العراق تايمز: نقلا عن وكالة رويتر
يبدأ اليوم الاثنين جنود بريطانيون في الإدلاء بشهاداتهم في تحقيق علني بلندن في مزاعم قيامهم بتعذيب وإعدام عراقيين، في أمر سيعتبر أسوأ الفظائع التي ارتكبت خلال حرب العراق إذا تم إثباته.
ومن المقرر أن يمثل نحو مائتي جندي بريطاني أمام لجنة "السويدي" (باسم حميد السويدي وهو أحد الأشخاص الذين قيل إنهم قتلوا في قاعدة عسكرية بريطانية قرب مدينة العمارة جنوبي العراق) للتحقيق خلال الأشهر القادمة.
وتحقق اللجنة في مزاعم تورط جنود بريطانيين في ارتكاب انتهاكات ضد عراقيين بعد معركة في جنوبي البلاد عام 2004 حيث اقتادت على أثرها القوات البريطانية عددا من العراقيين إلى قاعدة معسكر أبو ناجي التي قتل فيها البعض وتعرض آخرون للتعذيب.
ويهدف هذا التحقيق إلى معرفة ما إذا كان العراقيون العشرون قد قتلوا في ساحة المعركة -كما يقول الجنود البريطانيون- أو تم القبض عليهم على قيد الحياة وأعدموا في وقت لاحق في معسكر للجيش البريطاني، كما تدعي عائلات الضحايا وممثلون عن المجتمع المدني.
وقد استغرق التحقيق ثلاث سنوات من العمل والبحث في العراق وفي أرشيف الجيش البريطاني قبل أن تبدأ جلسات الاستماع، حيث أدلى 60 شاهدا عراقيا بشهاداتهم منذ مارس/آذار حتى يونيو/حزيران الماضي.
في المقابل ينفي الجنود البريطانيون هذه الاتهامات والمزاعم التي وجهها خمسة رجال اعتقلوا بعد المعركة وتعرضوا للتعذيب.
وقد اندلعت معركة "داني بوي" عقب يوم من القتال بين قوات الجيش الأميركي والمليشيا المسلحة لمقتدى الصدر عند جامع الإمام علي في النجف -أقدس المزارات الشيعية- مما أدى إلى إلحاق أضرار به.وكانت الحكومة البريطانية أمرت في العام 2009 بإجراء التحقيق لكشف خبايا الأحداث التي أعقبت معركة "داني بوي" ووقعت يوم 14 مايو/أيار 2004 ودار جدال بشأنها.
وقد أدى تصاعد الغضب من القوات الأجنبية بسبب حادث النجف إلى اندلاع القتال بين قافلة بريطانية ومسلحين على طريق قرب مدينة المجر الكبير جنوبي البلاد.
وتشير التفاصيل إلى أنه تم انتشال العديد من القتلى العراقيين من قبل السكان المحليين في ساحة المعركة، ولكن تم تسليم أكثر من 20 جثة أخرى من قبل البريطانيين في اليوم التالي في معسكر أبو ناجي.
وطبقا لما جاء في تقارير الوفيات فإن علامات التعذيب ظهرت على ثلاث جثث، وشمل ذلك اختفاء العيون والأعضاء التناسلية وتكسير العظام.
وعرضت لجنة التحقيق صورا توضيحية لجثث مخضبة بالدماء، وظهر في إحدى الصور رجل يضع ساعة معدنية حول معصمه وقد فقدت يده. وكانت جثث العديد من هؤلاء القتلى مشوهة بشكل شبه تام.
ولا يوجد تأكيد بشأن العدد الصحيح للقتلى أو هوياتهم وما إذا كانوا قتلوا خلال المعركة عند "داني بوي" أو أثناء احتجازهم في معسكر أبو ناجي.