واحدة من مشكلات حكومة المالكي الثانية ادارة الكثير من الوزارات والهيئات المستقلة والمؤسسات الحكومية الاخرى بالوكالة. مع منح هولاء المدراء صلاحيات الاصالة. الامر الذي جعل البعض منه لايوقفه اي رادع او قانون. ومنهم رئيس الجهاز التنفيذي لهيئة الاعلام والاتصالات صفاء الدين ربيع، الذي وصل بالهئية الى مرحلة لا تحسد عليها، من الفساد الاداري والمالي. مثلما جعل موظفي الهيئة يشعرون بالذعر والخوف من اي قرارات تعسفية تصدر بحقهم. فمن يدخل الهيئة يتصور نفسه يدخل دائرة مخابرات او معتقل سري، الكل يمشي بحذر وخوف من ان يلاقي صفاء في احد الممرات او على السلم لان المصعد حكرا عليه وعلى عصابته، او اي مكان اخر من الهيئة. فقد اعتاد موظفي الهيئة على جولات صفاء التفتيشية كل ساعة تاركا عمله الذي يفترض ان يقوم به لكن الذي يبدو ان هناك عقدة قديمة لديه بهذا الخصوص.
المهم اخر ابتكاراته بعد اجراءات التفتيش اليومية بخروج ودخول موظفي الهيئة والمذلة في الكثير من الاحيان، شكل لجنة خاصة للتفتيش الموظفيين وهذه المرة ليس من اجل اخراج وثيقة او كتاب اداري او ماشابه بل من اجل علبة السكائر نعم علبة السكائر يوميا يفتش قرابة 250 موظف بطريقة لاتعبر عن اي احترام وتقدير لموظفي الهيئة الذين يحملون شهادات متقدمة في شتى المجالات الالكترونية، والهندسية، والاعلامية، والقانونية، وغيرها من الاختصاصات الاخرى ... وحين فكر البعض برفض القرار وهذه الاجراءات الغير معتبرة ولا محترمة فكروا بما قد ينجم عن ذلك من عقوبات تعسفية وهي النقل الى مكتب البصرة او مكتب النجف واغلبهم من اصحاب العوائل ..
في الاسبوع الماضي اصدار صفاء الدين ربيع امرا بنقل موظف في قسم الرصد الى مكتب البصرة وهو من سكنة بغداد ويعاني من ظروف اقتصادية صعبة جدا ناهيك عن مرضه ابنه المزمن، لم ينفعه طلب التماس والتوسل ومغفرة صفاء الدين، ليستسلم بنهاية الامر ويذهب بكتاب نقله الى مكتب البصرة وهو لايعلم ماذا سيحدث بعد ذلك وكيف سيستمر بالعمل وعند من يترك عائلته ومن يلبي احتياجات ابنه المريض.
كما اصدر امرا اخر بنقل موظف وموظفة الى مكتب النجف ولو افترضنا ان الموظف يمكنه تدبر امره، كيف فكر بنقل موظفة لم يمضى على تعينه سنة الى محافظة تبعد قرابة 200 كيلو متر عن سكنها وفي هذه الظروف الصعبة والبالغة التعقيد، لكن الذي يرفض نقل موظفة متزوجة في بغداد الى مقر سكنه منذ عامين ويجعلها تعاني الامرين، وبسبب وشاية من موظف تاريخه ملطخ يفعل كل شي، ولايخجل من شيء لان شخص مثله متجرد من الانسانية يمكن توقع اي عمل منه وفي اي وقت ..
الامر في الهيئة وصل الى مرحلة لا يمكن السكوت عليها الخوف والذعر يلاحق موظفي الهيئة، العقوبات مستمرة بسبب وبغيره، الوشاية والمخبر السري دورهما كبير فيما يحدث، اما المهنية والالتزام فهذا غير معمول به في الهيئة التي تخالف كل قوانين العراق... لا اداري اي قانون يقول موظف في يوم تعينه يستلم مسؤولية دائرة قانونية وهو قبل ايام محامي لشركات لديه خلافات مع الهيئة، او كيف يستلم موظف في يوم تعينه مسؤولية قسم الرصد وهو لايعرف معنى الرصد الاعلامي. لكن ميزة فرض افكار واوامر صفاء هي التي توصل الى اي منصب، خاصة اذ كان هذا الموظف مستعد لتنفيذ ما يريده صفاء وهو مغمض العين ... وهذا ما يفعله الان بعض مدراء دوائر واقسام الهيئة ... وكأن الامر سيطول بهم مع رئيسهم .
نطالب كل الجهات المختصة بفتح ملفات هيئة الاعلام والاتصالات وتشكيل لجان تحقيقة بحق كل من اساءة لموظفي الهيئة والهيئة ذاتها، مع انصاف من تضرر من موظفي الهيئة ... كما نطالب باسم موظفي الهيئة بوضع حد لتصرفات رئيس الجهاز التنفيذي وكالة صفاء الدين ربيع، وعزله من منصبه هذا وباسرع وقت ...
مقالات اخرى للكاتب