عند اسقاطِ انظمةِ الاستعمار البريطاني والفرنسي في العراق وسوريا ومصر والجزائر واليمن الجنوبية وتطلَّعت الشعوب العربيةِ نحو حُكمِ نفسها بنفسها فهمَ الاحرارُ في العالم العربي ماذا يعني ان يكونوا في دولٍ ذات سيادة واوطانٍ خالية من القواعدِ الاجنبيةِ والاحلافِ الاستعمارية (حلف بغداد كان الدرع الغربي انكليزي-امريكي (في مواجهة الاتحاد السوفياتي).
تأممت قناة السويس بقيادة العربي الثوري جمال عبد الناصر وتأممت اراضي العراق ٩٧٪‏ من العراق بانتُزاعها من مخالب شركات النفط الاجنبية ونهض العراق بشركة نفطه الوطنية ينقب عن نفطه ويدير صناعته النفطية ومصر تدير قناة السويس وتبني السد العالي وتقاوم الحصار الغربي وتبني سدَّها العالي متحديَّةً نقض الولايات المتحدة لاتفاقية البناء.
كان الإباءُ العربي يطاولُ الجبال عزّاً وشموخاً وكانت سوريا رغم التامر الغربي للإطاحة بنظامِ حكمها (اول دولة برلمانية في العالم العربي ١٩٣٧) قلب العروبة وقلعته الحصينة في مواجهة الاستعمار الاسرائيلي الوافد من الاصقاع والشتات بإمرة الغرب وتدجيجه بالسلاح لاقامةِ اول جريمة عالمية (سرقة وطن) في فلسطين الحبيبة. وحين خسرت مصر الحرب مع عدوَّةِ الامَّةِ اسرائيل وقف جمال بعزه وشموخه لا ليطلب مليارات من اوباش السعودية والخليج بل طلب توقيعهم على وثيقة: لاصلح، لا اعتراف، ولا مفاوضات مع العدو اسرائيل...
اليوم وبعد احتلال العراق وزرع شتّى الأفكار الدخيلةِ وسقي بذرةِ تقسيمهِ لفدراليات ونغرِ جروحه بالمذهبيات المقيتة والاطمئنان على امتصاص خيراته وحل جيشه ومصادرة اسلحته التقليدية وتركه سوقاً للسلاح يدفع اموال الصفقات (٢٠١٣) ولايُعطى الطائرات التي اشتراها لثلاثة سنين (وصلت الطائرة رقم١٠هذه السنة و قبل شهر) وكان عنده بضعة صواريخ هيل فاير عند دخول داعش واللعبة ان يبقى سنتين بلا ذخيرة لهليكوبتراته عدد ٢!! وحتى يتم تجهيزه بالقطارة....

ومنذ ١٣ سنة يُجري تمارين تدريبه (كلفة ٥٠ مليار) ومازال يحتاج البساطيل الاجنبية لإرضاعه وترشيده...!!! وتم زرع شتى العاملين (للاجنبي!!؟) على تركيعه وتدجينه فمن تطلعه لاحتلال الكويت مثلاً الان يعيش شعبه في عصر الفدرلة(وهو دولة صغيرة بحجم ولاية من ٥٠ ولاية متحدة:امريكا) مترقباً الفرحة الغامرة حين يطمئنه السفير الامريكي انه سيبقى (مهشماً جريحاً) لكن من دون تقسيم.
والحق اقول ان زيارة محمود عباس وبكائه في جنازةِ قاتل أطفال قانا الثمانين و(معهم نساء) ووريث الارهابيين الصهاينة ( عصابات سترن وارغن) لم تكن تمثيلاً للشعب الفلسطيني ولا الاباء والشرف العربي ابداً...اليوم ومع كثرة العملاء وباعة الاوطان ابتلى الضمير العربي بعملاء الرجعية العربية من موظفي الغربِ وإكباشه من سعوديين وقطارنة والكثير الكثير من المرتزقة...
العزيز استاذ فرهاد تصوركَ لو زار اسرائيل ومشى بجنازة جزّار العرب (بيريز) أحدٌ من العراق لما سلم من الاستنكار اقول لا لا ...ابداً...
نحن الآن في عصر تمزيق العراق وسورية وشرذمتهما وكلما ازداد نزف جماهيرنا العربية الاصيلة كُلَّما اغرقوها بواحدٍ وعشرين داعش منها واحدة ارهابية (داعش!!) ههههه والعشرون الباقية تنظيمات ثورية ارهابية (معتدلة: التصنيف الامريكي) تتعالج في اسرائيل وتتسلح من الناتو عبر مغول الترك...
يا اخي العزيز لن يستنكر أحداً ايَّاً من احباب اسرائيل (في العراق) لو زاروا عدوَّةِ الاحرارُ وكعبة الجريمةِ المنظَّمة: اسرائيل.
معزتي