العراق تايمز: فراس الكرباسي
العراق/ بغداد/ اعتبر خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، الإصلاحات المراد تطبيقها اذا لم تكن مرتكزة على النزاهة فإنها ستفشل حتما ولا يكتب له النجاح ، داعياً الى تقديم الشخصيات غير النزيهة والمتورطة بغسيل الأموال وسرقتها باسم مشاريع مزعومة إلى القضاء العادل، مشدداً على الاستفادة من عيد الغدير بأننا قادرون على أن نعطي نموذجا اسلاميا بشريا تاماً في الحاكمية دون التشريع، معللاً ان ما يعانيه العراق اليوم من فشل في الإدارة ليس بسبب انعدام التكنوقراط والمشكلة الحقيقية هي النزاهة وأصبح الفساد مرضاً يستشري في جميع الأوساط والتوجهات، مؤكدا على ان التنسيق الاستخباراتي في التحالف الرباعي والذي تم مؤخراً يجب أن يحافظ على حدود التنسيق دون جر العراق إلى حروبٍ ومشاكل مع جيرانه.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد، ان " الإصلاحات المراد تطبيقها لنجاح عملية انعاش الدولة يجب أن تركز على نزاهة الأفراد المختارون للإدارة قبل كفاءتهم لأن هدر المال العام لموازنات الدولة لم تكن بسبب عدم كفاءة العاملين عليها بل لعدم نزاهتهم وتفكيرهم بتكوين ملكياتهم الخاصة على حساب المصالح العامة"، مضيفاً " لذا فان أي إصلاح لم يكن مرتكزاً على النزاهة فإنه سيفشل حتما ولا يكتب له النجاح ولا يتم هذا الأمر ما لم تقدم الشخصيات غير النزيهة والمتورطة بغسيل الأموال وسرقتها باسم مشاريع مزعومة إلى القضاء العادل، وإلا فإن الإصلاح سيكتب له الفشل".
واضاف الساعدي ان "ما يعانيه العراق اليوم من فشل في الإدارة ليس بسبب انعدام التكنوقراط كما يدعيها البعض ولا هو السبب التام فإن الكثير من شخصيات التكنوقراط كما يسمونها تسلمت زمام مسؤوليات جسام على مدى العقد المنصرم لكن لم تظهر أية علائم لنجاح مميز فيما أنيطت لهم، ولكن مشكلتنا الحقيقية هي النزاهة، وأصبح الفساد مرضاً يستشري في جميع الأوساط والتوجهات وتقديم النزاهة على الكفاءة منطلق قرآني رصين لا شك فيه إذ يقول ملك مصر ليوسف معتقدا صلاحيته للمنصب الكفاءة التي تحلى بها ومن ثم نزاهتك".
وتابع الساعدي " في ظل مناسبة يوم الغدير الأغر والتي حسمت قيادة الأمة من وجهة نظر دينية وإنسانية ، وحددت ملامح القيادة للبشرية من بعد مرحلة الوحي وختم النبوة ، وأصل هذا اليوم لحاكمية الإنسان باعتباره الكيان الإلهي المقدس في الأمة، وفي ظل هذا التنصيب المبارك اعطت السماء فسحة للعقل البشري في الحاكمية بعد نضوج العقل الأول ، وهو أمير المؤمنين، ويمكننا أن نستفيد من هذا اليوم أننا قادرون على أن نعطي نموذجا اسلاميا بشريا تاماً في الحاكمية دون التشريع، وما يحتاجه اليوم العراق في ظل التلكؤ الواضح في أداء المسؤول لإدارة شؤون الدولة ، حتى أصبحت اشكالية الحاكم بين الدين والدين ، وتارة أخرى بين التكنوقراط (أي الكفاءة) وبين النزاهة ، ولعل نجاح أمير المؤمنين عليه الإسلام في إعطاء مبادئ الحكم النزيه والذي لم يتقاطع مع إنسانية الإنسان واحترام المكونات الأخرى قومية كانت أم دينية ، أثبتت قادرية الإسلام وحاكميته في الإدارة وحفظ الحقوق".
وشدد الساعدي "ليس سيادة الحكم الديني معناه اقصاء الآخرين واحتكار حقوقهم بل رعاية الجميع واحترامهم على أن لا تتقاطع مع الثوابت الإسلامية".
وبين الساعدي " يجب على الحكومة رعاية كافة القطاعات في البلاد وخصوصا قطاع الإبداع التجاري والزراعي للأفراد فمشكلة ضعف الإمكانيات المالية للدولة لا يمكن تقويضها مالم يتم تنشيط القطاع الخاص وبالتعاون مع القطاع العام والذي هو كفيل باستيعاب الطاقات الشابة وعدم زيادة عبئ الدولة وإرهاقها ببطالة مقنعة وتحد من هجرة الطاقات والأيدي العاملة ، كما أنها ستساهم بتعظيم الموارد المالية للدولة للسيطرة على العجز الحاصل".
وانتقد الساعدي تصريح أعلى قيادات الدولة لموازنة العام المقبل والتي ستخصص للموازنة التشغيلية بمعنى تأمين الرواتب فقط "يعد كارثة كبرى ضيعت حقوق البلد ومنعت رفع مستوى الخدمة وتطوير البلد وذلك بسبب السياسة الخاطئة التي اعتمدتها الحكومات السابقة".
وطالب الساعدي " فلابد من دراسة الوضع دراسة جادة لأن أزمات العراق كثيرة ، وعند حصول أي أزمة مستقبلا ستقف الدولة عاجزة عن حلها أو لا تستطيع تأمين رواتب موظفيها وهذا بحد ذاته خطر كبير".
واكد الساعدي إن " التنسيق الاستخباراتي في التحالف الرباعي والذي شُكِل مؤخرا يجب أن يحافظ على حدود التنسيق دون جر العراق إلى حروبٍ ومشاكل مع جيرانه إذ أن الخاسر الوحيد هو العراق وأن لا يكون العراق شعبا وأرضاً محرقة لتصفية الحسابات للدول الكبيرة المتصارعة، فقد دفعنا منذ أزمنة متعددة أثمانا باهظة لحروب ليست لنا فيها ناقة ولا جمل".