القصور الأولى هي القصور الرئاسية التي يسكنها المسؤولون العراقيون بحكم مناصبهم منذ 2003 , أما الثانية فهي قلة الإدراك والفهم , أي غير قادر على إدارة نفسه , بمعنى قاصر , ولهذا يشترط القانون بالفرد كي يتحمل المسؤولية أن يكون كاملا . لم نسمع في كل دول العالم أن الرؤساء والوزراء يتخانقون على البيوت الحكومية التي سكنوها خلال مدة مسؤوليتهم إلا في العراق , والعراق الجديد والحمد لله ولا أعرف سر ذلك العناد والتشبث , مع إنهم إستلموها من السابقين لهم . في سابقة خطيرة رئيس الوزراء نوري المالكي يرفض مغادرة القصر الرئاسي ويصر على البقاء به مع إنه
ليس رئيس وزراء بل وليس نائب رئيس جمهورية إلا لتلطيف الخواطر وجعل التشكيلة الحكومية تمر بسلام قبل إنقضاء المدة الدستورية . والسيد خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية السابق والمتقاعد حاليا ولا يملك عنوانا وظيفيا رفيعا يصر هو الآخر على عدم تسليم الدار التي يسكنها للسيد أياد علاوي بإعتبارة نائب رئيس الجمهورية , ومن يدري بقية النواب والوزراء هل يسيرون على نهج أسيادهم أم كل سيغادر الدار بلا ضجيج ولا عناد بإعتبارهم قد تجاوزوا سنين القصر .
هل هذا السلوك يعبر عن القيم الاخلاقية والسلوك الوظيفي أم أنه تعبير عن حقيقة هؤلاء الأشخاص القاصرين وإلا لماذا يصرون على تقديم أنفسهم بهذه الطريقة المذلة , إذا لم يكونوا بمستوى من القيم ولم تتح لهم ظروف الحياة السابقة معرفة الإصول الوظيفية والحياتية لعل سنوات حكمهم علمتهم الشيء الكثير , ثم هل يقبلون على أنفسهم أن يعاملوا بهذا القدر المتدني من الأخلاق , ترى كيف يبررون لأنفسهم هذا التجاوز على الحق العام ولعل السؤال الأخطر ترى كيف تصرفوا خلال سنوات حكمهم . ليس نصيحة مني ولكنه الواقع حين يفرض نفسه عليك أن تقول الحق
ترى كيف تبررون لأنفسكم ذلك ؟ ألا تتصورون في هذا السلوك سحق لكل المباديء التي كنتم تتفوهون بها , ثم ماذا تبررون لجماهيركم وأنتم على هذه الشاكلة , وأخيرا أتجهلون أن القانون وأنتم سميتم أنفسكم دولة القانون أكبر منكم جميعا , وإن الرجل رئيس الوزراء رفيق دربكم بإمكانه أن يرسل عليكم خمسة شرطة يخرجوكم بطريقة أكثر تهذيبا مما كنتم تخرجون الناس من بيوتهم .
الله يكون بعون العراقيين وهم يروكم على حقيقة غير حقيقة البكاء ولبس الخواتم ومسك السبح مع البسملة بسبب وبدون سبب .
مقالات اخرى للكاتب