العراق تايمز:
بعد اسبوع واحد من وصول الباخرة ارف بايركجر التي تحمل العلم المالطي الى الموانئ العراقية في ام قصر وهي محملة بـ ٤٠ الف طن من الرز الهندي، اثيرت حولها ضجة اعلامية كبيرة وانتشرت مقاطع فيديو عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي توضح تلف الرز وعدم صلاحيته للاستخدام البشري.
الموانى العراقية وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها انما الصافي اعلنت، يوم السبت، الماضي الموافق ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦ إن "الباخرة (ارف بايركجر) التي تحمل العلم المالطي رست بجانب الرصيف رقم 12 في ميناء أم قصر التجاري وهي تحمل شحنة من الرز، وقد بدأت عملية تفريغ حمولتها".
وأضاف الصافي، أن "الشحنة تبلغ كميتها 41 ألف طن من الرز المستورد لحساب وزارة التجارة لتوزيعه على المواطنين ضمن الحصة التموينية".
مقاطع الفيديو والتقارير الخبرية اوضحت فساد تلك الشحنة وتلف معضمها، مما جعل من لجنة النزاهة في مجلس محافظة البصرة من فتح تحقيق مع الجهات المعنية.
حيث أعلنت لجنة النزاهة في مجلس محافظة البصرة، تلقيها معلومات تفيد بالاشتباه بصلاحية شحنة من الرز المستورد لحساب وزارة التجارة للاستهلاك البشري، وأكدت أن الشحنة تم استيرادها عبر ميناء أم قصر.
وقال رئيس اللجنة محمد المنصوري ، إن "اللجنة تلقت معلومات تفيد بوجود حالة اشتباه بعدم صلاحية شحنة كبيرة من الرز المستورد لحساب وزارة التجارة"، مبيناً أن "الشحنة نقلتها باخرة أجنبية الى ميناء أم قصر التجاري، وعند فحصها تبين وجود حشرة، ولذلك تمت اجراءات التعفير، ومن ثم جرت عملية التفريغ".
ولفت المنصوري الى أن "اللجنة سوف تتوجه الى الميناء لمتابعة هذه القضية عن قرب، كما ستكون لدينا متابعات مع الجهات المختصة للتحقق من صلاحية الشحنة للاستهلاك البشري حفاظاً على سلامة المواطنين"، مضيفاً أن "باخرة أجنبية أخرى توجد في منطقة الانتظار وتحمل شحنة ثانية من الرز ينبغي التأكد بدقة من صلاحيتها".
بعض شركات الشحن والتفريغ في الميناء اكدت انها افرغت ٣٠ الف طن من الباخرة والامر يجري تحت رقابة الاجهزة الامنية التي تمنع من وصول وكالات الاخبار الى رصيف التحميل والصعود للباخرة لغرض التاكد من صحة المعلومات.
وقال احد اصحاب شاحنات التفريغ انه نقل الرز التالف الى محافظة بغداد وبابل والكوت، الا ان السلطات هناك رفضت استلامها بسبب تلفها، مما اضطرهم الى ارجاع الشحنات الى البصرة، مؤكدا انه لازال هناك ١٠ الاف طن من الرز التالف على سطح الباخرة.
مصادر من داخل لجنة النزاهة في مجلس محافظة البصرة ومديرية الكمارك الجنوبية اكدت ان الشحنة تم استيرادها من نفس الشركة التي قامت باستيراد العجول النافقة قبل اشهر وهي شركة الكفيل التابعة للعتبة العباسية برئاسة وكيل السيستاني احمد الصافي، وان الشحنة لصالح وزارة التجارة العراقية لغرض توزيعها على المواكنين ضمن مفردات البطاقة التموينية.
المصادر اشارت الى ان الاجهزة الرقابية من كمارك وصحة وغيرها لم تستطع ايقاف تفريغ الرز من الباخرة، لان اصحاب الشركة المستوردة لديهم نفوذ كبير لدى السلطات العليا في الحكومة المركزية، وكما قاموا من قبل بادخال العجول النافقة وتوزيعها داخل الاسواق العراقية وبدون ان يطالهم اي عقاب او حساب قانوني، كون الامر عائد الى سلطة العتبات المقدسة في كربلاء و وكلاء السيستاني.
يشار الى ان الشيخ جعفر الابراهيمي قد تطرق قبل عام من الان وعلى المنبر الحسيني الى موضوع مشابه، وهو قيام شركة الكفيل للحوم بادخال كمية كبيرة من الدجاج الفاسد الى الاسواق العراقية، بحجة انه تابع الى الامام ابو الفضل العباس عليه السلام.
