العظماء يخلدون على مر العصور، فالأمم تخلد أبطالها وتقدسهم وتقتفي أثارهم، وعندما يتعدى صيت الأبطال إلى أمم وديانات أخرى،هذا دليل على عظمة المخلد، لأخلاصه في قضيته وإيمانه بالمبادئ التي سار من أجلها.
ثورة وعظمة الإمام الحسين بن علي علية السلام، تعدت القومية والدين والمعتقد،كونها كرست معنى المفهوم الإنساني وغرس روح و مفاهيم العمل الصالح،وعدم التهاون مع الظلم والانتصار إلى المظلوم،هكذا انتصر الحسين وحقق ثورة تعدت كل المفاهيم الضيقة،وعندها أصبح الحسين عنوانآ ليس عربيا ولا إسلاميا وحسب بل تعداه إلى جميع القوميات والديانات.
ممن تأثروا بهذه الثورة المعطاء ، كثير من المستشرقين،والمسيح والهندوس والكثير من علماء وقادة الثورات الكبرى في العالم .
يفول غاندي (لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين) .
كذلك يقول انطوان بارا (لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين).
أحد معارضي الأستعمار البريطاني مودوكابري ريس يقول (يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد،إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة).
غيرهم كثير ممن استلهموا من واقعة الطف دروسوا طعموا بها ثوراتهم وانتصرا بفضل تلك الدروس.
حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.
لنأخذ عبره من غير المسلمين كيف لهم أن يروا الحسين عليه السلام،أخذوا منه الدورس واستلهموا العبر، شيدوا و كرسوا مفاهيم ثورة الحسين في بلدانهم وانتصروا،هكذا تحيا الأمم و تزدهر من عطاء الحسين الخالد .
مقالات اخرى للكاتب