Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الشعائر والهوية
الأحد, تشرين الثاني 2, 2014
محمد غازي الاخرس

اليوم، وضعت ابني وابنتي في السيارة وخرجنا نتجول في المنطقة لنتأمل مظاهر محرم. كلّ عام أصنع هذا، لكنني اليوم وددت أن يشاركاني تشمم عطر الشعائر وهي تهبُّ من منطقة عميقة في الروح. جلنا في بعض الشوارع فرأينا أشياءً كثيرة؛ رجل يضع أمام باب داره منضدة عليها استكانات شاي وكعك، مواكب يلطم فيها شبّان يرتدون السواد، بيوت موشحةٌ بالأعلام، مكبرات صوت تضجّ باللطميات ونسوة يتنقلن من منزل لمنزل. أمّا في الشوارع الرئيسة، فهناك سيارات شرطة تراقب الزحام وتحمي المواكب وتنظم السير أحيانا.
الأجواء حزينة، لكنَّ الطبيعة الجماعية للشعائر حوّلت المنطقة إلى مكانٍ حلميّ يضج بنكهةٍ لا يعرفها سوانا. وأثناء الجولة، كانت طفلتي تنظر بعينين سائلتين عن كل صغيرة وكبيرة، في وقت بدا حسوني منذهلا بها. ثمَّ في لحظة سألني ـ لمن كنت زغير هم كنت تطلع تشوف المواكب واللطم؟ قلت له ـ نعم بابا.. لكن ليس بسعة اليوم، فذلك كان ممنوعا علينا.
حين سألني تذكرت شعائر الأمس وكأنها أطياف بعيدة. ذلك أن دولة صدام منعت هذه المظاهر منذ نهاية السبعينيات، لذا فإن ما أتذكّره قبلها ضئيل جدا قياسا بما يراه ابني الآن. جلَّ ما تبقى في الذاكرة مسيرة "زناجيل" تمرُّ من دربونتنا عصرا و"تشابيه" تقام في ساحة يقرأ فيها عجوز ويجسدها أشخاصٌ بعضهم من جيراننا.
لماذا مُنعتْ الشعائر؟ لماذا حُرِمَ مراهقٌ مثلي من رؤيتها لدرجة أنها تحولت عنده لهاجس معذّب؟ من أين استمدوا تلك القسوة وما مبررها سوى قمع الناس من ممارسة حرياتهم الدينية؟ تساءلت متذكرا تلك المرة التي ذهبت بها مع صديقي لجامع المحسن، حدث ذلك العام 1993ربما، وكانت الدولة قد سمحت، ولأسباب لا مجال لذكرها، أن تُمارس الشعائر للمرة الأولى منذ قرابة عقدين. جلسنا بانتظار سيد حسن، وإذ جاء من جهة ما مع ابنه الصغير، ضجّ الحاضرون بالصلوات وكأنّهم شاهدوا أحد أبطال الطف. كان انفعالي مع قراءته لا يوصف وبكائي حارا. لكأنني كنت أتحرّر من كبت أمضّ عليَّ سنوات صباي وشبابي مخرجا حزني وغضبي من الجوف مرة واحدة.
يومها، حين عدت شعرت وكأنني تخففت من كلّ أحزاني، بل خامرني شعورٌ مزيف باسترداد بعض حريتي التي مُنعت. كان الشعور وهميا، فبعد سنوات عادت السلطة لدأبها فحرمتنا من تنسم هواء هويتنا الفرعية ما اضطرنا لاستنشاقه بطريقتنا، وهذا أثّر بشكل عميق في جيلنا ورسم كثيرا من ملامحه الحادة وربما القاسية.
وأنا أتجول مع ابنيَّ، فكّرت: ما أتفه السلطة حين تمنع شخصا من ممارسة حزنه؟ ما أضيق أفقها وهي تضطر جماعة بأكملها لتغليب هويتها الفرعية عنادا وتحديا؟ هل لذلك علاقة بغياب هويتنا الوطنية الذي نعانيه الآن؟ إن ذلك مؤكد، والدليل ما يجري أمام أعيننا، فتأمّل لا حرمك الله من حريةٍ يوما.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44005
Total : 101