال هذا النقص نحكم على بلد كامل شعب هائل بأربع مضيفات طيران وراكب واحد ..معرفة قديمة او زيارة قصيرة ..
لذا عزيزي القارئ تجنب ان تكون انت هذا الحاكم الطاغية ...هذا العقل الناقص ..هذا الجهل الفادح ..او هذا القاضي الفاشل.
مقالات اخرى للكاتب