العراق تايمز:
تشكلت فصائل المقاومة الاسلامية قبل ١٠ حزيران ٢٠١٤ بوقت طويل وخاضت معارك في داخل العراق وخارجه، بعضها يمول من خارج العراق والبعض الاخر من داخل العراق وبالاعتماد على جهود ذاتية، وتشمل عصائب اهل الحق والنجباء وسرايا السلام والشباب الرسالي وحزب الله ومنظمة بدر وغيرها من الفصائل. واما ما يسمى بالحشد الشعبي فقد تشكلت بعد سقوط الموصل في ١٠ حزيران ٢٠١٤ وتم تمثيلها بهيئة حكومية تابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة.
الاحصائية الرسمية للقوات التابعة لهيئة الحشد الشعبي (بعد ان شملت جميع الفصائل) بلغت ٢٥ الف مقاتل، وغالبية هذه الفصائل تقاتل بدون الحاجة لفتوى السيستاني التي تسمى بفتوى الجهاد الكفائي. لان غالبية هذه الفصائل كما قلنا سابقا انها تشكلت قبل هذه الفتوى وكانت ولازالت تقاتل دون الحاجة لتلك الفتوى،
ومن يلتزمون بفتوى السيستاني لا يتجاوز عددهم الـ ٧ الاف مقاتل متمثلين بالمقاتلين التابعين للعتبات المقدسة وبعض الفصائل.
تم تخصيص مبلغ مليار دولار من موازنة عام ٢٠١٥ كرواتب ونثريات وتجهيزات للحشد الشعبي (البالغ عددهم ٢٥ الف مقاتل) مع تخصيصات مالية اخرى من قبل الوقف الشيعي والعتبات المقدسة (بحسب ما تفيد تقارير تصدر من هذه الجهات) بالاضافة الى التبرعات من جهات حكومية واقتصادية وتجارية اخرى، ناهيك عن الدعم الايراني .
مع كل هذه التخصيصات المالية الكبيرة لا زال افراد الحشد الشعبي يعانون من عدم استلام رواتبهم ونقص في التجهيزات والمعدات والاطعمة والاشربة، وتوجد العديد من الشواهد على ذلك، فقد انتشرت مقاطع الفيديو والتصريحات من قبل بعض القيادات الوسطية بالحشد التي تبين هذه الحقائق.
تواردت اخبار نقلتها وسائل اعلام محلية عن تورط قيادات من الحشد الشعبي بعمليات ابتزاز لتجار ومقاولين وسياسيين لغرض الحصول على مبالغ مالية كتبرعات للحشد ولكنها لم ترى طريقها الى المستحقين وضاعت في غياهب جيوب هذه القيادات.
عمليات خطف وتسليب وانتحال صفة مارستها العديد من الجهات المنتمية للحشد ، بعضهم تم القاء القبض عليهم وبعضهم لازال يسرح ويمرح في المحافظات الوسطى والجنوبية، بعد ان قام بافتتاح مكاتب خاصة مهمتها الاولى السرقة والابتزاز.
فعندما تسأل عن اموال العتبات المقدسة والى اين تذهب وفي اي مورد تصرف ؟ سيأتيك الجواب بانها تصرف على الحشد الشعبي!! بالرغم من ان الحشد الشعبي لم يمضي على تشكيله غير سنة وثلاثة اشهر، فلا نعلم اين كانت تذهب هذه الاموال، ولا توجد تقارير لديوان الرقابة المالية او هيئة النزاهة عن مصير هذه الاموال ؟ رغم ان العتبات المقدسة تدار من قبل مدراء عامين يتم تعيينهم من قبل السيستاني حصرا، ويستلمون رواتبهم من ديوان الوقف الشيعي، اي انها مؤسسة دولة ينطبق عليها ما ينطبق على المؤسسات الحكومية الاخرى.
اغلب قيادات الحشد الشعبي متورطة بملفات فساد وعقود تجهيز وهمية ، يكون ناتجها تضخم مالي في جيوبهم، ومزيد من دماء ابناء الحشد الشعبي بسبب نقص السلاح والغذاء.
