الاجهزة الامنية تقوم بكل مافي وسعها بغية نشر الامن والامان وحماية الشعب من العمليات والاعمال الاجرامية التي تحصد ارواح الابرياء من قبل الجماعات الارهابية الظلامية، المواطن يقدم كل انواع الدعم لهذه الاجهزة في اداء مهامها وفي الوقت ذاته يطالبها بالامن المفقود حاليا،والمطالبة المشروعة هذه لاتعني الانتقاص من الاجهزة الامنية وانجازاتها التي تحققت .كلمات تعبر عن الالم العميق، ومشاعر عفوية تترجم واقع الحال، ودموع تنقل مرارة الواقع، بهذا الشكل يعبر ضحايا العمليات الارهابية عن معاناتهم ومعهم المواطنون الاخرون، ولم يجدوا غير الو سائل الاعلامية ان يبعثوا خلالها رسائلهم الى المسؤولين سواء في الحكومة او الاجهزة الامنية، وحتما لا احد يسمعهم لانهم فقط مواطني ضحايا الارهاب الاسود، ما يجري على الشعب العراقي لو حدث مع شعب اخر في العالم لكان لكل حادث حديث. لو تكررت مثلما يحدث في العراق في اي بلد اخر تغيرت حكوماتها اسبوعيا، حيث لم يذكر التاريخ حكاما لاتؤثر فيهم معاناة شعوبهم ان كانت معاناتهم كالعراقيين .يقال ان الشعب العراقي يتمتع بقوة التحمل، يعد التحمل النفسي مظهرا من مظاهر الشخصية السوية وعنصرا مهما في عملية التوافق الفعال, وإنَ الفرد الذي لديه تحمل عالٍ لديه مستوى عالٍ من القدرة على التوافق والتعامل مع ضغوط الحياة .ولكن الى متى يتمكن من التحمل هذا بعد ان اصبح الموت مسالة يومية ؟الحقيقة ان الشعب العراقي منهك بعد المعاناة الطويلة التي تمتد الى عهد النظام البائد، من حيث الحروب العبثية والحصار الذي كان مفروضا على البلد. والعمليات الارهابية تهدف الى زرع الخوف واثارة الرعب بين المواطنين وكاحد صور العنف. والارهاب يعني العنف والتخويف بصفة خاصة لتحقيق أغراض سياسية"، كما ويعني ان تحاول بعض الجماعات او الافراد من القيام بفرض افكارها ومواقفها او مذهب معين باستخدام العنف والتهميش بل الغاء الاخر بكل الاشكال، وفرض الوصاية على الاخرين. الشعب العراقي وفي الاوضاع الراهنة يتعرض الى ابادة جماعية والتي تعني القتل الجماعي المرتكبة بحق مجموعات من الأشخاص. المعاناة تجبر المواطن العراقي الى توجيه اللوم والاهمال والتقصير لكل جهة مسؤولة عن الامن، لان المعلوم هو ان توفير الامن والامان للشعب من مسؤولية الحكومة، ولكن الى متى تستمر هذه الظروف الاستثنائية مع الشعب العراقي؟ الخطط الامنية تتغير بين فترة واخرى بالاضافة الى تغيير القادة العسكريين، وكل هذه الاجراءات لم تقدم الحلول الناجحة لمنع تكرار عمليات القتل الجماعي للعراقيين.الشارع العراقي يتساءل عن الغرض من اعداد الاجهزة الامنية التي تتجاوز المليون وفي تشكيلات مختلفة ومتنوعة وتخصيص الكثير من الميزانيات لشراء الاسلحة ومع ذلك تستمر المعاناة، والاجراءات التي تحدث اصبحت معروفة وهي تكثيف السيطرات في الشارع بعد كل عملية ارهابية. المطلوب الان الاجابة على استفسار المواطن بالعمل على ارض الواقع وليس في الخطابات والبيانات، ولكن هل من مجيب؟
مقالات اخرى للكاتب