الثورة الحسينية تلك الرسالة العظيمة؛ التي أحيت الدين الإسلامي وخلصته ممن كان يريد به السوء، تمثلت تلك الثورة بشخص ثار ضد الجور، مدين لها كل العالم الإسلامي، وتعلم بعض قادة العالم منها دروسا كثيرة.
من وحي ما قيل بحق تلك الثورة، غاندي زعيم الهند: (لقد طالعت حياة الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين)، محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان: (لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الحسين بنفسه، واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذوه،هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق).
ومما قيل أيضا، واشنطن ايروينغ المؤرخ الأمريكي الشهير: (كان بميسور الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لإرادة يزيد، إلاّ أنّ رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أُميّة) وبقيت روح الحسين خالدة، بينما سقط جسمه على رمضاء الحجاز اللاهبة (استشهد الحسين على رمال كربلاء، وليس على رمضاء الحجاز!)، أيها البطل، ويا أسوة الشجاعة، ويا أيها الفارس يا حسين!
ومن أقوال مشاهير العرب أيضا، طه حسين العالم والأديب المصري: (كان الحسين يتحرق شوقاً لاغتنام الفرصة واستئناف الجهاد والانطلاق من الموضع الذي كان أبوه يسير عليه؛ فقد أطلق الحرية بشأن معاوية وولاته، إلى حد جعل معاوية يتهدده)، إلا أن الحسين ألزم أنصاره بالتمسك بالحق، محمد زغلول باشا قال: (لقد أدى الحسين بعمله هذا، واجبه الديني والسياسي، وأمثال مجالس العزاء تربّي لدى الناس روح المروءة، وتبعث في أنفسهم قوّة الإرادة في سبيل الحقّ والحقيقة).
النتيجة عندما يتكلم العالم عن تلك الحادثة بعد مرور 1400 سنة، ويتحدثون عن رجل شجاع جابه الظلم، ووقف بوجه سلطان جائر متنفذ في حينه، فكم من الرقي يمتلك، وما هي منزلة الثائر تلك، جواب واحد كفيل بذلك بأن من قام فيها شخص أعطى لله كل شيء، فأعطاه الله كل شيء.
مقالات اخرى للكاتب