ففي تموز الماضي القت الاجهزة الامنية على ثلاث عصابات بمناطق متفرقة من بغداد ينتمي زعمائها الى قيادات كبيرة في الحشد الشعبي، وهي تعمل تحت اسم الحشد وتستخدم سياراته واجهزته، فجاء في بيان للشرطة العراقية، انه قوةً من الامنِ داهمَتْ مكتباً للحشد الشعبي في منطقةِ الكرادة في بغداد في شارعِ 62 وتمَ القاءُ القبضِ على خمسةِ مُتهمينَ بينَهم امينُ سر ما يُسمى تجمع دعاة العراق احمد رسن مهنا وهو تجمعٌ يَنتمي للحشدِ الشعبي ويَقومُ بابتزازِ المواطنين واصدارِ هوياتٍ للحشدِ الشعبي.
واشار البيان إلى ان قوةً من المديرية نفسها قامت ايضا بعمليةٍ ثانية لالقاءِ القبضِ على ثمانيةِ اشخاصٍ يَنتمون للحشد في مدينةِ الكاظمية ويعملونَ على إجبارِ الناس للتبرع للحشد واعطائِهم وصولاتٍ مزيفة.
وتابع اَن العمليةَ الثالثةَ تمَ من خلالِها القاءُ القبضِ على عصابةٍ مكونةٍ من خمسةَ عشرَ شخصاً في مِنطقةِ سبع البور برتلٍ عسكري ويدعونَ اَنَهم يحملونَ نعوشا لشهداء وبعدَ تفتيشِهِم تمَ اكتشافُ اَنَ النعوشَ عبارةٌ عن ثلاجاتٍ واجهزةٍ كهربائية مختلفة مسروقة يتمُ تهريبُها إلى بغداد.
من جانب اخر كشفت شرطة محافظة البصرة، عن إلقاء القبض على العصابة التي قامت بسرقة 191 مليون دينار عراقي من أموال جباية مجلس محافظة البصرة مؤخراً.
وقالت الشرطة لراديو المربد، ان الأجهزة الأمنية وبعد معلومات استخبارية ألقت القبض على تلك العصابة التي اتضحت بانهم ينتمون للحشد الشعبي لتنفيذ جرائهما ، مشيرا الى ضبط السيارتين الحكوميتين التي نفذت بهما الجريمة .
وأكدت الشرطة، ان عناصر تلك العصابة اعترفوا بجريمتهم وسرقتهم اموال المجلس، واعترافهم بمعلومات مهمة من شأنها القبض على المتورطين معهم ومن يساعدهم؟
وكان نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك قد اتهم، امس الثلاثاء، مسؤولين في الحشد الشعبي باستغلال آلية التطوع لـ"جني الأموال وقال ان "مسؤولي الحشد الشعبي في بعض المناطق لاسيما في صلاح الدين والأنبار استعملوا هذا الموضوع للثراء"، لافتا إلى أن "هناك مسؤولين بالحشد لديهم 200 مقاتل ويسجلون 1000 مقاتل لكي يأخذوا الرواتب في جيبهم.
فساد هذه القيادات جعل من امري بعض الالوية في الحشد الشعبي التهديد بالانسحاب من ارض المعركة بسبب نقص الغذاء والتجهيزات والوقود حيث هدد آمر اللواء 21 في الحشد الشعبي، الاثنين الماضي، بترك حقلي عجيل وعلاس النفطيين شرق محافظة صلاح الدين إذا لم يتم توفير الوقود خلال 24 ساعة.
وقال آمر اللواء ، إن "اللواء 21 في الحشد الشعبي سيترك حقلي عجيل وعلاس النفطيين إذا لم توفر وزارة النفط الوقود خلال 24 ساعة".
مقاتلين كثيرين من الحشد الشعبي تركوا القتال ورجعوا الى بيوتهم بعد فقدان الامل بحصولهم على مستحقاتهم المالية، وهم يرون بام اعينهم كيف تتمتع قياداتهم بالاموال والامتيازات، من ارتال الحمايات والاطعمة الفاخرة والتجهيزات الكاملة. والبعض الاخر منهم ترك الوطن ليجد له ملجئا امنا في احدى الدول الاوربية.
واليكم مقطع الفيديو هذا http://aliraqtimes.com/index.html?mod=youtube&vid=321